اقتصاد

ما هي تداعيات الزلزال على الاقتصاد المغربي؟

قال المحلل الاقتصادي، ادريس الفينة، إنه على عكس ما يتوقعه الكثيرون بخصوص تداعيات الزلزال على الاقتصاد المغربي، إذ أوضح أن الزلزال بالرغم من الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي خلفها في مناطق من المغرب إلا أن ذلك لا يمنع من تحقيق انتعاش اقتصاديا.

وقال الأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط في تصريح لجريدة “العمق” إنه بحسب نظرية كينز، فإن الاقتصاد المغربي سيعرف انتعاشا أكثر من المتوقع، مشيرا إلا أن الزلزال سيخلق دينامية اقتصادية بسبب أشغال البناء التي ستعرفها المناطق المنكوبة، وبسبب أيضا العملة الصعبة التي سيتم تحويلها من طرف الجالية المقيمة بالخارج في إطار التضامن مع المتضررين.

وأشار الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن هذه الدينامية من شأنها أن تحدث مناصب شغل جديدة لم تكن متوقعة، وسيخلق رواجا اقتصاديا، لافتا إلى أن هذا الرواج من شأنه أن يمنح الاقتصاد المغربي نقطة نمو إضافية، كما حدث في تركيا عندما ضربها الزلزال.

وأضاف الفينة قائلا:” صحيح أن الزلزال خلف ضحايا لكن لا ننكر الجانب الإيجابي فيه المتمثل في الاستثمارات الإضافية التي قد تصل إلى 12 مليار درهم خلال ما تبقى من هذه السنة الجارية و 9 أشهر من السنة المقبلة”.

وأوضح ادريس الفينة أن تداعيات الزلزال تختلف تماما عن تداعيات كورونا التي كانت سلبية على الاقتصاد المغربي، لأن الزلزال دمر بنيايات يلزم إعادة بنائها وهو ما سيخلق فرص شغل إضافية.

وأشار أيضا إلى أن الحساب التضامني الذي تم فتحه سيجلب ملايير الدراهم في إطار التضامن الداخلي والخارجي والتي ستمكن من بناء الطرقات وفك العزلة عن الساكنة المتضررة دون ان يؤثر هذا على الأوراش التي كانت مبرمجة قبل الزلزال.

وقال إن جل المنشآت المتضررة في المناطق التي ضربها الزلزال تعود للخواص وليست أملاكا تابعة للدولة، بالتالي فإن المتضررين سيعتمدون على مساعدات الدولة وجزء من مدخراتهم لبناء ما دمره الزلزال، وهذا عامل مهم لتفادي الركود الاقتصادي، وفق تعبيره.

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي محمد جدري إن التكلفة لأي كارثة طبيعية تكون باهضة، وأثرها يكون كبيرا، مؤكدا على أن الخسارة الكبرى للمغرب هي خسارة الأرواح فالبشر قبل الحجر، وفق تعبيره.

وأوضح جدري في حديثه لجريدة “العمق” أن الزلزال تسبب في خسارة مجموعة من المواطنين الذين كانوا يعيلون عائلاتهم وكانوا يساهمون في تنمية مناطقهم.

وتابع حديثه عن الخسائر: “أن الإمكانيات المالية الكبيرة التي تطلبها تجنيد مختلف الوحدات العسكرية والأمنية والصحية لإغاثة المناطق المنكوبة لم تكن مبرمجة في الميزانية”.

ولفت الخبير ذاته إلى الدمار الذي خلفه الزلزال خصوصا على مستوى الطرقات ومؤسسات الدولة التي فاق عددها 500 مؤسسة، وشبكات الهاتف والماء والكهرباء، إضافة إلى نفوق عدد من الحيوانات.

وأوضح المتحدث أن الزلزال صحيح سيوفر مناصب شغل جديدة بطريقة غير مباشرة، إلا أننا لا نتمنى أن تكون لدينا كوارث طبيعية لتوفير مناصب الشغل للمواطنين، وفق تعبيره.

وأعلنت وزارة الداخلية، في حصيلة محينة إلى حدود الساعة الثالثة زوالا، أن عدد وفيات الزلزال قد ارتفع إلى 2681 شخصا، فيما تم دفن 2530 منهم، تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته، فيما وصل عدد الجرحى إلى2501 شخص.

وفي هذا السياق، أشار بلاغ وزارة الداخلية، أن عدد الوفيات قد بلغ 1591 بإقليم الحوز، و809 بإقليم تارودانت.

وأكد الوزارة عدم سجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليمشيشاوة، ورززات،مراكش، أزيلال،أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.

وشددت على أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Ahadar mohamed 0650607526
    منذ 8 أشهر

    Assilm wassalam ways al3awn