خارج الحدود

قناة عبرية: السعودية غاضبة من التغطية الإعلامية لمسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب

نقلت القناة الإسرائيلية “13” عن مصدر فلسطيني قوله: “إن السعوديين غير راضين من التغطية الإعلامية للاتصالات حول مباحثات التطبيع مع إسرائيل وهو ما دفعهم لطلب إبطاء المباحثات”.

ونقل موقع قناة inews24 العبرية عن مصادر عربية أن السعوديين يعتقدون أن المباحثات حول امكانية تطبيع “تتقدم بسرعة كبيرة جدا” وأن العائق الأساسي هو أن السعودية تعتقد بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تجد صعوبة بخلق خطوات لصالح الفلسطينيين ولذلك طلبوا من الولايات المتحدة توضيحات عن الخطوات التي تنوي حكومة إسرائيل تقديمها للفلسطينيين مقابل الاتفاق.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، في وقت سابق تقريرا أشارت فيه إلى احتمال توصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، مشيرة إلى أن ذلك سيتطلب “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين التي من غير المرجح أن تحصل على موافقة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة، وقد تتطلب منه بدلا من ذلك السعي إلى تشكيل حكومة وحدة.

وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة سابقة قام بها سوليفان في مايو، أعرب ولي العهد السعودي بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق “جهد بأقصى طاقته”.

وذكر التقرير الذي قامت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يترجمته أنه في حين أن الرياض لم تطالب في الماضي بالضرورة باتخاذ “خطوة إسرائيلية واضحة تجاه الفلسطينيين”، فقد تدخل الملك سلمان، الذي تخلى بشكل عام عن سيطرة كبيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في المناقشات بشأن اتفاق محتمل لضمان إدراج تحفظه، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة.

وفقا للتقرير، تفهم إسرائيل أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستتطلب بدلا من ذلك “اتخاذ إجراء مهم على الأرض”.

وشملت المطالب الأخرى التي طرحتها الرياض، بحسب التقرير، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة ، على غرار حلف شمال الأطلسي، بموجبه ستكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لهجوم.

وبحسب ما ورد، فإن العديد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يشعرون أبدا بالراحة إزاء احتمال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن والقدس.

وفي المقابل، لم تستبعد صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في مقال آخر أن تكون هناك مفاجأة بالرغم من هذه التحركات، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المشاكل والحساسيات. فقد تهز وفاة الملك سلمان السعودية. من المفترض أن يكون ابنه هو الملك القادم، لكن لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من ذلك.

وقالت إن للسلطة الفلسطينية أيضا زعيم كبير في السن ومريض في شخص محمود عباس. أي تغيير في وضعه قد يهز المنطقة لأن التغييرات القيادية في الأنظمة غير المستقرة تؤدي دائما إلى احتمال حدوث مشاكل.

بايدن البالغ من العمر 80 عاما أصغر بسبع سنوات من كل من عباس وسلمان، ولكن تظهر عليه علامات سنه، ومع الحملة الانتخابية الرئاسية التي لا تزال في انتظاره، سيكون عام 2024 مكثفا وصعبا.

نتنياهو، الذي يقترب من 74 عاما – لا يزال صغيرا في السن مقارنة بالآخرين – لم يكن بصحة جيدة مؤخرا، بعد أن خضع لعملية زرع جهاز لتنظيم نبضات القلب في وقت سابق من هذا الشهر بعد إصابته باضطراب في انتظام ضربات القلب، مما دفع أطبائه إلى الاعتقاد بأن حياته كانت في خطر محتمل.

مقارنة بهم جميعا، يبدو حكم نتنياهو هو الأكثر تقلبا والأقل استقرارا، حيث يواجه المظاهرات الضخمة ضد خطة حكومته لإصلاح القضاء من جهة، بينما يخضع لسيطرة الوزراء الأكثر تشددا في ائتلافه من جهة أخرى.

وألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن، نهاية يوليوز الماضي، لمتبرعين لحملة إعادة انتخابه في عام 2024 خلال حدث في ولاية ماين إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *