منوعات

تعرف على تاريخ مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى العرب الذين ترأسوها

انطلق اجتماع قادة العالم الاثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بهدف إحياء “أجندة 2030” للتنمية المستدامة المُتفق عليها عام 2015، بعد أن واجه تطبيقها تحديات لا تزال مستمرة.

إليك تاريخ مناقشات الجمعية العامة

يفتتح رئيس الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة المناقشة العامة السنوية في سبتمبر من كل عام، وعندها يبدأ قادة العالم مناقشة القضايا مثار الاهتمام. ويحق لجميع الدول الأعضاء والمراقبين في الأمم المتحدة إلقاء خطاب في قاعة الجمعية العامة.

يُطلب من المتحدثين إبقاء بياناتهم أقل من 15 دقيقة، لكن بعض قادة العالم غالبا ما يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك. وكان أطول خطاب خلال مناقشات الجمعية العامة قد ألقاه الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، الذي تحدث لمدة أربع ساعات ونصف عام 1960 (على الرغم من أن ذلك لم يكن خلال المناقشة العامة).

وللمرة الأولى سنة 1974، ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطابا مطولا باسم منظمة التحرير الفلسطينية. شارك عرفات في تلكم المناقشة العامة بدعوة من رئيس الجمعية العامة آنذاك عبد العزيز بوتفليقة.

كما ألقى العقيد الليبي معمر القذافي خطابا مطولا سنة 2009.

رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو روز، يلقي خطابه أمام الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 1979.

لماذا البرازيل أولا؟

كما جرت العادة في افتتاح مداولات الجمعية العامة، تحتل البرازيل دوما الترتيب الأول على قائمة المتحدثين في المداولات العامة. هل تساءلتم لماذا تتحدث البرازيل أولا في افتتاح المناقشة العامة؟

الإجابة هي أن البلد المضيف (الولايات المتحدة الأمريكية) كان دائما يستهل الحديث في المناقشة العامة، ولكن في الدورة العاشرة للجمعية العامة طلب أن يكون ثانيا.

وعندها حاولت دائرة المراسم والاتصال العثور على دولة لتتحدث أولا بدلا عن الولايات المتحدة، ولكن لم يتطوع أحد.

وفي نهاية المطاف تقدمت البرازيل وتحدثت أولا، ومنذ ذلك الحين، ظلت تفتتح- بصورة تقليدية- المناقشة العامة.

الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا خلال حديثه في مداولات الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2004.

المطرقة، رمز قوة برلمان العالم

مع بداية كل دورة جديدة للجمعية العامة، تجري مراسم تسليم مطرقة رئاسة الجمعية العامة من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس الجديد.

ولهذه المطرقة الصغيرة، ذات الشكل غير المألوف، تاريخ طويل ومشوق ومليء بالقرارات والإنجازات على مدى ثمانية وسبعين عاما.

هذه المطرقة هي هدية من أيسلندا، التي يوجد بها ما يعرف بـــ “جد البرلمانات الحديثة”، حيث تعتبر الديمقراطية الأيسلندية هي الأقدم في العالم. ففي عام 930 عقدت أول جلسة برلمان في بلاد الفايكنغ. وفي منتصف القرن العشرين اقترح الأيسلنديون أن يتسلح الشخص الذي يترأس الجمعية العامة، برلمان العالم، بمطرقة أيسلندية.

ويمثل صوت المطرقة إيذانا ببدء الاجتماع أو ختامه، أو الموافقة على جدول الأعمال، أو انتخاب المسؤولين، أو اعتماد قرار، او الدعوة إلى الصمت.

هيا آل راشد رئيسة الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة(يمين) تسلم المطرقة إلى سيرجان كيريم(الثاني يمين) رئيس الدورة الثانية والستين وسط تصفيق الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون.

رؤساء الجمعية العامة العرب

تعاقب على رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إنشائها ثمانية رؤساء من المنطقة العربية من بينهم امرأة واحدة هم:

  1. اللبناني شارل مالك كان أول عربي يرأس الجمعية العامة في دورتها الثالثة عشرة سنة 1958.
  2. التونسي المنجي سليم ترأس الدورة السادسة عشرة سنة 1961.
  3. سنة 1974، تسلم الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الدورة التاسعة والعشرين. اتخذ بوتفليقة موقفا حازما ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا التي تم تعليق عضويتها خلال فترة رئاسته.
  4. عصمت كتاني من العراق كان رئيس الدورة السادسة والثلاثين سنة 1981.
  5. سمير الشهابي من المملكة العربية السعودية ترأس الدورة السادسة والأربعين سنة 1991.
  6. الشيخة هيا راشد آل خليفة من البحرين تسلمت رئاسة الدورة الحادية والستين سنة 2006. وهي المرأة العربية الوحيدة التي تبوأت هذا المنصب الرفيع طوال تاريخ الهيئة الأممية. وكان شعار دورتها “تحقيق شراكة عالمية من أجل التنمية”.
  7. الليبي علي عبد الرحمن التريكي ترأس الدورة الرابعة والستين سنة 2009. وحملت رئاسة دورته شعار: “وسائل التصدي الفعال للأزمات العالمية: تعزيز تعددية الأطراف والحوار بين الحضارات من أجل السلام والأمن والتنمية على الصعيد الدولي”.
  8. سنة 2011، ترأس القطري ناصر عبد العزيز النصر الدورة السادسة والستين التي حملت شعار: “دور الوساطة في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية”.

رؤساء الجمعية العامة العرب. من اليمين إلى اليسار: في الأعلى: اللبناني شارل مالك، التونسي المنجي سليم، الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عصمت كتاني من العراق. في الأسفل: السعودي سمير الشهابي، الشيخة هيا راشد آل خليفة من البحرين، الليبي علي عبد الرحمن التريكي،…

رؤساء الجمعية العامة العرب. من اليمين إلى اليسار: في الأعلى: اللبناني شارل مالك، التونسي المنجي سليم، الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عصمت كتاني من العراق. في الأسفل: السعودي سمير الشهابي، الشيخة هيا راشد آل خليفة من البحرين، الليبي علي عبد الرحمن التريكي، القطري ناصر عبد العزيز النصر.

كورونا تغير قواعد اللعبة

واحدة من السمات البارزة التي تميز أي دورة جديدة للجمعية العامة السنوية هي الحضور الشخصي لقادة العالم إلى المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك لحضور الأسبوع رفيع المستوى الذي يشهد انعقاد عدد كبير من الفعاليات حول أهم القضايا الدولية.

وعادة، يتوافد على مقر الأمم المتحدة خلال هذه الفترة آلاف الأشخاص من رؤساء دول وحكومات وكبار المسؤولين وممثلي المجتمع المدني والصحفيين وغيرهم، في ظل إجراءات أمنية مشددة حول المبنى وداخله.

ولكن عام 2020، ومع اشتداد انتشار جائحة كـوفيد-19، اتخذ الأسبوع رفيع المستوى شكلا غير مسبوق، حيث فرضت الأمم المتحدة، بالاتفاق مع الدول الأعضاء، قيودا من نوع آخر لتنفيذ التعليمات الطبية المتعلقة بالتباعد البدني للسيطرة على انتشار المرض وحماية الصحة العامة.

وقد اعتمدت الجمعية العامة قرارا دعت بمقتضاه الدول الأعضاء، والاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين ودولة الفاتيكان، إلى إرسال خطابات مصورة مسجلة مسبقا لقادتها ومسؤوليها لتُعرض على شاشات عملاقة بقاعة الجمعية وقاعات المؤتمرات خلال المداولات العامة والفعاليات رفيعة المستوى.

وقد تم اتباع هذا النهج لمدة عامين تقريبا قبل العودة إلى النظام العادي مع انخفاض حدة انتشار مرض كورونا.

المصدر: أخبار الأمم المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *