مجتمع

قادة العالم يعتمدون إعلانا سياسيا “تاريخيا” للوقاية من الجوائح

وصفت منظمة الصحة العالمية الالتزام الذي أبداه، أول أمس الأربعاء، قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتمادهم إعلانا سياسيا بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، (وصفته) بالتاريخي.

وفي كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة، شكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس جميع الدول الأعضاء قائلا “إن هذا يوم تاريخي للغاية”.

وأضاف المسؤول الأممي: “قد نميل للشعور بأن جائحة كوفيد-19 قد أصبحت جزءا من الماضي، لكن التاريخ يعلمنا أنها لن تكون الجائحة الأخيرة. والسؤال الذي نواجهه جميعا هو ما إذا كنا سنكون مستعدين عندما تحل الجائحة المقبلة؟ تقع علينا نحن القادة مسؤولية جماعية للتأكد من أننا مستعدون”.

وأضاف دكتور تيدروس أن هذه المسؤولية الجماعية تحتم ضمان حماية المجتمعات والاقتصادات. وقال إن الإعلان السياسي الذي اعتمد اليوم “هو التزام بأننا معا سنفي بمسؤوليتنا”.

وخلال الاجتماع، قال رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس إن العالم لم يكن مستعدا على الإطلاق لجائحة كوفيد-19. وشدد على ضرورة الاستفادة من الدروس الصعبة التي تعلمناها من الجائحة.

وقال “يمكننا – ويجب علينا – أن نتجنب حدوث الوفيات، التي يمكن تلافيها، والاضطرابات الاقتصادية العالمية الكارثية ذات الأبعاد الملحمية التي شهدناها خلال كوفيد-19”.

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، قالت “إن الاستجابة العالمية لكوفيد-19 كانت قصة براعة وفشل للبشر”.

وأوضحت أن البراعة نبعت من سرعة تطوير اللقاحات في أوقات قياسية، فيما تمثل الفشل في عدم الاستعداد للجائحة، وتضرر الضعفاء بشكل أكبر منها، وتخزين الدول الغنية للقاحات بينما افتقر إليها الناس في الدول الفقيرة.

وشددت على ضرورة “عدم تكرار أخطاء الماضي عندما تضرب الجائحة التالية – التي نعلم أنها ستحدث – وعندما تظهر تهديدات صحية أخرى. وهذا يعني ضرورة العمل معا”.

ويتوج اعتماد هذا الإعلان أشغال الاجتماع رفيع المستوى -المنعقد في إطار الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة- والذي ترأسه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بصفته الميسر المشارك لهذه العملية الأممية الهامة.

وشارك هلال، على مدى سنة، في تيسير هذه العملية الحكومية الدولية، والتي تتوجت بوضع الصيغة النهائية لهذه الوثيقة الأممية المرجعية. وبذلك، فإن اعتماد هذا الإعلان التاريخي يعكس المصداقية والثقة والاحترام الذي تحظى به المملكة المغربية على المستوى الأممي والدولي.

كما يجسد الاعتراف بدور المغرب باعتباره فاعلا نشطا وملتزما، قادرا على صياغة مبادرة عالمية للتحضير لحالات الطوارئ الصحية المحتملة، والوقاية منها، والكشف عنها ومواجهتها بشكل جماعي وسريع.

ويعد التعيين الأممي للمغرب من أجل قيادة عملية التيسير، تكريسا قويا للاستراتيجية الريادية والوقائية التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ بدء جائحة كوفيد-19. فقد كان تدبير المغرب للجائحة ومراقبتها والاستجابة لها محط إشادة المجتمع الدولي ونموذجا يقتدى به، في عدة مناسبات.

وأشاد رئيس الجمعية العامة، دينيس فرانسيس، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في افتتاح اللقاء، بالدور الهام الذي اضطلع به هلال في تيسير أول عملية أممية للتفاوض حول الإعلان السياسي، الذي توج الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.

ويروم هذا الإعلان الهام، الأول من نوعه، بالأساس، شحذ الإرادة السياسية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي من أجل الوقاية، والتأهب، والاستجابة للجوائح، وسيساهم في المسلسل العالمي، الذي تقوده حاليا منظمة الصحة العالمية، بهدف بلورة اتفاقية أو آلية قانونية دولية في المجال، وفقا لدستور منظمة الصحة العالمية.

وسيقدم هذا الإعلان الهام الآليات والمعارف الضرورية لتمكين المجتمع الدولي من الاستعداد بشكل أفضل للجوائح المستقبلية، لاسيما ما يتعلق بالمنظومات الصحية والاقتصادية، وسلاسل التوريد، وأسواق الشغل، وثقة الرأي العام، والاستقرار الاجتماعي والسياسي.

وفي هذا الإعلان، يؤكد رؤساء وممثلو الدول والحكومات، أن مكافحة الجوائح تتطلب قيادة “ملائمة، وعاجلة ومتواصلة”، وتضامنا عالميا، وتعاونا دوليا متناميا، والتزاما متعدد الأطراف، من أجل تنفيذ مبادرات وطنية وإقليمية وعالمية منسجمة وقوية.

كما تبرز الدول الأعضاء، في هذا الإعلان، أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتعددية الأطراف، والتضامن العالمي، والتنسيق والحكامة على أعلى مستوى سياسي وفي كافة القطاعات المعنية، وإرادة التغلب على التفاوتات وضمان الولوج المستدام والمتكافئ والفاعل والسريع للتدابير الطبية المضادة لتهديدات الجوائح، لاسيما اللقاحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *