اقتصاد

الطريق السيار المائي.. كم ضخ “سبو” في “أبي رقراق” إلى حدود اليوم وهل غطى العجز؟

منذ قرابة شهر ونصف والمياه تتدفق من سد “المنع” بحوض سبو نحو سد سيدي محمد بن عبد الله بحوض أبي رقراق الشاوية، بعد اكتمال الربط بين الحوضين، فهل مكن “الطريق السيار المائي” من تلبية حاجيات محور الرباط-الدار البيضاء من المياه؟ وما حجم المياه التي تم ضخها بسد سيدي محمد بن عبد الله عبر القناة الفولاذية الضخمة إلى حدود اليوم؟

بالرجوع إلى أرقام وزارة التجهيز والنقل، فإن حقينة سد سيدي محمد بن عبد الله تظهر من الوهلة الأولى أنها مستمرة في التراجع على الرغم من هذا الربط الذي يرمي إلى تحويل فائض حوض سبو نحو حوض أبي رقراق الشاوية، حيث انتقل مخزون السد من 149.5 مليون متر مكعب، يوم 28 غشت (تاريخ الربط) إلى 183.7 مليون متر مكعب بتاريخ أمس الثلاثاء.

لكن المحجوب لحرش مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، الجهة التي أشرفت على تتبع أشغال المشروع، أكد في تصريح لجريدة “العمق” أن هذا الربط المائي بين الحوضين لبى جميع حاجيات محور الرباط-الدار البيضاء من الماء، منبها إلى ضرورة قراءة تطور حقينة سد سيدي محمد بن عبد الله من 21 شتنبر الماضي إلى حدود اليوم، خارج فترة الصيف المعروفة بالاستهلاك الكبير للمياه.

وبالاطلاع على تطور حقينة السد خلال الفترة المذكورة، تظهر الأرقام أن مخزونه ارتفع من 136.4 مليون متر مكعب يوم 21 شتنبر الماضي إلى 138.7 مليون متر مكعب يوم أمس الثلاثاء (10 أكتوبر)، وهو ما يشير إلى ارتفاع بأكثر من مليوني متر مكعب خلال فترة 20 يوما.

ويتم خلال فترة الصيف، استهلاك قرابة مليون متر مكعب من مياه سد سيدي محمد بن عبد الله كل يوم، وهو ما يفسر تراجع مخزونه على الرغم من ربطه بحوض سبو، خصوصا أن الأخير يزود السد بحوالي 800 ألف متر مكعب كل يوم، لكن بعد 21 شتنبر أصبح “الطريق السيار المائي” يلبي حاجيات محور الدار البيضاء الرباط ويزيد قليلا، بحسب المحجوب لحرش.

وأشار المتحدث إلى أن القناة المائية كانت في البداية خلال مرحلتها التجريبية تضخ 3 أمتار مكعبة في الثانية، قبل أن يرتفع هذا الصبيب إلى 9 أمتار مكعبة في الثانية، مؤكدا أن هذا الصبيب سيرتفع اليوم الأربعاء إلى 12 متر مكعب في الثانية، علما أن الهدف المنشود هو 15 متر مكعب في الثانية.

وكانت وزارة التجهيز والماء قد أعلنت في نهاية غشت الماضي، وصول الأمتار الأولى المكعبة من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق ، بعد اكتمال ربط الحوضين المائيين بعشرات الكيلومترات من القنوات الفولاذية.

ويهدف هذا المشروع الضخم إلى تحويل فائض مياه حوض سبو التي كانت تضيع بالمحيط الأطلسي إلى حوض أبي رقراق من أجل تأمين تزويد محور الرباط الدار البيضاء بالماء الشروب، لساكنة تقدر بحوالي 12 مليون نسمة، وكذا تخفيف الضغط على سد المسيرة، بحسب بلاغ سابق للوزارة.

ويتكون هذا المشروع الذي تقدر كلفته الإجمالية بحوالي 6 مليار درهم من منشأة لأخذ الماء على مستوى سد المنع على واد سبو، و67 كلم من القنوات الفولاذية بقطر 3200 ملم، ومحطتين للضخ بصبيب 15 متر مكعب في الثانية، وحوض لإيصال الماء لحقينة سد سيدي محمد بن عبد الله.

وتطلب إنجازه ما يناهز تسعة أشهر، حيث تم الشروع في تشغيله تدريجيا ابتداء من يوم 24 غشت 2023 لإجراء التجارب اللازمة على المعدات وتحويل المياه بصبيب أولي لا يتعدى 3 متر مكعب في الثانية.

ويروم المشروع الرفع تدريجيا في صبيب المياه المتدفقة ليصل إلى 15 متر مكعب في الثانية، مما سيمكن من تحويل حجم سنوي من فائض مياه حوض سبو يتراوح بين 350 و400 مليون متر مكعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • محمد متابع
    منذ 7 أشهر

    المشروع جيد ومفيد ان كانن وضعت له دراسة معمقة، الا ان المشكلة التي نعيشها جميعا هي في فصل الصيف حيث يزيد الطلب على الماء، ونتمنى ان تنزل الامطار في فصل الصيف لان السد المغذي اذا نزل على مستوى الانابيب انقطع الشريان المغذي الابي رگراگ وتصبح الحصيلة من الماء ما كان فوق مستوى الانابيب فقط بتكلفة ستة مليارات، لو استوردناها من القطب الشمالى ثلجا لما بلغت ذلك. ولكن مرة نصيب ومرات...