مسؤول أمريكي يحذر إسرائيل من الوقوع في “فخ” حماس

قال المدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة، “David Harden”، إنه يتعين على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أنها ربما تكون في طريقها إلى الوقوع في فخ غزة، قبل المضي قدماً في لتنفيذ عملية برية تجاه القطاع.
وأضاف “Harden” في مقال نشر على صحيفة ” The New York Time” إن حماس تريد جر الجنود الإسرائيليين إلى “مستنقع”، كما فعل حزب الله في جنوب لبنان أثناء الفترة من عام 1985 إلى عام 2000. مشيرا أنه سنوات من القتال، عانت إسرائيل من انسحاب مهين وفوضوي، الأمر الذي أدى إلى ظهور حزب الله قوياً ومهدداً على حدودها الشمالية.
وأشار إلى أن حماس كانت تعلم أن الهجوم الذي وقع يوم السبت لن يترك أمام نتنياهو خياراً سوى الرد بغزو بري، وهي تعلم أن التكنولوجيا والتفوق العسكري الذي تتمتع به قوات الدفاع الإسرائيلية لن يقدم سوى القليل من المزايا في الشوارع المزدحمة بمدينة غزة؛ وفي جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة؛ أو من خلال متاهة الأنفاق التابعة لحماس في غزة التي تبلغ مساحتها 140 ميلاً مربعاً ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، مشيرا أنه من المؤكد أن حماس تعتقد أنها قادرة على هزيمة الإسرائيليين على أرضها في حرب استنزاف.
وعن إمكانية رغبة حماس في جر الجيش الإسرائيلي إلى معركة برية، قال “Harden”، إن حماس هي القوة بلا منازع في غزة، على الرغم من عدم إجراء الانتخابات منذ عام 2006، والتي أصبحت أقوى بعد كل صراع متتالي مع إسرائيل، مشيرا أنه على الرغم من الحصار الإسرائيلي والمراقبة على مدار الساعة، يبدو أن حماس تمكنت من بناء وشراء المزيد من الصواريخ، وتحسين مداها ودقتها بشكل مطرد، وتوفير التدريب القتالي الهجومي لمقاتليها، وتطوير شبكة استخباراتية متطورة وبعيدة المدى بما يكفي لشن هجمات عدة في وقت واحد.
وأوضح أن حماس تسعى أيضاً إلى توسيع مصداقيتها السياسية في الضفة الغربية إذا غزت إسرائيل غزة، وخاصة إذا توقف التقدم الإسرائيلي، في الوقت الذي ينظر فيه العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية بالفعل إلى السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، باعتبارها “فاسدة وضعيفة وغير قادرة على تحقيق تطلعات شعبها””، على اعتبرا أنه إذا غزت إسرائيل غزة، فقد تحظى حماس بالدعم الشعبي اللازم لتحدي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وربما تتولى القيادة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
وإقليميا، ذكر المتحدث، أن حماس تستطيع أن تعتمد على حزب الله، مذكرا أنه في اليوم التالي لهجوم حماس في جنوب إسرائيل، انخرط حزب الله، في محاولة لاختبار مدى استعداد القوات الإسرائيلية، في قتال مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية بالقرب من مزارع شبعا، وهي الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ولكن لبنان يطالب بها. وقد يسعى حزب الله إلى تحقيق مكاسب إذا كانت إسرائيل تقاتل حماس في غزة والضفة الغربية.
ويرى ” Harden ” أن حماس قد تكون أعادت بالفعل ضبط عملية إعادة الاصطفاف السياسي في الشرق الأوسط من خلال تعطيل المحادثات الدبلوماسية المرتقبة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مضيفا أنه إذا تصاعدت وتيرة غزة الآن إلى حرب برية طويلة الأمد، فقد تعمل حماس أيضا على تقويض اتفاقيات إبراهيم، التي أنشأت اتفاقيات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وكسر الاتجاه نحو التطبيع العربي الإسرائيلي المتزايد، ففي الوقت الذي لم تكن السلطة الفلسطينية قادرة على عرقلة اتفاقات إبراهيم، لكن لا يزال بإمكان حماس إلغاءها.
ومستحضرا دعم الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح أن حماس تعمل على تعقيد حرية عمل قوات الدفاع الإسرائيلية، نظراً لاحتجازها ما لا يقل عن 150 رهينة، مشيرا أنه وإذا طال أمد الحرب البرية فإن إسرائيل سوف تحقق مكاسب على أرض المعركة ولكنها ستفشل على نحو شبه مؤكد في تدمير إيديولوجية حماس الحاكمة أو تطلعات الفلسطينيين غير المتحققة إلى إقامة دولة.
ولتجنب “فخ غزة”، أكد أن إسرائيل تحتاج إلى حلفاء عرب على الأرض وفي المنطقة و”تعتبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وإيران وحماس وحزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن وجماعة الإخوان المسلمين تهديدا استراتيجيا جماعي، ومن أجل الحصول على دعم الزعماء الإقليميين الرئيسيين، يتعين على إسرائيل أن تقدم تنازلات أمنية كبيرة ومعلومات استخباراتية في حالة نشوب حرب أوسع مع إيران، وأن تحدد أفقاً سياسياً واضحاً وهادفاً للدولة الفلسطينية في مرحلة ما بعد عباس وما بعد حماس”.
تعليقات الزوار
ما قامت به حركة حماس ليس سوى محاولة لفرملة او تعطيل مسلسل التطبيع الذي بدأته اسرائيل مع العديد من الدول العربية. حماس رأت ان نجاح التطبيع مع السعودية سينعكس سلبا على القضية نظرا لوزن السعودية عالميا و اقليميا و كان لزاما تعطيل العملية اما الضحية فيبقى المواطن الفلسطيني الذي يشكل وقود الحرب لأن القيادة تعيش بالخارج و تنعم بالاستقرار.
ما قامت به حركة حماس ليس سوى محاولة لفرملة او تعطيل مسلسل التطبيع الذي بدأته اسرائيل مع العديد من الدول العربية. حماس رأت ان نجاح التطبيع مع السعودية سينعكس سلبا على القضية نظرا لوزن السعودية عالميا و اقليميا و كان لزاما تعطيل العملية اما الضحية فيبقى المواطن الفلسطيني الذي يشكل وقود الحرب لأن القيادة تعيش بالخارج و تنعم بالاستقرار.