مجتمع

مؤلف جديد .. حسن طارق يضع “الوطنية المغربية” على مشرحة البحث العلمي

عن المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع، صدر حديثا مؤلف جديد للكاتب المغربي حسن طارق، بعنوان “الوطنية المغربية تحولات الأمة والهوية”.

الكتاب يأتي في زهاء 245 صفحة، وأربعة فصول خصص الأول منها لسياقات تأسيس الوطنية المغربية، والثاني لـ “الوطنية المغربية أفقا للتفكير”، بينما اشتغل الفصل الثالث على “الوطنية المغربية وسياقات التحول”.

يقول حسن طارق “لن ينشغل هذا الكتاب بمدارات الوطنية داخل الفكر العربي المعاصر، في ضوء اتجاهات النظرية والممارسة والأطروحات الايديولوجية، بقدر ما سيحاول إعادة تركيب سياقات بناء الوطنية المغربية كما تحددت خلال زمنية التأسيس، وتقديم قراءة في عناوينها المتغيرة خلال زمنية التحول، وقبل ذلك سيقف على أبرز صيغ حضور الوطنية المغربية كأفق للتفكير والمعرفة المتعددة الحقول والخلفيات”.

ويضيف، ضمن مقدمة الكتاب “تلخص الإشكالية الأكثر مطابقة لسؤال المرحلة، في كيفية استثمار الخفوت اللافت لتوترات الهوية، وأجواء ما بعد الحوار العمومي الواسع حول إعادة التعريف الجماعي للأمة، لاجتراح مقاربة لا تقف على حدود تمجيد التعدد، ولا تتوقف عند عتبة الاحتفاء بالمكونات الفرعية والروافد، لكنها تلتفت إلى الأهم: ترصيد المشترك الوطني الجامع”.

يذهب طارق إلى أن، “عالم السياسة  يدقق في الخلفية والتفاصيل، منبهاً إلى أن السياسات تبقى الأكثر تأثيراً في صياغة الجواب عبر اختيار اللغة الوطنية ومساطر الجنسية والإقامة وقوانين الهجرة واللجوء، وعبر نوعية مناهج المدرسة في سرد التاريخ، لكنه يُضيف أثر الثقافة والقيم من خلال ما يحكيه الفنانون والموسيقيون والشعراء والمؤرخون وصناع الأفلام والمواطنون العاديون من قصص حول الأصول والانتماء وكينونة الشعب”.

فيما “يبحث عالم الاجتماع – وراء- يقينية خطابات الهوية- عن ظلال التحولات، ليلتقط عناصر التغيير ، مُفككاً وَهُمَ الثبات وراء يقينية خطابات الهوية، الذي توحي به الادعاءات الانتمائية، ومفسراً سياسات التعاريف التي تقدمها الشعوب لذاتيتها واستراتيجيات تنسيق عناصرها وتركيب مكوناتها، ضمن جدليات مُتغيرة عبر الزمن، تسمح ببروز أو ضمور الطلب على الهوية، وتقديم أو تأخير عُنصر من عناصرها، وبتصدر أو تهميش مكون من مكوناتها، وبإعادة ترتيب مضامينها وصيانة تركيبها”.

أما المؤرخ “فيركز على سياقات انبثاق خطابات الوعي بالذات، وعلى مكونات هذا الوعي ومُحدداته داخل السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع، ذلك أن الهويات الوطنية ليست شيئاً خارج التاريخ، فالناس عادة لا يولدون أمة، فالأمة تبنى.. وهي لا تبنى من لا شيء بل من عناصر قائمة وموجودة”.

يقول الكاتب “هم يُجمعون على أن هذا السؤال -سؤال الهوية الوطنية – ظل الأزمنة طويلة سؤالاً بلا تجاعيد، محتفظاً براهنية مثيرة، كموضوع للتفكير والتأمل. ذلك أن الانتماء الوطني بالرغم من كل تحولات الهوية وسياسات الانتماء، وكل الوعود الكونية للعولمة، حافظ على موقعه داخل سلم التفضيلات الهوياتية المتقدمة”.

“وداخل هذه الفُروقات في التناول تنعكس في السياسة دائرة واسعة من الاحتمالات تبدأ بالتعصب القومي المناهض للاختلاف وقد تنتهي بالتفكك واندثار المشترك” مضيفا “وضمن هذا الانشغال المكثف حظيت إشكالية الدولة الوطنية بوافر الاهتمام، حيث كثيراً ما وقف المفكر العربي المعاصر على “تمزق” ثنائية الدولة والأمة، أو على توتر علاقة الهوية الجماعية بالديمقراطية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *