مجتمع

“ناشرو الصحف”: الشراكة بين الحكومة والمنظمات المهنية لم تكن بهذا الضعف طيلة 20 سنة

اعتبرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أن “الشراكة بين الحكومة والمنظمات المهنية الجادة وغياب الحوار لم تكن بهذا الضعف والتلكؤ، على الأقل طيلة العشرين سنة الأخيرة”، على حد تعبيرها.

وعبرت الفيدرالية، في بلاغ لها لمناسبة اليوم الوطني للإعلام، عن “استغرابها جدا لأجواء التشرذم والنفور الواضحة بين المنظمات المهنية ووسط الجسم المهني خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك بشكل غير مسبوق على الإطلاق”.

واعتبرت الهيئة ذاتها أن “ذلك كان من ضمن أسباب تأخر الإصلاح وفرملة دينامياته، مجددة نداءها إلى كل الزميلات والزملاء من أجل الوحدة ونبذ التشرذم غير المفهوم”.

كما عبر “ناشرو الصحف” عن “تأسفهم لضعف الحوار مع السلطات العمومية المعنية بالقطاع، مسجلة أن الشراكة بين الحكومة والمنظمات المهنية الجادة لم تكن بهذا الضعف والتلكؤ، على الأقل طيلة العشرين سنة الأخيرة”.

وذكرت الفيدرالية أن “غياب هذا الحوار المطلوب تجلى بمناسبة المآل القانوني الغريب الذي انتهى إليه المجلس الوطني للصحافة، وأيضا في الإعداد لمنظومة قانونية جديدة للدعم العمومي، وفي محطات وقضايا أساسية أخرى تهم المهنة ومستقبلها”.

وأكدت الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف أنها “تتطلع كي تستحضر وزارة القطاع روح اليوم الوطني للإعلام وتباشر حوارا حقيقيا وتعدديا ومنفتحا وجديا مع كل المنظمات المهنية ذات التمثيلية الحقيقية، وبلا أي إقصاء، كما تأمل، حسب البلاغ، أن تدرك المكونات المهنية الأساسية دقة ما يحياه القطاع من مشاكل واختلالات، وتسارع إلى نبذ التشرذم، والسعي إلى الوحدة وتكاثف الجهود لمصلحة القطاع وموارده البشرية”.

و”ستستمر الفيدرالية، يضيف البلاغ، في مد يدها للجميع، وهي مستعدة لتمتين كل أشكال التنسيق والتعاون المطلوبة على قاعدة الجدية والوضوح ونبذ الأنانيات والحسابات الصغيرة جدا”.

وأشارت الهيئة ذاتها أن “بلادنا تواجه تحديات وطنية وتنموية واستراتيجية كبرى، كما أنها مقبلة على استحقاقات دولية وإقليمية في مجالات متعددة، وهي في ذلك في حاجة إلى صحافة وطنية مهنية ذات جدية ومصداقية ووضوح نظر للانتصار لمصالح الوطن وجاذبيته وصورته”.

واعتبرت الفيدرالية أن “تأهيل الصحافة الوطنية والجهوية، المكتوبة والإلكترونية، أكبر من هدف قطاعي، وإنما يتصل بالخدمة العمومية وتمتين الجبهة الوطنية وحماية استقرار ووحدة الوطن والدفاع عن تطلعاته المستقبلية والتصدي لخصومه”.

من جهة أخرى، سجلت الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف “صمود المقاولات الصحفية، الوطنية والجهوية، وعموم الجسم المهني المغربي في السنوات الثلاث الأخيرة، سواء أمام جائحة” كورونا”وتداعياتها، أو في مواجهة كل اختلالات القطاع وتدهور محيطه الاقتصادي، أو أيضا خلال كارثة زلزال الحوز”.

كما أبرزت الفيدرالية “حجم وأهمية الجهد المالي الكبير الذي وفرته الدولة لدعم الصحافة الوطنية وأوضاع مواردها البشرية، وذلك بالرغم من الملاحظات المتصلة بأشكال التوزيع وغياب الإنصاف والشفافية”.

إلى ذلك، نبه “ناشرو الصحف” أن “القطاع يواجه تحديات عديدة ومتداخلة ومتراكمة، وبعضها تكاد مخاطره تكون وجودية على  المستقبل القريب للعديد من مقاولاته”، مشيرة إلى أن هذا الأمر “يفرض اليوم انخراط كل الأطراف المهنية والحكومية، وتكاثف كل الجهود من أجل التصدي لكل هذه التحديات، ومعالجة الاختلالات، ورسم معالم الطريق نحو المستقبل”.

ودعت إلى “تعبئة كل الجهود لاستيعاب التحولات التكنولوجية المهولة ذات الصلة والأثر على القطاع، وتمتين أشكال التلاؤم الذاتي معها، علاوة على الإصلاح الحقيقي لاختلالات سوق الإشهار والإعلانات، وقطاع توزيع الصحف الورقية، وإبداع برامج ومبادرات لتنمية القراءة وسط شبابنا وشعبنا، وتطوير قطاع الطباعة، والتخفيف من التداعيات السلبية لعمالقة الإنترنيت على واقع مقاولات الصحف الوطنية المكتوبة والإلكترونية وغيرها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *