آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

الذكرى الأولى لمونديال قطر.. حينما سطر أسود الأطلس ملحمة كروية خالدة

تحل اليوم 20 نونبر الذكرى السنوية الأولى لانطلاق نهائيات كأس العالم التي نظمت بقطر سنة 2022، حين حقق المنتخب الوطني المغربي إنجازا تاريخيا ببلوغه نصف نهائي المونديال كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.

وسيظل مونديال قطر خالدا في ذاكرة كرة القدم العربية، بعدما أصبح من جهة أول نسخة تنظم في دولة عربية وبطريقة أبهرت العالم، ثم بلوغ المنتخب الوطني المغربي نصف نهائي المونديال بعد تجاوزه لمنتخبات كبيرة من قبيل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.

مشوار متميز

انطلقت مسيرة كتيبة الركراكي في كأس العالم بتعادل سلبي أمام منتخب كرواتيا، وصيف النسخة السابقة، قبل أن يحقق انتصارا تاريخيا أمام بلجيكا بهدفين دون رد، ليواصل سلسلة انتصاراته ويكسب كندا بهدفين لهدف، وينجح في التأهل لثمن النهائي متصدرا لمجموعته للمرة الأولى في تاريخ أسود الأطلس منذ نسخة 1986 بالمكسيك.

وتواصل مشوار النخبة الوطنية بامتياز في الدور ثمن النهائي حيث نجح المنتخب المغربي في إقصاء نظيره الإسباني عن طريق ركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين سلبا دون أهداف في الأشواط الأصلية والإضافية.

وتسلح الأسود بما حققوه بالبطولة حين واجهوا البرتغال في ربع نهائي، التي نجحوا في الإطاحة بها برأسية وارتقاء مذهل للدولي المغربي يوسف النصيري، قاد بها المغرب لمربع الكبار ليضرب زملاء أشرف حكيمي الموعد في مباراة النصف مع المنتخب الفرنسي، بطل العالم آنذاك.

وعلى الرغم من انتهاء رحلتهم في دور النصف على يد فرنسا بهدفين نظيفين وخسارتهم في مباراة الترتيب على يد منتخب كرواتيا، فإن “الأسود” حظوا باستقبال الأبطال لدى وصولهم للرباط، بعد أن استقبلهم مئات الآلاف من المغاربة، كما تم توشيحهم بأوسمة سامية من طرف الملك محمد السادس.

ذكرى للأفارقة والمسلمين

أبرز مركز الأبحاث الأمريكي، “المجلس الأطلسي”، أن رحلة أسود الأطلس خلال كأس العالم في قطر، شكلت “أكثر من مجرد إنجاز رياضي”، وتعد “ثورة في ثقافة كرة القدم”.

وأكد مركز البحث الأمريكي “أتلانتيك كاونسيل”، في تحليل نشره على موقعه الإلكتروني، أن إنجاز المنتخب الوطني المغربي، الذي بلغ نصف نهائي البطولة، يعد “ثورة في ثقافة كرة القدم”، خاصة بالنسبة للأفارقة والعرب والمسلمين عبر العالم، كما يعتبر “ثأرا تاريخيا بالنسبة لجميع الحالمين من كافة بلدان الجنوب”.

وأشار المقال إلى أن مونديال قطر “أعاد تشكيل طقوس الحدث وأملى قواعد جديدة تتلاءم مع قيمه العربية والإسلامية”، مسجلا أن المغرب أيضا “كانت لديه بعض الدروس التي نقلها”.

وأكد المركز أن صور اللاعبين وهم في وضعية سجود الصلاة عقب كل مباراة، والاحتفاء بالتضامن الأسري من خلال معانقة اللاعبين لآبائهم وأمهاتهم، ورفع العلم الفلسطيني في كل صورة تذكارية، تعد بمثابة تحد لثقافة كرة القدم المتمركزة حول الغرب، كما تشهد على تنوع أكبر ومجموعة شاملة من الرموز التي تختلف، من الناحية المعرفية، عن العالم البراق الاعتيادي لمنافسات كأس العالم.

كما أن مشجعي الفريق تبنوا، يضيف المركز البحثي، شعارا جديدا يمتح من المبادئ الدينية، مستوحى من العبارة العربية “ثقوا بالله” (ديروا النية)، والتي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، واستخدمها حتى السفير الجديد للولايات المتحدة في المغرب، بانيت تالوار.

وقد حظيت انتصارات أسود الأطلس، يضيف المصدر ذاته، بترحيب واسع من قبل دول أخرى في الجنوب، لاسيما تلك التي ترى في صمود الفريق المغربي وقدرته القتالية انعكاسا لنضالها الخاص.

واعتبر أن المشجعين من كافة أنحاء القارة الإفريقية والعالم العربي والإسلامي اصطفوا بشكل تلقائي خلف أسود الأطلس، في تحد لكافة القوى الاستعمارية السابقة: إسبانيا والبرتغال وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا.

وتابع المركز البحثي بالقول إن كل انتصار حطم، وبشكل مجازي، العقد الإمبريالية البالية بكون المدربين والفرق الأوروبية متفوقة بطبيعتها. وبالنسبة للبلدان العربية على وجه الخصوص، يسترسل “المجلس الأطلسي”، “انبثق شعور قومي عربي جديد اضمحلت في ظله عقود من العقلية الانهزامية”.

أرقام وإنجازات

أصبح المغرب أول منتخب إفريقي يتأهل لنصف نهائي كأس العالم، بعد أن تم إقصاء المنتخبات الإفريقية الثلاثة السابقة التي وصلت إلى ربع النهائي، حيث خرجت الكاميرون خرجت على يد إنكلترا في مونديال 1990، وودعت السنغال أمام تركيا 2002 فيما خرجت غانا من الأوروغواي في 2010.

كما حافظ المغرب على نظافة شباكه في أربع مباريات في كأس العالم بقطر، أي أكثر مما حافظ في أول 16 مباراة مونديالية له بين 1970 و2018 بواقع ثلاث مباريات، ليصبح مجموع عدد المباريات التي حافظ فيها المغرب على نظافة شباكه 7 مباريات وهو رقم مشترك مع نيجيريا.

ياسين بونو الذي خاض مباراته الخمسين مع المنتخب ضد البرتغال في ربع النهائي، أصبح أول حارس مرمى إفريقي يخرج بشباك نظيفة في نسخة واحدة من المونديال، وعندما واجه المنتخب المغربي إسبانيا في دور الثمن، أصبح ياسين بونو أيضًا أول حارس مرمى إفريقي ينقذ ركلة ترجيحية في كأس العالم.

ولم يفز أي منتخب إفريقي بأكثر من المباريات التي حقق فيها الأسود انتصارا في نسخة واحدة من كأس العالم، كما وصل وليد الركراكي إلى نصف نهائي المونديال بعد ثماني مباريات فقط مع المنتخب المغربي.

مونديال للتاريخ

تنافست قطر على استضافة كأس العالم 2022 مع كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، قبل أن يقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم في الثاني من دجنبر من سنة 2010، إسناد تنظيم البطولة إليها.

وحصل الملف القطري على العدد الأكبر من إجمالي المصوتين من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الذي عقد اجتماعاته بمدينة زيورخ السويسرية، حيث نال 14 صوتا في الجولة النهائية للتصويت، مقابل 8 أصوات للملف الأمريكي.

وجرت مباريات البطولة، التي شهدت مشاركة 32 منتخبا لآخر مرة بعد قرار “فيفا” زيادة عدد المشاركين إلى 48 منتخبا بدءا من النسخة المقبلة للمونديال، في 8 ملاعب هي لوسيل والبيت وخليفة الدولي وأحمد بن علي والمدينة التعليمية والثمامة و974 والجنوب، فيما أسفرت البطولة عن تسجيل 172 هدفا في 64 مباراة، بنسبة 2.69 هدف في اللقاء الواحد.

كما تميز مونديال قطر 2022 عن غيره من النسخ السابقة بأنها الأولى التي أقيمت في فصل الشتاء، بدلا من موعدها المعتاد في فصل الصيف عقب انتهاء بطولات الدوري في معظم دول العالم، ويرجع السبب في ذلك لتجنب درجة الحرارة العالية في البلاد صيفا.

كما تعتبر هذه النسخة هي الأكثر اندماجا منذ النسخة الافتتاحية للمونديال عام 1930، حيث تواجد 24 من أصل 32 فريقا ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلو متر من بعضها البعض، بعدما تركزت أغلب فنادق إقامة المنتخبات في العاصمة القطرية الدوحة، كما كانت هذه هي النسخة الأولى في تاريخ كأس العالم التي لم يفرض على اللاعبين السفر لمراكز المباريات، كما كان بإمكانهم البقاء في نفس القاعدة التدريبية طوال البطولة بأكملها.

وساهم التقارب الشديد بين ملاعب مباريات البطولة، في منح الفرصة للجماهير لحضور أكثر من لقاء في يوم واحد، وهو الأمر الذي لم يتوفر في أي نسخة سابقة للمونديال، إذ اجتذبت قطر أكثر من مليون زائر خلال المونديال، فيما تابع 3.4 مليون مشجع المباريات في الملاعب، حسبما أفاد الموقع الألكتروني الرسمي لفيفا.

ووفقا لوكالة الأنباء القطرية، سجلت المدرجات تواجد 3.404.252 متفرجا، ليشكل مونديال قطر ثالث أعلى نسبة حضور لكأس العالم بعد نسختي 1994 و2014 بالولايات المتحدة والبرازيل على الترتيب.

وابتسم مونديال قطر أمام الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 1978 و1986، عقب فوزه المثير بركلات الترجيح على منتخب فرنسا في المباراة النهائية، التي أقيمت بملعب (لوسيل)، عقب انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل.

وقاد تتويج الأرجنتين بكأس العالم ميسي للحصول هذا العام على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، والتي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية سنويا، وذلك للمرة الثامنة في مشواره الرياضي، ليعزز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين حصولا على الجائزة المرموقة.

وسجل ميسي 7 أهداف خلال مشوار الأرجنتين في البطولة، لكنه جاء في المركز الثاني بقائمة هدافي مونديال 2022، بفارق هدف خلف كيليان مبابي، الذي تصدر ترتيب الهدافين.

وحصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في البطولة، متفوقا على مبابي والكرواتي لوكا مودريتش اللذين جاءا في المركزين الثاني والثالث، ونال الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، جائزة أفضل حارس مرمى في المسابقة، بينما حصل مواطنه إنزو فيرنانديز على جائزة أفضل لاعب شاب، وفاز منتخب إنجلترا بجائزة اللعب النظيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غراب
    منذ 5 أشهر

    بارما طلعتوهم لينا في الرأس.