سياسة

الخليفة: تحرير فلسطين قضية كل المغاربة ملكا وشعبا والتطبيع مع إسرائيل خطأ

الخليفة ضيف حوار في العمق

شدد القيادي الوطني والوزير الأسبق مولاي امحمد الخليفة على أن قضية تحرير فلسطين والقدس تعد قضية لكل المغاربة ملكا وشعبا، وأن علاقة المغرب بالقضية لم تبدأ في السابع أكتوبر ولا العهد الحديث بل تعد علاقة ضاربة في جذور التاريخ، كما انتقد في الوقت ذاته تطبيع العلاقات مع إسرائيل مستحضرا أن الأمر قد يكون حدث ضمن إكراهات فرضته ولكنه اعتبر “أنه خطأ لا يجدر لا بالمغرب ولا بالمغاربة”.

وقال الخليفة “لا يمكن لأحد أن يزايد على المغاربة ملكا وشعبا في القضية الفلسطينية”، وذلك خلال مشاركته في حلقة خصصت لموضوع القضية الفلسطينية من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” المغربي محمد لغروس، ويبث على مساء كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

علاقة متجذرة في التاريخ

وقال الخليفة إن علاقة المغرب بفلسطين ليست وليدة اليوم، “ولا نتكلم عن شيء يحدث اليوم أو حدث في 1948، بل إننا نتكلم عن مغرب هو فلسطين وفلسطين هي المغرب”.

وأرجع تاريخ العلاقة بين الشعبين المغربي والفلسطيني إلى عهد صلاح الدين الأيوبي ويعقوب المنصور الموحدي، مشيرا إلى أن السلطان المغربي حرك أسطوله البحري في البحر الأبيض المتوسط لمنع المسيحية من الوصول إلى القدس، ثم تقاطر المغاربة أفواجا أفواجا على القدس “فكانوا رجالا أبطالا يذكرهم التاريخ ويذكرهم حتى صلاح الدين الأيوبي رحمه الله”.

وتابع “ابن صلاح الدين نفذ وصية والده واقتطع أرضا من أراضي القدس تقع بين حي البراق والمسجد الأقصى وسماها حي المغاربة”.

وواصل الخليفة حديثة عن العلاقة التاريخية للمغاربة بقضية فلسطين بقوله “في العصر الحديث كيف لأي كان أن ينكر على الملك الراحل الحسن الثاني أنه عندما مُس الأقصى جمع كل العالم ولأول مرة في الرباط وكان أبرز ما أسفر عنه الاجتماع هو لجنة القدس، واستعرض رحمه الله في شوارع هذه المدينة (الرباط) التجريدات العسكرية التي أرسلت إلى الجولان بقيادة الجنرال الصفريوي رحمه الله بينهم العلام والشهداء الذين يزورهم المغاربة كلما توجهوا إلى الشام”.

قضية ملك وشعب

واعتبر الوزير الأسبق والقيادي الوطني أن “الحاضر تتمة وتكملة، وهو الحبل الواصل بين تاريخ المغرب وما يقع الآن”.

وشدد على أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس ستبقى قضية تحرير فلسطين قضيته وسيظل يساوي بين القضية الفلسطينية وقضية الوحدة الترابية، وأن جهوده لن تبقى محصورة “في ما نفعله في القدس من الناحية الإنسانية، بل إن تحرير القدس قضية ملك وقضية شعب”

التطبيع خطأ

واعتبر الخليفة أن الاتفاق الثلاثي الذي وقعه المغرب مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأفرز تطبيع العلاقات مع إسرائيل، “لم يأت من أجل تحرير الصحراء أو كما يقال أن يتخذ وسيلة من أجل الاعتراف الأمريكي”، معتبرا أنه بفعل المؤامرة التي عبر عنها بقوله “هذه إحدى الخطوات التي تحاول قوى الشر والظلام، والقوى التي تملك تسيير الشعوب وتسيير الدول من نورانيين وماسونيين وصهاينة ومن الغرب في حكوماته التي تصهينت”.

وفي الوقت الذي استحضر الخليفة أن لقادة الدول من ملوك ورؤساء “إكراهاتهم التي تنوء بها الجبال”، قال أيضا “أنا واثق أنه إذا كانت هناك إكراهات أساسية بالنسبة للملك، وكان التوقيع، فإنه فلن يكون إلا في صالح المغرب وصالح القضية الفلسطينية”.

وتابع “أما الشعب المغربي الذي يعتبر نفسه حرا من حقه أن يعبر عن رأيه في الموضوع”، معتبرا أنه “لكي نبقى دائما متحدين فلا يمكن أن نعالج الخطأ بالخطأ”.

وأوضح الخليفة أن يقصد بالخطأ الأول ما ينتج عن الجارة الشرقية للمغرب وذلك بقوله “خطأ أنه بكل الأسف عندنا جار لا يريد أن يفهم ما معنى العالم العربي والإسلامي وخطأ التطبيع مع الصهاينة”، أما الخطأ الثاني فقد أوضح أنه “خطأ التطبيع مع إسرائيل الذي لا يجدر لا بالمغرب ولا بالمغاربة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *