سياسة

يحياوي: إعلان أبوظبي يضمن قاعدة تمويلية صلبة لرهانات المغرب المستقبلية

وقع الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أمس الاثنين، في أبو ظبي إعلانا “نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة”.

ويقوم الملك محمد السادس سيقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تستمر ليومين وذلك بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين.

ويهدف هذا الإعلان إلى الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على الشعبين الشقيقين.

ويعتبر تمديد خطوط القطار فائق السرعة “البراق” من القنيطرة إلى مراكش، وتطوير المطارات والموانئ والسدود، وإعادة إعمار مناطق زلزال الحوز، ومشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، من أبرز المشاريع التي تضمنها إعلان الشراكة الموقع بين المغرب والإمارات.

وفي تعليقه على الموضوع، قال أستاذ الجغرافيا السياسية، مصطفى يحياوي، إن بهذه الشراكة الاستراتيجية ضمن المغرب قاعدة تمويلية صلبة لمختلف رهاناته المستقبلية على المدى المتوسط سواء فيما يتعلق بالنموذج التنموي الجديد أو ما يرتبط باستراتيجية المغرب في إفريقيا بما فيها تنمية الملاحة التجارية بالواجهة الأطلنتيكية.

وأضاف في تصريح لجريدة “العمق” كنت دائما من هؤلاء الذين يعتبرون أن المغرب خلال العشرين سنة الماضية بصدد تطوير نظرية جيوسياسية قوامها تكاملية المسارين الداخلي والخارجي وتطوير أدوار العروة التي تلتقي من خلالها الفرص الاستثمارية الإنمائية بإفريقيا في أفق 2063.

وتابع المحلل السياسي ذاته: “بهذه الرؤية التركيبية بين المجموعات المجالية المتباعدة ومصالح القوى الإقليمية والعالمية عبر التموقع الذكي في شبكة المصالح الاقتصادية العالمية النيو ليبرالية وإعادة استخدام العلاقات التاريخية وتثمينها في إطار استراتيجية تواصلية ‘حذرة’ لآليات التأثير ‘الناعم’ وتأن دبلوماسي في أخذ المواقف من مختلف سياقات التوترات السياسية الداخلية والبينية، سيكون من الأيسر العبور من أوروبا أو أمريكا الشمالية أو آسيا (عبر المتوسطي) إلى العمق الإفريقي انطلاقا من الممرات البحرية والبرية الآمنة التي يضمنها المغرب”.

وأشار يحياوي إلى أن توقيع الملك على إعلان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية له دلالة سياسية قوية، مضيفا: “أظنها أول اتفاقية شراكة توقع شخصيا في تاريخ العهد الجديد من طرف الملك”.

وأكد ضمن تصريحه على أن هذا الاجتهاد الدبلوماسي في ربط المصالح العابر للقارات بالمؤكد سيزيد من امتعاض الجزائر التي لن تتوانى في الزيادة في الضغط والمشاكسة عبر ملف الصحراء المغربية.

وقال أيضا: “كلما زادت فرص تثبيت المغرب في خريطة القوى الإقليمية على المستوى الإفريقي، كلما زادت حدة التوتر من جهة الجزائر؛ وقد يؤدي ذلك إلى نسج علاقات “قذرة” مع أطراف دولية من مصلحتها توسيع جغرافية التوترات الإقليمية في اتجاه مسارات المصالح الجيوسياسية والجيواستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية”.

يذكر أن المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة تربطهما علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية متميزة، وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتنمية.

والعلاقات بين المغرب والإمارات العربية المتحدة وثيقة بشكل خاص، حيث يحافظ البلدان على العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1977، ووقعا اتفاقية التجارة الحرة في عام 2004.

ويشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب والإمارات العربية المتحدة ازدهارا، إذ تعتبر الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الثالث للمغرب في أفريقيا والمستثمر الأجنبي الثاني في المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *