مجتمع

الأمهات العازبات القاصرات.. قصة ضحايا اغتصاب وعنف أسري أرغمن على الأمومة

شدت إليها الأنظار وهي تتجه نحو المنصة لتروي قصة جعلتها تصبح أما رغما عنها خلال ندوة نظمتها جمعية “إنصاف” اليوم لمناقشة “إشكالية الأمهات العازبات على ضوء النقاش حول وضعية المرأة بالمغرب”.

أذهلت قصتها الحضور وهو يستمع إليها بتركيز وسط صمت لا يعلوه إلا صوتها المتردد الضعيف المرتعب، وهي تغطي ملامح وجهها وتتكلم مرتبكة كأنها جانية، رغم أنها الضحية، بحسب روايتها.

بدأت تلك الفتاة القاصر تروي قصتها بخجل، وهي مرتعبة، وقالت إنها صارت أما لطفل يبلغ اليوم 10 أشهر، بعد تعرضها لاغتصاب من ابن الجيران، ولم تغادر الواقعة ذهنها.

وقالت الفتاة التي لم تفصح عن اسمها في شهادتها أمام الحاضرين: “كنت أعمل في الدار البيضاء كمساعدة في المنازل لأن اسرتي فقيرة، واشتغل لمساعدة والدي على شراء دواء مرضه المزمن، وفي مرة اتصل بي والدي وأخبرني أنه زارنا خطاب يطلبون يدي منه، اقنعني أبي في الهاتف أن الزواج وتكوين أسرة أفضل لي من التشرد في البيوت كعاملة”.

وتابعت: “اقتنعت بكلام أبي، وحملت نفسي وعدت إلى البيت، وعند وصولي بفترة دخلت ابنة الجيران قالت لي أن أمها تريدني عندها فذهبت إليها، إذا بي أتفاجأ، بشخصان يسمكان بي وعرضوني للاغتصاب غصبا عني، لم أستوعب ما حدث من الصدمة، أخذت أغراضي وقلت لوالدي لا أريد الزواج وعدت للعمل كمساعدة في الدار البيضاء ولم أتجرأ على اللجوء إلى الشرطة”.

وأضافت الأم العازبة صاحبة القصة، أنها بعد فترة “شعرت بتغيير على جسمها وقررت زيارة طبيبة، التي أخبرتها بأنها حامل، ولم تصدق كيف أصبحت حامل، في هذا الوقت اتصلت بالشخص الذي عرضني للاغتصاب وأخبرته، فرد كيف سأعرف أنه ابني، وأنكر جريمته بي ورفض الاعتراف بالجنين، وتعرضت منه وأسرته للتهديد بالقتل”.

وبعد مدة “عدت لمنزل والدي ووعدني المغتصب بالزواج والاعتراف بطفله الذي يبلغ اليوم 10 أشهر، لكنني اكتشفت أنه كان يستهزئ بي، وخلف وعده ورفعت دعوى ضده لكنها دخلت الحفظ ولم أفهم لماذا، إلى حين أن لجأت إلى جمعية إنصاف التي ساعدتني (حتى وقفت على رجلي)”، وختمت بالقول: “أتمنى أمامكم أن يرفع الظلم عني وعن كل الأمهات العازبات ضحايا الاغتصاب”.

ضحية عنف وتشرد أسري

وقفت الشابة بجسمها الهزيل ووجها الملثم، تروي كيف وجدت نفسها أم عازبة، بعدما قامت بمراسيم خطوبة مع شخص اختاره قلبها لملإ فراغ الأب المتوفي وليكون لها السند.

واعترفت أنها ابنة أسرة محافظة، وقالت “تعرفت على شخص في وقت كانت لدي مشاكل أسرية، كنت أشعر بغياب الإهتمام والحنان لأن أمي تزوجت برجل آخر وعشت معها مشاكل وعنف، وقررت التعرف على شخص يكون لي سند وأب وزوج”.

واسترسلت: “تعرفت على خطيبي منذ 12 عاما، قضينا معا وقتا ممتعا وأسرنا كانت تعلم بعلاقتنا، أجرينا مراسيم الخطوبة بحضور ومباركة أسرنا، وبدأنا نسافر معا بعد الخطوبة، ثم اكتشفت حملي منه، أخبرته وأمرني بإسقاط الجنين، لكنني رفضت وترجيته الزواج مني، لكنه رفض، ورفض الاعتراف بابنته التي تبلغ اليوم 9 أشهر”.

وقالت: “أثناء الولادة واجهت مشاكل عدة من عنف لفظي وتمييز طرف أطباء، فقط لأنني أم غير متزوجة، لم يساعدوني أثناء توجهي للولادة، بل تعرضت للاهمال، واليوم أنا بخير أدرس وسأربي ابنتي وأوفر لها شروط حياة كريمة لم توفر لي من طرف أسرتي”.

وتابعت: “بعدما أوصدت كل الأبواب في وجهي، لجأت إلى جمعية إنصاف التي ساندتني ومكنتني من تسجيل ابنتي في سجل الحالة المدنية، وساندوني لإجراء تكوين ويقدمون لي تعويضا شهريا، وأعود لأذكر أنني تعرضت لتمييز وعنف منذ حملي بطفلتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *