مجتمع

ورزازات .. جثة ممزقة تعيد إشاعة “أسد الأطلس” إلى الواجهة

تعيش ساكنة جماعتي إغرم نوكدال وتديلي التابعتين لإقليم ورزازات، خلال الأيام القليلة الماضية، على وقع هلع وخوف كبيرين إثر انتشار فرضيات تدعي وجود “أسد الأطلس” في المنطقة.

وانتشرت هذه الإشاعات بين سكان المنطقة كالنار في الهشيم، بعدما عثر مؤخرا على بقايا جثة ممزقة تعود لخمسيني بزاوية سيدي علي وحماد، بجماعة تديلي، بعد يومين من خروجه ليلا لسقي محصوله الفلاحي في الوادي المجاور للدوار.

وبعد اختفاء المعنى الذي كان يدعى قيد حياته عبد الرحمان، عن الأنظار لقرابة يومين، عثرت نسوة زوال يوم الخميس الماضي، على ملابسه ممزقة و جمجمته المسلوخة، و بقايا عظامه ومعوله، في مكان غير بعيد عن الدوار المذكور ما خلف حزنا وصدمة كبيرة وسط سكان المنطقة.

وفور إشعارها بهذه الواقعة غير المسبوقة في منطقة تيديلي وعموم تراب قيادة إغرم نوكدال، حلت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية وعناصر من الشرطة العلمية و التقنية للدرك الملكي، بعين المكان، حيث جرى رفع بقايا الجثة لإخضاعها للتحليل التدقيقي، فيما جرى فتح تحقيق معمق بأمر من النيابة العامة المختصة لتحديد جميع ملابسات وحيثيات وقوع هذا الحادث.

وفي انتظار صدور نتائج التحقيق الذي باشرته السلطات المعنية، رجحت أغلب الروايات المتداولة، أن تكون الكلاب الضالة وراء مقتل الضحية، بينما ذهبت روايات أخرى أبعد من ذلك، وحملت المسؤولية لأسد الأطلس الذي شوهد آخر مرة بجبال الأطلس في أربعينيات القرن العشرين.

وسبق للوكالة الوطنية للمياه والغابات، وأن أعلنت عن استعمال طائرات مسيرة وإجراء تحريات وأبحاث ميدانية لتعقب حقيقة هجمات “أسد الأطلس” بضواحي إقليم خنيفرة.

وجاء ذلك بعد تداول أخبار وشهادات حول ظهور حيوان بري بقبيلة أيت بوخيو بجماعة سبت أيت رحو بإقليم خنيفرة، و غابات تيفوغالين وبوقشمير بمنطقة ولماس، يعتقد أن يكون أسد الأطلس، وادعاء شابة في العشرينيات من عمرها، أنها كانت ترعى الغنم في غابة قرب دوارها آيت بوخيو، قبل أن يفاجئها حيوان قالت إنه “أسد”.

وقالت الوكالة في بلاغها، إنها قامت بالتعاون مع السلطات المحلية والدرك الملكي، بإطلاق حملة تمشيط واسعة للمناطق المعنية للبحث عن هذا الحيوان والتأكد من صحة ما تم ترويجه.

الوكالة أوضحت أن الحملة التي قامت بها تضمنت تمشيطا ميدانيا للمناطق التي بلغ عن مشاهدة هذا الحيوان بها والمجاورة لها، للبحث عن وجود آثار لهذا الحيوان وجمع معلومات من الساكنة بهذا الخصوص للقيام بتحليلها من طرف المختصين.

وأضاف البلاغ: “تمت، خلال التحريات والأبحاث الميدانية، معاينة آثار الأقدام المكتشفة بهذه المناطق والتعرف عليها، حيث اعتبرها المختصون بأنها تعود إلى عائلة الكلبيات، ربما لأحد الكلاب أو لذئب شمال إفريقيا”.

وكشف المصدر ذاته، أن تشريح جثة خروف بولماس، والذي يفترض أنه تعرض لهجوم من قبل الأسد، وفقا لشهادات محلية، أظهر أن علامات العضة لا تتطابق مع علامات عضة الأسد، على اعتبار أنها صغيرة نسبيا، مما يستبعد فرضية القطيات الكبيرة، ويرجح إلى حد ما فرضية الكلبيات.

وأشارت الوكالة إلى أنه تم القيام أيضا بعملية تمشيط باستعمال طائرات مسيرة، وفق مخطط طيران يغطي الغابات المحاذية للمناطق التي شوهد بها الحيوان، دون العثور أو ملاحظة أية أدلة لذلك، وفق تعبيرها.

وأخذا بعين الاعتبار كل هذه العناصر الملموسة في الميدان، فإن فرضية هجمات الأسد تبقى مستبعدة، تقول الوكالة الوطنية للمياه والغابات.

ولفت البلاغ إلى أن “فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات ستواصل عمليات التمشيط الميداني، بحيث تظل يقظة ومنتبهة للتدخل والتفاعل مع أية مشاهدة لهذا الحيوان أو إخبار بذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *