وجهة نظر

حرقة وطن تخط أحرفها

اسمحولي أن أعود بكم إلى البلاغات التي صدرت عن وزارة الداخلية مؤخرا، لأقوم بمقارنة بسيطة بين دوافع تلك البلاغات وما وقع بمسيرة الدار البيضاء بالأمس.

تتذكرون جميعا قضية المرحوم الحبيب الشاوي و كيف أن وزارة الداخلية لم تتوانى في إصدار بلاغ قالت فيه أن جهات سياسية، ولأسباب انتخابوية صرفة، شككت في نتائج التشريح، وتدخلت من أجل عدم استلام الجثتين من طرف عائلة الهالكين قصد دفنهما، كما تدخلت من أجل تشريح ثان مضاد.

وبعدها نفاجئ جميعا ببلاغ للديوان الملكي حول تصريحات بن عبد الله اعتبرت فيه أن تصريحاته هذه تسيء لسمعة الوطن، وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين.

جلي مما سبق أن القاسم المشترك و الأساسي في إصدار البلاغين هو الاستغلال السياسي و الظرفية الانتخابية لكسب أصوات الناخبين و التأثير عليهم حسب مصدري البلاغين.

طيب إذا كانت الأمور هكذا و كانت مسألة الاستغلال السياسي و الظرفية الانتخابية وأيضا ما يمكنه أن يمس بسمعة الوطن ومصداقية الدولة … تدفع إلى إصدار البلاغات و مناسبة لكي تظهر لنا الدولة أنها حاضرة وبقوة و أنها لن تسمح بانفلات الأمور لديها، ألا يمكن لنفس هذه الأسباب وهي جميعها متوافرة و حاضرة وبقوة و زيادة في مسيرة الأمس أن تكون سببا كافيا و دافعا لوزارة الداخلية أن تخرح علينا ببلاغ صريح كعادتها وتنور الرأي العام بما يجري ويقع في وطننا الحبيب، وتخبر الرأي العام أن جهات سياسية و لأسباب انتخابية صرفة نظمت هذه المسيرة الفضيحة المشوهة لسمعة البلد، سمعة اعتبرناها رأسمال كبير نتاجر به في سوق السياسة الخارجية.

وعلى فرض أن زارة الداخلية ليست لها علاقة لها بهذه المسيرة ألا يستحق الأمر أن تكون للوزارة جرأة و تأمر بفتح تحقيق في ما ورد في أشرطة الفيديو حول تورط شيوخ ومقدمين ورجال سلطة في هذه المسيرة ومعاقبة كل من ثبت أن له يد في ما وقع.

ثم أليس من العيب والعار على وزير الداخلية أن يقطع وعدا سابقا على المغاربة ثم يخلفه، الوعد الذي خطه في الفقرة الأخيرة من بلاغه حول قضية “الشاوي حيث جاء فيها ” وستحرص وزارة الداخلية من جانبها على تنوير الرأي العام كلما تعلق الأمر بمحاولة استغلال سياسي، من أي جهة كانت”.

المهم من هذه الأحرف التي كتبتها و بداخلي حرقة وطن تغلي، ليس فوز حزب معين أو خسران أخر، ليس لكسب أصوات أحد وليس لمساتدة أحد، إنها أحرف الوطن الذي أراه يذرف دموع الحزن تحسرا على من مرغه في عفن دنس ثيابه الطاهرة.