سياسة

فنانون يسخرون من مسيرة الدار البيضاء ويحذرون من القادم

اختار بعض الفنانين المغاربة الرافضين للمسيرة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء يوم الأحد الماضي بداعي “رفض أخونة المجتمع”، التعبير عن استهجانهم للمسيرة المجهولة الأصل بطريقة كوميدية تنسجم مع ميولاتهم الفنية، ومنهم من شبهها بالتحرش الجنسي ومن اعتبر أن الداعين لها غير قادرين على مواجهة “جيدو الإسلام السياسي”، وما اعتبرها مجرد “تخربيق”.

الشوبي: مخابراتي في القمر كشفت تورط السيسي

الممثل محمد الشوبي قال في تدوينة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تعليقا على المسيرة “لقد اكتشفت مخابراتي في القمر أن السيسي هو الذي دفع بالجماهير الشعبية المغربية لتنظيم المسيرة الترفيهية بالبيضاء والسيد الرباح هو الذي سيستفيد منها كوزير للنقل والتجهيز بتضخيم عدد رحلات الحافلات وناقلات الأنعام بين المدن المغربية ليوم واحد، والسؤال هو ما العلاقة بين السيسي والرباح؟”.

وفي تدوينة أخرى كتبها دقائق بعد انطلاق المسيرة وانتشار فيديوهات عنها في المواقع الاجتماعي، قال الشوبي “دبا بدأ التخربيق أش كاين ما كاين اجي نخرجو ضد تيار سياسي لي دارو هاد النداء وبغاو يخرجو فمسيرة راهم يستبلدون الناس لا غير وكلامي واضح”.

الممثل السينمائي والمسرحي ذاته، حذر في تدوينة منفصلة من شيء يحاك للشعب المغربي “الطيب الساذج”، مضيفا أن “هناك أحداثا تنتج لصالح مرحلة تشريعية قرر فيها المخزن بشراسة”، وأوضح “حدث ما سمي بالغضبة الملكية على بنكيران لتكريره مسألة التحكم، حدث ما وقع لبنعبد الله بعد تصريحه المبيت ضد التحكم، حدث رفض ترشيح السلفي حماد القباج من طرف الداخلية، حدث ملاسنة الرميد ووزير العدل والحريات مع حصاد وزير الداخلية”.

وتابع “والحدث العظيم الذي تبرأت منه الداخلية والبام ونسبه مجهولون للحمامة والذي يتمثل في المسيرة البليدة ليوم الأحد 18 شتنبر التي دعت لرحيل بن كيران”، ثم أردف “وللقادم من الأيام أحداث أخرى لا يعلمها إلا الله، وكلها تصب في ثقافة المظلومية التي سينجح بها حزب العدالة والتنمية ومن معه بعد استدرار عطف المغاربة الساخطين، خصوصا أن من خرج وترك للتعبير في مسيرة الأحد هم مغاربة الشرود الذين يصفر عليهم الحكم ويرفع عنهم حكم الشرط علمه في كل حين”.

باسو: خروج في مسيرة بدون هدف مثل التحرش الجنسي

من جهته، اكتفى الفنان الكوميدي والفائز بالجائزة الأولى في إحدى دورات برنامج كوميديا محمد باسو، بتدوينة واحدة شبه فيها مشاركة البعض في المسيرة دون معرفة السبب بالتحرش الجنسي.

وورد في تدوينة باسو “أنا ماشي من فرسان حزب معين ولا مناضل فشي حزب آخر ولكن مللي كيخرج مواطن مغربي فمظاهرة وما عرف لاش خرج أصلا فهذا ما يسمى بالتحرش الجنسي”، ليختم بقوله “ويبقى المغرب دولة فلاحية”.

بوحسين: “ترينيتا” والإسلام السياسي

اعتبر رئيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح مسعود بوحسين بدوره في تدوينة له على الموقع الأزرق، أن ما يسمى “الإسلام السياسي” في المغرب مختلف عن مثيله في الدول العربية الأخرى، وذلك لسبب بسيط حسب الفنان المسرحي بوحسين، هو أن الإسلام السياسي المغربي “يتقن بعض قواعد رياضة الجيدو في السياسة: أن تسقط غريمك بالقوة التي يهاجمك بها، كلما هاج الغريم وغضب كلما كثرت أخطاؤه وأصبحت مرمدته أمرا سهلا وبدت ضرباته غير القانونية مثار ردة فعل الحكام وصفير الجمهور”.

وشبه بوحسين الوضع السياسي المغربي بأفلام “بود سبنسر” المعروف “بترينتا” الذي كنا شغوفين بأسلوبه في المعارك ونحن صغار “كيشير وكيجيب الله التسير”، لا يمتلك عضلات ارنورد شواتزينيغر ولا رشاقة بروسلي أو جاكي شان، هو مجرد رجل ثقيل وبدين يسقط غرماءه بأبسط الطرق وبأقل مجهود ممكن في الوقت الذي يتناول فيه سندويتشا أو يشرب جعة، مبعث الضحك ليس قوته ولا ذكاؤه، الذي لا يحتاج لهما أصلا مع غريم “محنقز”، بل هنجعية هذا الغريم وسوء تقديره الذي يبدوا في نظر العامة (الجمهور) حكارا نال جزاءه، مشكلة غريم من هذا النوع أن سوء تقديره لخصمه هو سبب كارثته، هو ينطلق من فكرة مسبقة بأنه أمام خصم يسهل افتراسه، بل يعتقد أن الضربة الأولى التي تلقاها من خصمه مجرد ضربة محظوظة، وعوض أن يضبط نفسه ويراجع أوراقه يعيد الكرة مرة ثانية وثالثة بنفس الاعتقاد، وهو لا يزيد الطين إلا بلة لتتم بهدلته أكثر فأكثر، على حد قوله.

وشدد بوحسين أن المظلومية “ليست خطابا سياسيا للتبرير”، إنما هي “استغلال إحساس عند العامة (الجمهور) الذي يتمنى انتصار “المحكور” بقدرة الخالق المنان…الحل الوحيد الذي يبقى قائما هو طرد الجمهور من القاعة للتحرر من كل قواعد الصراع والضرب بالعلالي تحت الحزام…ورغم ذلك تبقى إمكانية صفير الجموع قائمة، هي دائما تنتصر لمن يضعه أصحاب الفتاوي “الرائعة” في مقام المظلوم مقدمين له أروع هدية”.

وحذر الفنان نفسه من الإفلاس السياسي قائلا “الفرجة قد تبدو مسلية للمستهترين والحاقدين والشامتين والسلبين وغير الآبهين، لكنها تبدوا للعقلاء الطريق الواضح نحو إفلاس سياسي غير محمود العواقب”.