سياسة

المعتصم: ما وقع بالبيضاء “مقرف” ويسيئ للمغرب ووحدته الترابية

انتقد المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري بشدة المسيرة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء يوم الأحد الماضي، واصفا إياها بأنها “شيء مقرف” وأن فيها “إساءة بالغة للمغرب وصورته في الخارج”، مما قد يؤثر سلبا على ثقة المنتظم الدولي في جدية المغرب في مقترح الحكم الذاتي لحل مشكل الصحراء المغربية.

وتساءل المعتصم في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إذا ما كان سياسيو المغرب ووزارة الداخلية “يعرفون ما نقلته تقارير السفارات والقنصليات الأجنبية عن مسيرة الدارالبيضاء ضد بنكيران وما هي تعليقاتهم حول تصريحات وزيري الداخلية والعدل عقب المسيرة/ الفضيحة؟”، على حد تعبيره.

وقال المعتقل السياسي السابق في التدوينة ذاتها، “على كل حال لا نلوم إلا أنفسنا إذا قيل عن التجربة السياسية المغربية الحالية أنها غير ديمقراطية وشكلية ومتحكم فيها وإذا سمعنا في بعض العواصم العالمية وفي المنتظم الأممي من يتخوف أو يشكك في نوايا المغرب وقدرته على تفعيل اقتراح الحكم الذاتي في الصحراء تفعيلا ديمقراطيا”.

إلى ذلك عبر المتحدث عن ألمه لما يشهده المغرب في هذه الأيام، وعن خوفه من أن “يكون بعض السياسيين في المغرب يتجهون بالبلاد والعباد نحو المهاوي السحيقة”، وأضاف “وصدقا لقد انتابني كثير من الألم والإحساس بالحسرة بعد وقوفي على ما جرى في مسيرة الدارالبيضاء حتى دمعت عيناي وتوجست خيفة على مستقبل بلادي وأمن مواطنيها .

لقد عجز لساني عن النطق حينما استبد بي الغضب فقررت أن لا أكتب معلقا على ما رأيت وسمعت وأشهد الله أني في بعض لحظات الشرود والذهول كنت أجدني أردد تلقائيا مقطعا من أغنية لطفي بوشناق؛ خذوا المناصب والكراسي ولكن بربي خلوا لي الوطن”.

وقال الأمين العام للحزب الذي تم حله بقرار من وزارة الداخلية، “منذ أيام عبرت عن متمنياتي أن يكون يوم الانتخابات تمرينا ديمقراطيا وعرسا للمشاركين والمقاطعين، للذين أتفق معهم واللذين أختلف معهم، كان أملي أن تكون الرسالة التي سيوجهها المغاربة للعالم ذلك اليوم هي أن المغاربة بمختلف حساسياتهم قد اختاروا الخيار الديمقراطي كخيار استراتيجي ولن يتراجعوا عنه”.

وتابع “كنت أريد أن يجسد المغاربة للعالم في ذلك اليوم القطيعة النهائية مع سنوات الرصاص وكل ما كان يحدث فيها خصوصا من طرف السلطة من احتقار للقرار الجماهيري وتزوير للإرادة الشعبية وانتهاكا لحقوق الإنسان حتى ورطتنا وعقدت علينا الكثير من القضايا وعلى رأسها قضيتنا الوطنية”.

وأضاف “كنت أريد أن نرسل للعالم رسالة مفادها أننا جادين في مقترحنا الذي اقترحناه لحل قضية الصحراء في إطار الحكم الذاتي والذي لن يقبل من طرف أبنائنا وإخوتنا اللذين يمتنعون عن التسليم بمغربية الصحراء إلا إذا أحسوا فعليا أن المنسوب الديمقراطية بالمغرب في تنامي، وأنه سيكون بوسعهم اختيار برلمانهم وحكومتهم ومن يدبر شأنهم المحلي في إيطار الحكم الذاتي المنتظر بكل حرية ومن دون دسائس ولا مؤامرات ولا تجييش للبلطجية. كنت أريد أن نقول للعالم أننا شعب متحضر وسلطة متحضرة نسلك طرقا متحضرة في تدبير اختلافاتنا وتنوعنا، كنت أمني النفس أن نكون منتصرين جيدين لا نسحق المنهزمين منا ومنهزمين جيدين نهنئ المنتصر الذي ستفرزه صناديق الاقتراع ويختاره الشعب بحرية وشفافية”.

وأردف المعتصم قائلا “كنت أمني النفس أن أهنئ يوم الثامن من شتنبر المنتصر في استحقاقات السابع من نفس الشهر لأنه أحرز بجدارة ثقة الجماهير بغض النظر عن مشروعه وبرنامجه أختلفت معه أو اتفقت شاركته المرجعية أو لم أشاركه إياها. كنت أمني النفس أن يرتقي سياسيونا لمستوى المرحلة وتحدياتها وأن يكون نقاشهم حول البرامج التي يأملون من خلالها مواجهة تحديات المرحلة وإكراهاتها وأزماتها. كنت أمني النفس أن تكون مناسبة الحملة الانتخابية فرصة لتدشين حوار استراتيجي حول التحولات الجارية فينا وحولنا وحول المستجدات العالمية التي توحي بتغير المناخ الدولي وتوجه العالم نحو نظام جديد. كنت أمني النفس أن نتحاور حول الدور المرتقب للمغرب في هذا العالم الجديد قيد التشكل. كنت أمني النفس في أن نضع معالم مشروع مجتمعي وطني نجتمع على مفرداته ونختلف في طرق تفعيلها إن اقتضى الأمر ذلك. كنت أمني النفس أن نجعل من المغرب استثناء حقيقيا في عالم عربي يعيش الفوضى الهدامة”.