مجتمع

فواتير ملونة وإحياء “المطفيات” و”صندوق التلوث”.. خبير يقترح إجراءات جديدة لمواجة ندرة المياه

قدم أحمد الطلحي، الخبير في البيئية والتنمية المستدامة، عدة مقترحات جديدة لمواجهة ندرة المياه والحفاظ على مخزون السدود والمياه الجوفية بالمغرب، مشيرا إلى أن المملكة تعيش السنة السادسة من الجفاف، ضمن أطول فترة جفاف عرفها المغرب، وفق تعبيره.

يأتي ذلك في وقت انتعش فيه مخزون السدود، جزئيا، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، فيما يتواصل تنفيذ الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية بمختلف الأقاليم، من أجل ترشيد استهلاك المياه، وعلى رأسها تقليص مدة عمل الحمامات محالات غسل السيارات.

فواتير ملونة

ومن بين الإجراءات التي اقترحها الخبير البيئي، أحمد الطلحي، قيام الهيئات المسؤولة على توزيع الماء الصالح للشرب بإصدار فواتير استهلاك الماء بثلاثة ألوان، من أجل التحسيس بأهمية الحفاظ على الماء.

ويتعلق الأمر، بحسب الطلحي، بفواتير تحمل اللون الأبيض للاستهلاك العادي، واللون الأصفر للاستهلاك فوق المستوى المطلوب، واللون الأحمر للاستهلاك المرتفع.

واعتبر الخبير في مقال له منشور على جريدة “العمق”، أن هذا الإجراء سيكون له أثر نفسي كبير على المستهلكين، وبالتالي سيسهم في تغيير السلوك الاستهلاكي للماء.

وأشار إلى أنه لا يجب الاكتفاء بإصدار الفاتورة الحمراء فقط، بل يجب أن تقوم لجنة تقنية مختلطة بزيارة البناية وساكنيها والبحث عن أسباب ارتفاع مستوى الاستهلاك.

وتظهر الأرقام الرسمية لوزارة التجهيز والماء، أن نسبة ملء السدود بالمغرب، إلى حدود اليوم الجمعة، بلغت 25.23 في المائة، من إجمالي حقينة السدود البالغ عددها 63 سدا، بعدما كانت في حدود %23.20 منتصف شهر يناير المنصرم.

ويبلغ مخزون المياه الحالي في سدود المملكة مجتمعة، 4 ملايير و68 مليون متر مكعب، من أصل 16 مليار و122 مليون متر مكعب هي مجموع حقينة السدود بالمغرب، بعدما كان الرقم 5 ملايير و550 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

“المطفيات” و”صندوق التلوث”

وفي نفس السياق، دعا الطلحي إلى تشجيع الساكنة على إحياء الوسائل التقليدية في تخزين مياه الأمطار، مشيرا إلى أن أغلب بيوت شمال المملكة كانت تتوفر على “مطفيات”، وهي خزانات تحت أرضية تملأ بمياه الأمطار التي تنزل على الأسطح.

كما اقترح دعم المقاولات لإنجاز مشاريع إعادة تدوير المياه، بعدما تم العمل بهذا الإجراء في عدة مناطق بالمغرب سابقا، وذلك بتمويل من “صندوق مكافحة التلوث” الذي توقف نشاطه.

وطالب أحمد الطلحي، الحكومة الحالية ومجالس الجهات، بالتفكير الجدي في إحياء “صندوق مكافحة التلوث”، معتبرا أن دوره سيكون مهما جدا في الحد من ندرة المياه وترشيد استهلاكها والحفاظ على جودتها.

وشدد الطلحي على أنه يمكن اتخاذ حلول سريعة وناجعة لتقنين استهلاك الماء بمختلف المدن المغربية، وتفادي الحلول الصعبة التي يمكن أن تضيق على الناس وتتسبب في مشاكل جانبية كثيرة.

وأعطى الطلحي المثال من طنجة، مشيرا إلى أن عددا من القطاعات تستهلك المياه الصالحة للشرب بكميات كبيرة، في وقت يمكنها استعمال المياه العادمة المعالجة، خاصة قطاع البناء والقطاع الصناعي (باستثناء الصناعة الغذائية) وبعض الأنشطة الخدماتية، وكذا سقي الحدائق الخاصة للمنازل والبنايات الإدارية والفنادق والمستشفيات.

وأوضح أن طنجة تتوفر على محطة بوخالف لمعالجة المياه العادمة بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف متر مكعب يوميا، مضيفا: “لكنها لا تنتج حاليا إلا نصف الكمية، لأنها تذهب فقط لسقي المناطق الخضراء وملاعب الغولف، والكميات غير المعالجة تذهب إلى الأوساط الطبيعية فتلوثها”.

وكشف أنه لحد الآن لا تزال تعاني كلا من بحيرة سيدي قاسم وشاطئ سيدي قاسم وشاطئ الجبيلة من التلوث، مردفا بالقول: “لو فرض على هذه القطاعات استهلاك المياه العادمة فقط، لوفرنا الملايين من الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب في أفق التوفير أكثر عند إنشاء محطة المعالجة الثالثة بمنطقة بوكدور، وكذلك سنحمي ونحافظ على المؤهلات الطبيعية للمدينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *