مجتمع، مرئيات

طرف دالخبز (ح2) ـ مهنة الحدادة: تجربة ربع قرن من “سودور” صنعت يداه من الحديد ذهبا (فيديو)

طــرف دالخبز..(ح2) ـ مهنة الحدادة ـ خالد.. تجربة ربع قرن ل"سودور" صنعت يداه من الحديد ذهبا

تتواصل حلقات برنامج “طرف دالخبز” على جريدة “العمق المغربي”، في تجربة توثق لحظات ذات أهمية بالغة من الحياة اليومية للمغاربة، بعيدا عن السطح وعن الأضواء، في أماكن لا تصلها عدسات الكاميرات ولا يلتفت إليها أحد، وهي لحظات يعمل فيها الأجير والحرفي والتاجر وغيرهم الكثير، كل بطريقته ومنصبه من أجل لقمة عيش أو من أجل “طرف دالخبز”.

طــرف دالخبز..(ح2) ـ مهنة الحدادة ـ خالد.. تجربة ربع قرن ل”سودور” صنعت يداه من الحديد ذهبا

في الحلقة الثانية من البرنامج وقع الاختيار، على مهنة الحدادة، التي تعتبر إحدى المهن الضاربة في عمق التاريخ ومرتبطة بالأصالة والعراقة، ففي كل زاوية من بيوتنا، تتجلى بصمات الحدادين، إما على كرسي أو طاولة، وقد تجدها على شكل زخرفات بلمسة مغربية عريقة تثمن الصناعة التقليدية للمملكة، فعناق الحديد والنار والمطرقة، يعبر عنه في قاموس الحكم والأمثال المغربية ب” اضرب الحديد ما حدّو سخون”.

بحي السمارة الشعبي بمدينة وجدة، تتواجد ورشة “خالد آغا”، شاب مغربي في الثلاثينيات من عمره، يعكس ببراعته فن الحدادة التقليدية المغربية. يحكي لبرنامج “طرف دالخبز”، تجربة ربع قرن من الزمن، تعلم خلالها منذ نعومة أظافره هذه المهنة العريقة، ونهل من التقاليد المغربية العريقة، وانفتح على تجارب لاتينية وأمريكية، كيف يشكل الحديد بيديه، محولاً إياه إلى تحف فنية تزين البيوت والحدائق، وتفرد بصناعة الشوايات الحديدة على الطريقة المكسيكية.

بدأ خالد رحلته في سطح منزله، حيث كانت الشمس الحارقة وبرودة الشتاء القارسة تحاصره، وكان يكتري المعدات اللازمة لصناعة الديكورات الحديدية. من مدخوله البسيط، كان يدفع ثمن الكراء ومصاريف الحياة اليومية، يمتلك خالد محلاً صغيراً، لكنه يفتقر إلى المعدات اللازمة لتوسيع نطاق أعماله. بالرغم من ذلك، يستمر في الإبداع، مصنعاً من الحديد أشياء تبدو كأنها من ذهب. يحكي خالد عن معاناته قائلاً: “كل قطعة أصنعها، هي قصة كفاح، قصة حلم يتحقق، وطرف خبز يُكسب”.

“طرف خبز”، بالنسبة لخالد، ليست مجرد عبارة بل هي رمز للكفاح اليومي الذي يخوضه خالد وغيره من الشباب المغاربة في سبيل كسب العيش، خالد لا يرى في منتجاته مجرد قطع ديكورية، بل يعتبرها سفيرة للثقافة المغربية، تروج للسياحة وتعكس الحرفية المحلية. يقول: “كل مشواة أصممها، كل باب أزخرفه، هو دعوة لاكتشاف جمال المغرب وتراثه”.

يضيف خالد في حديثه ل”العمق”، أن أبرز ما يعانيه الحرفي، هو لا مبالاة المسؤولين عن القطاع، سواء تألق الأمر بمسؤولي بغرفة الصناعة التقليدية، لتوفير سبل العمل، أو مسؤولي الثقافة والسياحة لدعم هؤلاء الشباب من أجل تطوير حرفتهم وتسويق منتجاتهم باعتبارها عنصرا مهما ومذرا للدخل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *