خارج الحدود

ديبلوماسي سابق: الانتخابات الجزائرية أمر شكلي وجوهر الحكم عسكري مخابراتي

قلل مراقبون من شأن الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي قرر النظام الحاكم تقديمها إلى السابع من شتنبر المقبل بدل موعدها المحدد في دجنبر من العام الجاري.

ويرى هؤلاء أن الانتخابات الجزائرية لن تختلف عن سابقاتها بسبب تحكم العسكر بشكل مسبق في نتائجها. كما أنه هو الذي يختار من يترشح لهذه الانتخابات ويتحكم في كل تفاصيل العملية.

وفي هذا السياق، قال السياسي والحقوقي الجزائري المعارض محمد العربي زيتوت، إن ما يسمى بالانتخابات الرئاسية في الجزائر هي في نهاية المطاف أمر شكلي فجوهر الحكم عسكري-مخابراتي، مضيف أن المسؤولين المدنيين ليسوا أكثر من واجهة للعسكر.

جاء ذلك في تغريدة له على حسابه بمنصة “إكس” والتي أشار فيها إلى أن مسألة تعيين الرئيس في الجزائر أو الاطاحة به كان دائما من اختصاص العسكر بداية من بن بلة الذي نصبه العسكر وأطاح به بعد ذلك.

وبخصوص التمديد لتبون من عدمه، يؤكد المصدر ذاته أنه تفصيل صغير فـ”الرئيس” في نهاية المطاف ليس إلا واجهة يمكن “ترحيله” في أي وقت كما حدث لكل من سبقوه فلم يكمل أي أحد منهم عهدته التي يقيمها العسكر وهو من يهدمها.

وقال الديبلوماسي الجزائري الأسبق: “الواقع أن تقديم تاريخ “الانتخابات” يعود للشعور بالخطر الداهم، فالأوضاع الداخلية تزداد سوءًا، ولكن الأوضاع الإقليمية التي تتدهور بشدة هي الدافع الاول للقرار”.

وأوضح في هذا السياق أن الخصومة مع النظام في المغرب تتفاقم بشكل متصاعد ويتعاظم العداء لنظام الجنرالات من أنظمة مالي و النيجر وبوركينافاسو التي شهدت انقلابات أوصلت العسكر للسلطة بدعم روسي إماراتي”.

وأضاف أيضا أن الروس انقلبوا علي الجنرالات وأصبحوا يحرضون عليهم الأفارقة، والأوضاع في ليبيا متدهورة وحفتر ما زال “يتهدد” الجنرالات بدعم إماراتي، وموريتانيا يتعاظم فيها النفوذ الإماراتي المعادي لهم.

وأشار محمد العربي زيتوت إلى أن أخطر تداعيات هذه المتغيرات الإقليمية هو تواجد قوات فاغنر على الحدود الجزائرية مع مالي وليبيا وقريبا علي الحدود مع النيجر.

وكان الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، قد أعلن عن تغيير موعد الانتخابات الرئاسية التي كان من المنتظر تنظيمها دجنبر المقبل، إذ تم تقديم موعد إجرائها يوم السبت 7 شتنبر 2024.

وقال بيان للرئاسة الجزائرية إنه تقرّر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، حُدّد تاريخُها يوم السبت 07 شتنبر 2024، وسيتم استدعاء الهيئة الناخبة يوم 08 يونيو 2024.

ولم يذكر البيان المقتضب أي أسباب لتبرير إجراء تقديم الانتخابات قبل موعدها القانوني.

وجرت آخر انتخابات رئاسية في 12 دجنبر 2019، وفاز فيها تبون بحصوله على 58 في المئة من الأصوات. ليشغل منصب الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي أجبر على الاستقالة بضغط من الحراك الاحتجاجي الشعبي.

وتنتهي ولاية تبون التي تستمر خمس سنوات في دجنبر المقبل الذي لم يعلن بعد نيته للترشح لولاية ثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *