مجتمع

العمراوي: التبرع بالدم يتراجع خلال رمضان.. ونلجأ للمساجد لتحسيس المواطنين

تشهد مراكز تحاقن الدم بالمغرب خلال شهر رمضان المبارك إقبالا ملحوظا من طرف المغاربة للتبرع بالدم، خاصة خلال فترة ما بعد صلاة العشاء.

ويشرف المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، منذ بداية هذا الشهر الفضيل، على تنظيم العديد من حملات التبرع بالدم بمساجد مختلف مدن المملكة، داعيا الساكنة إلى المشاركة في “برنامج حملات التبرع بالدم لشهر رمضان المبارك”، والذي اتخذ له الآية القرآنية “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” شعارا.

وقالت مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، الدكتورة نجية العمراوي في تصريح لجريدة العمق: “تجاوزنا السنة الماضية 26 ألف تبرع، وهذه السنة حددنا 26 ألف تبرع كذلك. ولحد الآن يوجد تراجع بعض الشيء، ونتمنى أن يكون هناك إقبالٌ أكثر وأكثر لأن الناس بحاجة إلى هذا التبرع، ولكن الحمد لله لحد الآن لدينا استجابة نحن راضون عنها”.

وتابعت العمراوي موضحة “بالنسبة للتبرع بالدم في شهر رمضان، يكون بعد الإفطار بعد صلاة العشاء، لذا يتوجه الطاقم الطبي إلى المساجد، وطاقم مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين الذين يقومون بالتحسيس والتواصل مع المواطنين من أجل التبرع بالدم”.

في هذا الصدد، تابعت مديرة المركز “ما سأطلبه هو أنه مباشرة بعد شهر رمضان، تأتي فترة العيد، وكما تعرفون أنه من بين الفترات الحرجة يوجد عيد الفطر وعيد الأضحى والعطل الصيفية، وهذه فترات يجب أن نوجه فيها نداءات للمواطنين من أجل عدم وقف عملية التبرع بالدم، لأنه يوميا يوجد مرضى في المستشفيات بحاجة إلى أكياس الدم”.

وأضافت المصرحة لجريدة العمق “هذه السنة وصلنا في عدد المساجد إلى أكثر من 250 مسجد، ونحن نحاول ما أمكن كل سنة أن نزيد من عدد المساجد، ونحاول ما أمكن معرفة المساجد التي يكون فيها أكبر عدد من المتبرعين”.

وتحدثت الدكتورة نجية العمراوي، مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم عن الفترة السابقة لتوقيع الاتفاقية التي يتم بموجبها تنظيم حملات للتبرع بالدم طوال شهر رمضان بمختلف جهات المملكة من أجل الرفع من عدد أكياس الدم المتحصل عليها قائلة: “بالنسبة للحملة الوطنية للتبرع بالدم في شهر رمضان، قبل سنة 2012، كان شهر رمضان يُعتبر من الأوقات الحرجة التي تعيشها مراكز تحاقن الدم، حيث كان يوجد نقص في عدد المتبرعين”.

وأضافت في تصريح لجريدة العمق “سنة 2012، وقعنا شراكة مع مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، وبها بدأنا نقوم بحملات على الصعيد الوطني داخل المساجد في جميع جهات المغرب، وهدف هذه الشراكة هو تسطير هدف لنصل إليه في الشهر وأن يكون لدينا 100 في المائة من المتبرعين الطوعيين، وأن تكون لدينا شراكة داخل المسجد ما بين المركز والمؤسسة”.

ونجحت هذه الشراكة التي وقعها المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم مع مجموعة من الشركاء، في تحويل شهر رمضان من فترة حرجة على مستوى التبرع بالدم، إلى شهر تبرع يعزز المخزون الوطني من هذه المادة الحيوية.

في هذا الإطار، أوضحت نجية العمراوي قائلة: “يوجد شركاء آخرون مثل وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى والمجتمع المدني، خاصة الجمعيات المختصة في مجال التبرع بالدم والجمعيات الأخرى، وكلهم يكثفون جهودهم في شهر رمضان لنصل لأهدافنا. والحمد لله، بعد هذه الشراكة كل سنة نتجاوز الهدف الذي نسطره”.

وأشارت مديرة المركز إلى أن الحملة الوطنية للتبرع بالدم خلال شهر رمضان، يتم التهييء لها قبل حلول هذا الشهر الفضيل وفق صيرورة محكمة قائلة: “قبل شهر رمضان يكون هناك لقاءٌ تواصلي مع مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين بحضور المركز الوطني والمؤسسة، يتم وضع برنامج المساجد على الصعيد الوطني، بعدها يتم التواصل بين المراكز الجهوية والمسؤولين الجهويين للمؤسسة من أجل المصادقة على هذا البرنامج، الذي ينطلق في أول يوم في شهر رمضان”.

وزادت العمراوي قائلة: “بعد أسبوعين يتم تقييم هذا البرنامج ليتم إصلاح ما وجد من الأمور التي تستوجب إصلاحها. وبعد شهر رمضان، يتم تقديم الحصيلة ونرى نقاط القوة ونقاط الضعف كي نتمكن من تحسينها في السنة المقبلة”.

وتعد الحملة التي يقوم بها المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم هذه السنة هي الحملة العاشرة، بعدما تعذر على المساجد خلال سنوات وباء كورونا احتضانها، بسبب الإجراءات التي فرضتها حالة الطوارئ بالمغرب.

ومع ذلك نجحت حملة السنة الماضية في بلوغ الهدف المسطر لها، حيث لفتت مديرة المركز، نجية العمراوي إلى أنه “في شهر رمضان السنة الماضية تمكنا من تجاوز 26 ألف متبرع، وهذه السنة وضعنا مجددا هدف 26 ألف متبرع، لأننا ننظر إلى الهدف وفق الطلبات التي تكون لدينا خلال شهر رمضان”.

وتوجهت العمراوي بحديثها إلى المغاربة قائلة: “ما يجب أن يعرفه المواطنين هو أن المراكز الجهوية تختلف لديها الطلبات من يوم إلى آخر، ومن أسبوع إلى آخر وكذلك من شهر إلى آخر، إذا فنحنا كمراكز ومركز وطني مجبرون على وضع سياسة للتحسيس والتواصل على الصعيد الوطني التي تحفز المواطنين دائما للقيام بعملية التبرع، من أجل عدم وجود نقص في هذه المادة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *