الإمارات ترد على تبون: هروب إلى الخارج لتغطية أخطاء الداخل

لم يكن هجوم رئيس الجزائر، عبدالمجيد تبون، على دولة الإمارات أن يمر دون رد، إذ اضطر وزير الخارجية الإماراتي الأسبق والمستشار الرئاسي أنور قرقاش، أول أمس الثلاثاء، على الرد على تصريحات تبون التي أدلى بها في لقاء مع الصحافة نهاية الأسبوع الماضي.
تصريحات اعتبرها مراقبون حملة انتخابية قبل الآوان، بالرغم من رفض تبون الإعلان عن قرار ترشحه لانتخابات شتنبر المقبل، لمّحت إلى دور “تخريبي” للإمارات، متهما إياها بتوظيف أموالها في بؤر التوتر حول العالم.
وقال قرقاش في تغريدة له على منصة “إكس”: “غريب أمر إحدى الدول الشقيقة البعيدة تمارس الغمز واللمز حول علاقاتها مع الإمارات، وتواصل التلميحات المبطنة دون إفصاح أو توضيح”.
وأضاف: “مع ذلك فالترفع عن الرد، والصبر على التطاول سيبقى سبيلنا، فالحكمة موروثة عند قيادتنا التي تعتبر العلاقات مع الدول الشقيقة أولوية وركيزة محورية في سياستنا”.
الأكاديمي ومستشار الرئيس الإماراتي عبد الخالق عبد الله، لم يتخلف بدوره عن الرد عن تبون، إذ قال في تغريدة على منصة “إكس”: “حديث رئيس دولة عربية عن دولة عربية أخرى محزن وغير موفق”.
ووجه خطابه لرئيس الجزائر قائلا: “سيادة الرئيس لديك أزمات داخلية عويصة عالجها بالحكمة والإدارة الرشيدة ولا تسقطها تلميحًا وجزافًا على طرف خارجي في محاولة ميكيافيلية مكشوفة للهروب إلى الخارج لتغطية أخطاء الداخل. ندعو لسيادته بالهداية في العشر الأواخر من رمضان”.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية بأن الإمارات العربية المتحدة أعدت لائحة سوداء تضم أسماء شخصيات جزائرية ممنوعة من دخول أراضيها بسبب انخراطها في حملة عدائية تستهدف الدولة الخليجية.
وبموجب قرار الإمارات، لن يكون مرحبا بعدد من السياسيين والقادة عسكريين والمدنيين والصحافيين والفاعلين الاقتصاديين في دبي أو أبو ظبي أو غيرها من الإمارات الأخرى في البلاد، عقابا لهم على خلفية الانخراط في حملة عدائية ضد الإمارات.
وأضاف المصادر ذاتها أن استعداء الإمارات ليس سوى استمرار لسياسة جزائرية تقوم على الإمعان في خلق الأعداء بلا سبب، ولو أدى ذلك إلى المس بمصالح الجزائر نفسها. وبالإضافة إلى المغرب افتعلت الجزائر توترا حادا مع إسبانيا وبرودا مع فرنسا بسبب الاستغراق في معارك الماضي، ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها مع الصين وروسيا.
ومن الواضح أن التصعيد الإعلامي مع الإمارات يعود -في جزء منه- إلى رغبة النظام الجزائري في إبعاد أنظار الجزائريين عن فشله الخارجي، خاصة بعد خسارته عضوية مجموعة بريكس في وقت كان فيه المسؤولون الجزائريون -ومن بينهم الرئيس عبدالمجيد تبون- يتحدثون عن العضوية كتحصيل حاصل، وأن الجزائر قوية بتحالفها مع الصين وروسيا، لكن البلدين لم يتحمسا لموقفها ولم يدعما ملفها، هما وحليفتها جنوب أفريقيا.
تعليقات الزوار
ما أجمل مواقف الحكمة والتعقل والتي عرفناها لدى المغفور له الشيخ زايد اب الخير والتقدم والمحبة. شعب الامارات شعب شقيق بسيط ومضياف.....نتمنى تجاوز هذه السحابة وبناء جسور المودة والتفاهم والتعاون.