سياسة

الجزائر تضغط على مثقفيها لعدم حضور معرض الكتاب المغاربي بوجدة

لوحظ غياب مداخلات كتاب ومثقفين وأدباء جزائريين، في برنامج الدورة الرابعة من المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، الذي ستحتضنه مدينة وجدة منتصف أبريل الجاري، وهو ما يثير أسئلة عن الأسباب وراء ذلك، ومدى قدرة الفضاءات الثقافية على احتواء “التشرذم” وتحقيق الاندماج المغاربي.

المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، محمد المباركي، قال في ندوة صحفية، أمس الأربعاء، موضوع أسئلتها المعرض المذكور، إن المنظمين قاموا بـ”توجيه دعوات للجميع بمن فيهم عدد من الكتاب والمثقفين الجزائريين ودور النشر من أجل الحضور لمعرض الكتاب المغاربي بوجدة”.

وأردف المباركي أن موقف المغرب في موضوع الأشقاء “واضح، يمثله أعلى سلطة في الدولة، الملك محمد السادس، وهو مبدأ سياسة اليد الممدودة لأشقائنا الجزائريين”.

وأضاف مدير عام الجهة المنظمة للمعرض الثقافي، أن عملية التواصل مع دور النشر وبعض الشخصيات الفكرية والثقافية الجزائرية كشفت لهم أن “هناك محاولات من الجهة الأخرى للضغط وعدم السماح لهم بالمشاركة”.

رغم ذلك، يضيف المباركي، في رده على أسئلة الصحافيين، أن شخصيات من الفكر والثقافة تقوم بزيارة المعرض المغاربي للكتاب، مما يؤكد “قوة الثقافة وقدرتها على بناء العلاقة في الفضاء المغاربي”، وفق تعبيره.

وزاد المتحدث أن منظمي معرض الكتاب بوجدة، يأملون حضور مثقفين وناشرين جزائريين في المعرض، ومساهمتهم في النقاش الثقافي من داخل المعرض.

هذا وأشار المباركي إلى أن موضوع السياسي والثقافي “إشكال فلسفي دائم”، مردفا أن “كل نشاط سياسي لديه بعد ثقافي، وكل نشاط ثقافي له إطار سياسي”.

واسترسل “المعرض المغاربي للكتاب، معرض ثقافي، والنقاش الحر داخل أروقته بدون حواجز ولا عراقيل، كفيل بتطوير فكرة الفضاء المغربي والمساهمة في التقارب بين الشعوب”.

هذا وتمت دعوة أكثر من 150 محاضر، من بلدان إفريقية وعربية وآسيوية، منهم كتاب، وأدباء، وفلاسفة وكذلك فنانين، وفق ما أعلن عنه المنظمون.

وبالإضافة إلى دور النشر المغربية، فقد أبدوا كلهم رغبتهم في المشاركة، رفقة مجموعة من الناشرين الدوليين من المغرب العربي وإفريقيا وأوروبا.

المعرض الذي سيعرف حضور القضية الفلسطينية باعتبارها “قضية يتجند لها جميع المغاربة”، أبدت أكثر من ثلاثين دار نشر مغربية و10 دور نشر دولية، رغبتها للمشاركة فيه.

وينظم المعرض، بعد توقفه سنة 2019 بسبب جائحة كورونا وتغير موعده من شتنبر إلى أبريل تضامنا مع ضحايا زلزال الحوز، يوم 17 أبريل إلى غاية 21 من نفس الشهر، بعاصمة الشرق، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *