مجتمع

عيد الفطر بدمنات.. مناسبة لتجديد الولاء لمسقط الرأس


مع حلول عيد الفطر تعم الفرحة مختلف مدن المملكة وقراها، إذ لا تخطئ العين مظاهر هذه الفرحة التي قد تختلف من مكان لآخر بحسب عادات وتقاليد كل منطقة.

دمنات التابعة لإقليم أزيلال، مدينة من بين المدن المغربية التي تبرز فيها مظاهر العيد بشكل واضح بسبب توافد آلاف المواطنين فرضت عليهم ظروف الحياة مغادرتها، والذين تشكل لهم هذه المناسبة الدينية فرصة لا تعوض لتجديد علاقتهم بهذه الأرض بالرغم من بعد المسافة التي قد تصل مئات الكيلومترات.

أيوب موسى، إطار قانوني بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالعاصمة الرباط، لا يترك فرصة العيد تمر دون أن يحضر إلى مسقط الرأس لصلة الرحم ولتجديد العلاقة التي تربطه بأرض دمنات.

وقال أيوب في تصريح لجريدة العمق إنه حريص على أن يحتفل بهذه المناسبة في دمنات، مشيرا إلى أن “هذه  المدينة لانسكنها فقط، بل هي كذلك تسكننا، والعيد في مدينة دمنات له إحساس خاص، وسط الأهل والأحباب وفي أجواء مفعمة بالحياة ومليئة بالدفء والسلام”.

وأضاف موسى: “أحاول قدر الإمكان أن أكون حاضرا في عيد الفطر بمدينة دمنات، وأفعل كل شيء لكي لا اتخلف عن الحضور، فصلاة العيد والسلام على الأحباب والجيران هي أمور لا تقدر بثمن وليس لها أي تعويض، العيد بدون دمنات هو عيد ينقصه شيء ما، وربما غير مكتمل”.

وتابع بالقول: “هذا إحساس لا يشعر به إلا من لم يتمكن من الحضور ومشاركة العيد بهذه المنطقة الجميلة والمباركة، فدمنات هي العيد والعيد هو دمنات”، وفق تعبيره.

أما محمد أيت أزناك، وهو أستاذ يعمل خارج مدينته فقد أكد على أن قضاء عطلة العيد مع الأهل وفي المدينة الأصل مرتبط بالأساس بجوانب متعددة تتوزع بين ماهو اجتماعي واقتصادي وديني.

وأشار أيت ازناك في تصريح لجريدة العمق أن إصرار العديد من أبناء المدينة في الاحتفال بهذه المناسبة في مسقط رأسهم راجع إلى ارتباط الفرد بقبيلته، إذ يشكل الاحتفال الجماعي إحدى أسس هذه المناسبة الدينية مما يدفع بالعامل والموظف الذي يشتغل بعيدا عن مدينته تحمل تكاليف السفر للمشاركة في هذا الاحتفال.

ولم يستبعد المتحدث الجانب الديني في حديثه لجريدة العمق، إذ لفت إلى أن حضور هؤلاء المواطنين في هذا العيد بأعداد كبيرة هو استجابة للواجب الديني الذي يفرض إحياء صلة الرحم باعتبارها جوهر هذه المناسبة.

وقال الباحث في الأدب والمهتم بالثراث اللامادي للمنطقة، محمد أبحير، إن دوافع دينية واجتماعية هي التي تقف وراء عودة الدمناتيين إلى مسقط الرأس، مشيرا إلى أن الأعياد تعد مناسبة لصلة الرحم مع الأهل والأحباب.

وأشار المتحدث أيضا إلى الدوافع الترفيهية، حيث يعتبر السفر إلى البلدة الأم فرصة لا تعوض من أجل تغيير الأجواء والترويح عن النفس بعد شهور عديدة من العمل والجد في مدن أخرى داخل الوطن أو خارجه، وفق تعبيره.

وأكد أبحير في تصريحه إلى أن الدوافع الاقتصادية حاضرة أيضا في هذا الموضوع من خلال الرغبة في الإسهام في إنعاش الرواج التجاري بالمنطقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبدالإله عكور
    منذ 3 أسابيع

    انا من أبناء هذه المدينة. بكل صراحة العيد شيء مختلف فيها.. والحمد لله على نعمة الإسلام

  • Loup Solitaire
    منذ 3 أسابيع

    Fêter sa fête dans sa ville natale est souvent une expérience chaleureuse et pleine de tradition. Les rues sont décorées avec des guirlandes et des drapeaux, créant une atmosphère festive. Les habitants se rassemblent pour des festivités qui peuvent inclure des défilés, des concerts en plein air, des feux d'artifice et des stands de nourriture proposant des spécialités locales. Les familles et les amis se réunissent pour célébrer ensemble, échanger des cadeaux et partager des repas spéciaux. C'est une occasion spéciale pour renouer avec ses racines, retrouver des proches et se connecter à la culture et à l'histoire de sa ville natale.

  • قاريء
    منذ 3 أسابيع

    ليس الدمناتيون وحدهم من يزورون دمنات بل كل المغاربة يجدون في زيارة قراهم او مدنهم .تلك طبيعة متأصلة لدى المغاربة كانوا داخل الوطن او خارجه وذلك بناء على تربيتهم الخلقية وشوقهم الكبير الى الوطن وذويهم.