الأسرة، مجتمع

تحذيرات من انتشاره في المغرب.. أخصائي يتحدث عن تفاصيل مرض الحصبة

وصفت منظمة الصحة العالمية، في فبراير الماضي، الانتشار السريع لمرض الحصبة (بوحمرون) بالمقلق، وذلك بعد الإبلاغ عن أكثر من 306 آلاف حالة في جميع أنحاء العالم العام الماضي، بزيادة بنسبة 79 في المئة عن عام 2022.

وقالت المستشارة المعنية بالحصبة والحصبة الألمانية لدى المنظمة، ناتاشا كروكروفت: “نشعر بقلق بالغ حيال ما يحدث”، مشيرة إلى أن حالات الحصبة المبلغ عنها هي أقل بكثير من العدد الحقيقي.

وفي مارس 2024، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن رصدها لحالات جديدة من الإصابة بمرض الحصبة (بوحمرون)، مما يثير القلق بإمكانية انتشار هذا الفيروس.

وذكر المصدر ذاته بأن منظمة الصحة العالمية لا تزال تنبه باستمرار، إلى حدوث انتكاسات عالمية في جهود الترصد وانخفاض معدلات التمنيع في جميع أنحاء العالم، حيث لا يوجد بلد خال من الحصبة، مما يزيد من احتمالية حدوث الفاشيات وتعر ض جميع الأطفال غير الملقحين ضد الحصبة (بوحمرون) للخطر الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

وحول الموضوع، أشار الدكتور عبدالغني خرشافي، متخصص في طب الأسرة، إلى أن الحصبة من الأمراض التي تسمى الحمى الطفحية، وهي أمراض تجمع بين الحمى والطفح الجلدي، مشيرا إلى أن بوحمرون مرض فيروسي ليس جديدا، وكان منشرا في العالم قبل عشرات السنين.

وقال المتحدث إن المرض لم يختف تماما بالرغم من التطعيم، فهو مرض متوطن يظهر على شكل حالات متفرقة ويمكن أن يسبب من حين لآخر بؤر وبائية محدودة خاصة في المناطق التى تنخفض فيها التغطية التلقيحية، وفق تعبيره.

وأوضح ضمن تصريح لجريدة العمق أن المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي ينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض. إلا أنه مرض بسيط في أغلب الحالات

وأضاف أن الحصبة من أكثر الأمراض المُعْدية في العالم، وتنتشر عن طريق ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق الصادرة أثناء السعال أو العطس أو استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب. كما يمكن لشخص واحد أن ينقل العدوى إلى تسعة من كل 10 أشخاص من المُخالطين المقربين غير المُطعَّمين. ويمكن أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب في فترة تتراوح من أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي عليه إلى أربعة أيام بعد ظهوره.

وتبدأ أعراض الحصبة عادة بعد 10-14 يومًا من التعرض للفيروس، والطفح الجلدي البارز هو أكثر الأعراض وضوحًا، وعادة ما تستمر لمدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام، وتشمل سيلان الأنف، السعال، عيون حمراء ودامعة، بقع بيضاء صغيرة في الخدين من الداخل، بحسب خرشافي.

وأشار إلى أن الطفح الجلدي يبدأ بعد 7 إلى 18 يومًا من التعرض للفيروس، وعادةً ما يبدأ في الظهور على الوجه وأعلى الرقبة وخلف الاذنين، وينتشر على مدار 3 أيام تقريبًا، حتى يصل في النهاية إلى اليدين والقدمين، وعادة ما يستمر لفترة تتراوح بين 5 و6 أيام قبل أن يتلاشى.

وذكر ضمن تصريحه أن أي شخص مصاب بحمى تبلغ أو تزيد عن 38 درجة مئوية بالإضافة إلى طفح جلدي (بقع ذات قاعدة مسطحة تسمى طفح عدد من البثور الصغيرة) وأحد الأعراض التالية: السعال أو سيلان الأنف أو احمرار العيون (التهاب الملتحمة) فهو شخص يشتبه في إصابته بهذا الفيروس، ولا يمكن تأكيد إصابته إلا بإجراء تحليلة مخبرية.

وعن كيفية العلاج، أوضح الطبيب ذاته أنه لا يوجد علاج محدد للحصبة، ويجب التركيز على تقديم الرعاية لتخفيف الأعراض وجعل الشخص مرتاحًا والوقاية من المضاعفات.

وقال إن التطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين، مؤكدا على أن اللقاح آمنٌ ويساعد الجسم على محاربة الفيروس.

وأهاب في ختام حديثه لجريدة العمق بجميع الأسر الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، الذي يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهر التاسع والثامن عشر.

يذكر أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى حدوث انتكاسات في جهود الترصُّد والتمنيع. وأدى تعليق خدمات التمنيع وانخفاض معدلات التمنيع والترصُّد في جميع أنحاء العالم إلى تعريض ملايين الأطفال للأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثل الحصبة.

ولا يوجد بلد خالٍ من الحصبة، كما أن المناطق ذات التمنيع المنخفض تسمح للفيروس بالانتشار، مما يزيد من احتمالية حدوث الفاشيات وتعرُّض جميع الأطفال غير المُطعَّمين للخطر، وفق ما ذكرته منظمة الصحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *