تمازيغت، مجتمع

بنموسى يكشف خطته للتعميم التدريجي للأمازيغية في مؤسسات التعليم الابتدائي

تفعيل الأمازيغية

كشف وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، عن خطته لتعميم اللغة الامازيغية بشكل تدريجي في مؤسسات التعليم الابتدائي برسم السنتين الدراستين 2024/2025 و 2025/2026، وذلك في مذكرة وجهها إلى المفتشين العامين ومديرتي ومديري الإدارة المركزية، ومديرة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمديرات والمديرين الإقليميين.

وقال ينموسى إن مخطط العمل يستهدف توفير كل الشروط والمتطلبات الكفيلة ببلوغ نسبة تغطية تصل إلى 50% من المؤسسات التعليمية الابتدائية خلال السنة الدراسية 2025/2026، وذلك من خلال تفعيل مجموعة من التدابير ولاسيما ذات الطابع التربوي، وكذا توفير وتكوين الأطر المؤهلة لتدريس هذه اللغة.

وأشار إلى أن تحقيق نسبة التغطية المستهدفة برسم السنة الدراسية 2025/2026 ، يستلزم توفير الأطر اللازمة التدريس اللغة الأمازيغية وتغطية المؤسسات الابتدائية، وذلك عبر مرحلتين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المرحلة الأولى التي تنطلق الموسم الدراسي المقبل ستعرف تعيين 600 أستاذ متخصص في تدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي، الذين تم توظيفهم خلال السنة الدراسية الحالية 2023/2024، في 600 مؤسسة تعليمية ابتدائية لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية.

كما ستعمل الوزارة على تكوين 2000 أستاذ مزدوج على الأقل في مادة تدريس اللغة الأمازيغية وتكليفهم، برسم الموسم الدراسي المقبل بتدريس هذه المادة مع المواد التعليمية المقررة بسلك التعليم الابتدائي في المؤسسات التعليمية الابتدائية التي لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية.

وهو نفس الإجراء الذي ستقوم به وزارة بنموسى خلال الموسم 2025/  2026، بحسب المذكرة التي نشرتها الوزارة اليوم الاثنين على موقعها الرسمي.

وشددت الوزارة على ضرورة الحرص على اعتماد مبدأ التوزيع الأمثل لأطر هيئة التدريس وترشيد المتوفر من الأساتذة المكلفين بتدريس اللغة الأمازيغية عند توزيع الأستاذات والأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية، وأستاذات وأساتذة التخصص المزدوج على المؤسسات التعليمية الابتدائية، بما يضمن عدم خلق الفائض وتعميق الخصاص وبما يراعي حاجيات المؤسسات التعليمية بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

ولهذا الغرض، نصت المذكرة على ضرورة تعيين أستاذ متخصص في كل مؤسسة تعليمية ابتدائية لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية، والتي تفوق بنيتها التربوية 300 تلميذ، وتكليف الأساتذة المزدوجين المستفيدين من دورات التكوين المستمر عن طريق إسنادهم حصصا في تدريس اللغة الأمازيغية لتلامذتهم بالمؤسسات التعليمية التي تقل بنيتها التربوية عن 300 تلميذ (ة)، إلى جانب المواد التعليمية المقررة بسلك التعليم الابتدائي.

وقالت الوزارة إن هذا التوزيع الأمثل للأستاذات والأساتذة سيمكن من تغطية ما يفوق 2000 مؤسسة تعليمية ابتدائية إضافية سيشملها تدريس اللغة الأمازيغية في أفق السنة الدراسية 2025/2026، بما سيسمح ببلوغ نسبة التغطية المستهدفة في إطار مخطط التنزيل المتدرج لتعميم الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية.

وقالت الوثيقة إن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ستعمل خلال الموسم الدراسي الحالي على إعداد وتنفيذ برنامج خاص بالتكوين المستمر لفائدة أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي التخصص المزدوج، الناطقين باللغة الأمازيغية والراغبين في تدريس هذه اللغة إلى جانب استمرارهم في تدريس المواد التعليمية المقررة بسلك التعليم الابتدائي.

ويتم إعداد هذه البرامج وفقا لخريطة ومضامين تكوينية تروم تعميق معارف هؤلاء الأستاذات والأساتذة في اللغة الأمازيغية وديداكتيكها، وتعزيز قدراتهم في منهجية تدريسها، وذلك وفق المجزوءات الوطنية التي يتم إعدادها مركزيا لهذا الغرض.

وتتم لهذه الغاية المزاوجة بين التكوين الحضوري، والتكوين الذاتي المؤطر إلى جانب التكوين عن بعد وفق المحددات الواردة في المخطط الوطني لتكوين هذه الفئة من الأساتذة. كما يمكن للأساتذة ذوي الخبرة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية مواكبة هذه الفئة لتعزيز نقل كفاءاتهم الصريحة والضمنية عبر المصاحبة والتكوين عبر الممارسة مع إمكانية تعزيز قدرات الأستاذات والأساتذة بواسطة آلية التكوين عن بعد، عن طريق توفير مساق خاص بديداكتيك تدريس اللغة الأمازيغية يوضع رهن إشارتهم على منصة E-Takwine.

وبخصوص العدة البيداغوجية، فسيتم تصريف مفردات المنهاج الخاص باللغة الأمازيغية، وفق التوجيهات التربوية والبرامج الدراسية المعمول بها، بالشكل الذي يضمن التوظيف الأنجع لمختلف الوسائط الديداكتيكية، وذلك لأجل تطوير كفايات المتعلمات والمتعلمين، وتمكينهم من اللغة الأمازيغية نطقا وتعبيرا وقراءة وكتابة، تضيف مذكرة بنموسى.

وأضاف المصدر ذاته: “كما يتم العمل على توفير عدة بيداغوجية تجديدية ومبتكرة تمكن من تنزيل المنهاج الجديد لتدريس اللغة الأمازيغية، بهدف تجويد تعليم وتعلم هذه اللغة”.

بالإضافة إلى الموارد الرقمية الخاصة بتدريس اللغة الأمازيغية المتوفرة بفضاء الموارد الرقمية بمنصة “مسار”، تضيف الوثيقة ذاتها، سيتم اعتماد مسطحة رقمية خاصة بتعلم اللغة الأمازيغية، توضع رهن إشارة الأستاذات والأساتذة والتلميذات والتلاميذ خلال الدخول المدرسي المقبل 2024/2025، والتي من شأنها تسريع وتيرة تعلم اللغة الأمازيغية وتنويع طرق تعليمها. كما سيتم في إطار برنامج “سيناري بروف” توفير سناريوهات بيداغوجية رقمية تعتمد على المناهج الجديدة لتدريس اللغة الأمازيغية.

وقالت الوزارة إنه سيتم تعزيز إدراج اللغة الأمازيغية ضمن المسابقات الوطنية والجهوية والإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بالتشبيك الموضوعاتي في مجالات فن الخطابة والموسيقى والمسرح وفي المسابقات الثقافية والأولمبياد اللغوية والشعر التلاميذي، كما يتم تشجيع التلميذات والتلاميذ على إعداد كبسولات تثقيفية باللغة الأمازيغية، إلى جانب تنظيم معارض خاصة بالتراث الثقافي الأمازيغي.

وبالموازاة مع ذلك، تشير مذكرة بنموسى، سيتم إرساء أندية تربوية بالمؤسسات التعليمية تهدف إلى تطوير وتنمية المهارات التواصلية باللغة الأمازيغية. كما تعمل المؤسسات التعليمية على تنويع أنشطة الحياة المدرسية التي تهدف إلى التعريف بمختلف مكونات الإرث الثقافي بشكل عام، واللغة الأمازيغية بشكل خاص، وبرمجة تلك الأنشطة وإدراجها في مشاريع المؤسسة المندمجة.

وقالت الوزارة إن المفتشين التربويين المكلفين بهذه المادة سيعملون على تكثيف عملية تأطير أستاذات وأساتذة مادة اللغة الأمازيغية، وذلك بشكل منتظم، لتجويد ممارستهم الصفية، والرفع من جودة أدائهم التربوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *