اقتصاد

شاي ومكملات ومواد تجميل.. هذه خصائص وموعد وأماكن بيع مستخلصات “الكيف”

انتقل المغرب من الزراعة العشوائية للقنب الهندي إلى تقنين القطاع وتحويل هذه النبتة إلى مستحضرات تجميل ومكملات غذائية وصناعة دوائية.

وانطلقت شركات خاصة في تسويع وبيع لمنتجات المستحضرة من القنب الهندي في الدورة 16 للمعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس، تحت إشراف ومراقبة الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.

أين ستباع منتجات “الكيف”؟

مؤسس إحدى الشركات التي استثمرت في هذا المجال، تحدث عن مسار الانتقال والاستثمار بهذا المجال قائلا: “انخرطنا منذ السنة الماضية في هذا المشروع الملكي الضخم بتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، عبر استيراد بذور هذه النبتة من فئة CBD، حيث تم استيراد البذور بشراكة مع التعاونيات بإقليم تاونات والتي تضم بين 10 و30 فلاحا، مع مواكبتهم منذ الإنتاج إلى غاية التحصيل الزراعي الخاص بالسنة الفارطة، كما جرى، يضيف المتحدث ذاته، تشييد وحدة صناعية تعمل حاليا لاستخراج وإنتاج وتسويق المنتجات المستخلصة من القنب الهندي.

وبخصوص موعد ومكان طرح هذه المنتجات في الأسواق أكد أن “المكملات الغذائية ومواد ومستحضرات التجميل سيتم تسويقها في الصيدليات وشبه الصيدليات بداية من الأسبوع المقبل، عقب الحصول  في الأيام الماضية على التراخيص اللازمة من طرف الوكالة ووزارة الصحة، حيث تحتوي حصرا على مادة CBD غير المخدرة ولا علاقة لها بمادة THC (رباعي هيدروكاتابينول) السامة والمهلوسة”.

كما منحت الوكالة ترخيصا لتسويق وبيع شاي بعشبة القنب الهندي غير المخدرة،إذ من المرتقب أن تعرف الأسواق المغربية انتشارا واسعا في الشهرين المقبلين للمنتوجات المستخلصة من هذه النبتة، بالصيدليات وشبه الصيدليات والأسواق الممتازة الحاصلة على الترخيص من طرف الوكالة.

كما سيتم في الأشهر المقبلة تسويق وبيع منتجات أخرى من قبيل العلك والمهدئات التي تساعد الجسم على الارتخاء وتقلل من النرفزة والعصبية، كما سيتم تسويق منتجات تساعد على النوم دون الحاجة إلى مواد تحتوي على الكيماويات وتضر بصحة الإنسان على المدى المتوسط والطويل.

وشدد أحد الفاعلين في المجال على أن “هذه النبتة طبيعية وأفضل من الأدوية التي تباع في الصيدليات حيث تخلو المنتجات المستخلصة من القنب الهندي من المواد الكيميائية المتواجدة في باقي الأدوية التي تتسبب في أعراض جانبية خطيرة”.

أسعار وخصائص منتجات القنب الهندي

وبخصوص أسعار المواد المستخلصة من القنب الهندي، فأكد المتحدث ذاته أن أثمنة هذه المنتجات لن تختلف كثيرا عن تلك التي تباع حاليا في الصيدليات، مع فرق في الأسعار بين المستحضرات التجملية والأدوية والمكملات الغذائية.

وأوضح أن أسعار هذه المنتجات تمت دراستها بعناية بشراكة مع الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، من أجل تسويقها بشكل مثالي والعمل على انتشارها في صفوف المواطنين بشكل أوسع.

وسيتم قريبا الانتقال من صناعة وتسويق وبيع المستحضرات التجميلية والمكملات الغذائية إلى الصناعة الدوائية، والتي ستعرف نسبة أكبر من مادة THC المخدرة.

كما تحدث مسؤول بمختبر تابع لإحدى الشركات التي تستثمر في المنتوجات المستحضرة من “الكيف”، قائلا إن مادة CBD يتم فصلها عن المادة السامة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لا تدخل في صناعة مستحضرات التجميل، بينما لا تتجاوز 0.3 في المائة في المكملات الغذائية، غير أنها ترتفع في الصناعة الدوائية لأغراض طبية.

من الزراعة إلى الإنتاج

أوضح مسؤول بإحدى الشركتين أن الراغب في الاستثمار في هذا المجال يقطع شوطا كبيرا، بداية بالحصول على التراخيص اللازمة من طرفة الوكالة مرورا بإنتاج البذور بشراكة مع التعاونيات بالمناطق المرخص لها، ثم اقتناء المحاصيل الزراعية وتحويلها لمواد طبية وشبه طبية.

وشدد المتحدث ذاته على أن الدولة تراقب بصرامة كبيرة وتتبع الشركات في جميع المراحل، فضلا عن القيام بالتحاليل المخبرية اللازمة.

لا تسبب الإدمان وممنوعة على أقل من 18 سنة

شدد مستثمرون في مجال القنب الهندي على أن المواد المستخرجة منه لا تشكل أي ضرر على صحة الإنسان، ولا تسبب له أي إدمان سواء على المستوى المتوسط أو الطويل.

وتحدث عدد من المسؤولين في شركات لجردية “العمق” أن نسبة المادة المخدرة في مختلف المنتوجات تكاد لا تذكر، ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على صحة الإنسان بسبب عزل مادة THC السامة، مشيرين إلى أن أهم مزايا هذه المنتجات هو الراحة والارتخاء.

ومن جملة المزايا أيضا، هو تقوية المناعة ومحاربة البروستات في بعض المنتجات المصنعة لهذا الغرض، فضلا عن زيوت تساعد على محاربة تساقط الشعر دون الخوف من تأثيراتها الجانبية.

وشددوا على أن جميع المنتجات الخاصة بالقنب الهندي سيمنع وصفها من طرف الأطباء لمن هم دون 18 سنة، إضافة لمنع هذه المواد عن المرأة الحامل والمرضعة.

إقبال كبير من المواطنين والفلاحين

حظي تقنين قطاع القنب الهندي باهتمام متزايد من قبل المزارعين والمستثمرين لممارسة الأنشطة المتعلقة باستخدامات القنب الهندي، حيث عبر المزارعون عن رغبة حقيقية في الانتقال إلى الإنتاج المشروع للقنب الهندي.

وحسب ما اطلعت عليه جريدة “العمق”، فإن أروقة الشركات الخاصة بتسويق هذه المنتجات، يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، الذين يقصدون هذه الأروقة للحصول على المعلومات الخاصة بهذه المواد.

وتتكلف الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي المحدثة بموجب أحكام القانون رقم 21-13 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، بتنفيذ استراتيجية الدولة في مجال زراعة وإنتاج وتصنيع وتحويل وتسويق وتصدير القنب الهندي واستيراد منتوجاته لأغراض طبية وصيدلية وصناعية.

وتتكلف الوكالة بضمان تقييم المخزون من القنب الهندي وتزويد الهيأة الدولية المختصة بالتقييمات والمعلومات المطلوبة طبقا للالتزامات الدولية للمملكة. كما تتكلف بإجراءات منح التراخيص للفاعلين الوطنيين والدوليين في صناعة القنب الهندي الطبي والصناعي، وشركات البذور والمشاتل وشركات النقل، فضلا عن إنشاء أولى التعاونيات لتحويل وتصنيع المنتجات المحلية المكون أعضاؤها من المزارعين المحليين.

كما تناط بالوكالة مهمة دعم البحث بهدف تعزيز استخدام القنب الهندي في المجالات الطبية والتجميلية والصناعية، فضلا عن تسهيل الإجراءات الإدارية بالتنسيق مع السلطات الإدارية المعنية، وتوجيه الأنشطة غير المشروعة إلى أنشطة مشروعة، مستدامة ومدرة للدخل.

ويعتبر الكانابيديول أو CBD مادة فعالة مستخرجة من القلب على عكس مادة رباعى هيدروکانابینول (THC) الفعالة الأكثر شهرة من نبات القنب وليس لها تأثير عقلى ولا تسبب الإدمان الجسدي، كما تساعد المادة بشكل طبيعي في تخفيف الألم والأعراض العصبية مع المساعدة على إدارة التوتر والقلق.

وتعد زهور CBD غنية بالقنب وهي قانونية تماما نظرا لمحتواها الأقصى الذي يبلغ 0.3 % THC (رباعي هيدروكاتابينول)، ولا تسبب زهرة CBD أي تأثيرات نفسية ويمكن استهلاكها دون مخاطر ودون آثار جانبية ودون اعتماد أو إدمان.

وبخصوص مستحضرات التجميل، فقد كانت موضوع العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة، حيث أثبتت القدرة على مكافحة معظم مشاكل الجلد والأمراض الجلدية، كما يمكن لمستحضرات التجميل المستخلصة من هذه المادة أيضًا أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل المفاصل والعضلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *