سياسة، مجتمع

عيد العمال بالشمال.. مسيرات تحت الأمطار تنتقد “تدني الأجور” وفلسطين توحد النقابات

فيديوهات: يونس الميموني

خيمت القضية الفلسطينية والأوضاع الاجتماعية للطبقة الشغيلة، على مختلف المسيرات النقابية خلال فاتح ماي لهذا العام بمدن الشمال، وسط شعارات غاضبة من “تدني الأجور” واستمرار “ضرب القدرة الشرائية للمواطنين” في ظل الأسعار المرتفعة.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق” بكل من تطوان وطنجة، فقد نظمت معظم النقابات الكبرى مسيرات جابت أهم الشوارع، رغم الأمطار التي تهاطلت بالمدينتين صباح اليوم، فيما فضلت نقابات أخرى الاحتفال بالعيد الأممي للعمال من داخل مقراتها.

وبدا لافتا ضعف المشاركة في احتفالات العيد الأممي هذا العام، مقارنة بالسنوات الفارطة، فيما ردد المشاركون في مسيرات النقابات العمالية، هتافات تنتقد سياسات الحكومة في التعليم والصحة والشغل، مع طغيان مطالب الملفات الفئوية بالقطاعين العام والخاص.

ففي تطوان، تميز العيد العمالي بثلاث مسيرات جابت أهم شوارع المدينة، حيث سجل الاتحاد المغربي للشغل المسيرة الأكبر بالمدينة، انطلقت من تمركز النقابة أمام القصر الملكي صوب مدارة لواضة، مرورا بساحة مولاي المهدي وشوارع محمد الخامس والوحدة و10 ماي، ثم العودة لمكان الانطلاقة.

وانطلقت مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من مقر حزب الاتحاد الاشتراكي مرورا بساحة القصر الملكي وشارع محمد الخامس وساحة مولاي المهدي، وسط حضور بارز لسياسيي ومنتخبي “الوردة” بالإقليم، فيما احتشد منتمو الفيدرالية الديمقراطية للشغل بساحة مولاي المهدي، وجابوا شارع محمد الخامس صوب ساحة المشور.

بالمقابل، اكتفت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بتنظيم مهرجان خطابي بمقر حزب الاستقلال، فيما انضم أعضاء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في تطوان إلى المسيرة الجهوية لنقابتهم بطنجة.

وأجمعت مختلف المسيرات على انتقاد الوضع الاقتصادي بإقليم تطوان، واعتبرت أن المنطقة تعيش على وقع “خنق اقتصادي”، فيما طالب المتظاهرون بوضع حد للهيب الأسعار والرفع من أجور الطبقات العمالية، خاصة في شركات القطاع الخاص.

وفي الوقت الذي طغت فيه الشعارات الفئوية على مختلف المسيرات النقابية، كشفت بعض الفئات العمالية عن تقاضيها رواتب هزيلة لا تتجاوز أحيانا 600 درهم شهريا، كما هو الحال لدى فئة المنظفات، مع غياب تام لأبرز الحقوق الاجتماعية والمهنية كالتغطية الصحية والتقاعد.

وفي طنجة، احتشد المئات من العمال والنقابيين في مسيرات مختلفة جابت مسارا موحدا، انطلاقا من ساحة النجمة صوب سوق بارا مرورا بساحة الأمم، رغم الأمطار التي عرفتها المدينة، مع حضور قوي للقضية الفلسطينية.

وبدا لافتا بطنجة، على غرار تطوان، الحضور البارز لنقابة الاتحاد المغربي للشغل التي تقدمت المسيرة، تليتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ثم الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، فيما نظم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مسيرته في مسار آخر.

وعلى غرار مختلف مدن المملكة، طغت القضية الفلسطينية على مسيرات العمال لهذا اليوم، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية وتوضح المتظاهرون بالكوفية، مرددين هتافات تندد بعمليات الإبادة الجماعية في غزة، وتطالب بإسقاط التطبيع.

وتأتي احتفالات هذه السنة على وقع الاتفاق الاجتماعي الذي وقعته الحكومة والنقابات، حيث وافقت الحكومة على زيادة مبلغ شهري صاف حُدد في 1000 درهم، في أجور موظفي الإدارات العمومية، يصرف على قسطين متساويين: القسط الأول ابتداء من فاتح يوليوز 2024 والقسط الثاني ابتداء من فاتح يوليوز 2025.

كما نص الاتفاق على زيادة في مبلغ الحد الأدنى القانوني للأجر في النشاطات غير الفلاحية بنسبة 10 بالمائة سيتم تطبيقها على دفعتين، 5 بالمائة ابتداء من فاتح يناير 2025، و5 بالمائة ابتداء من فاتح يناير 2026.

وتم الاتفاق بين الحكومة والنقابات، على مراجعة نظام الضريبة على الدخل ابتداء من فاتح يناير 2025 بالنسبة للأجراء، من خلال اعتماد تدابير خاصة تتوخى تحسين دخل الطبقة المتوسطة، مع الحفاظ على الوضعية الحالية بالنسبة للمهنيين.

وبخصوص التقاعد، اتفقت الحكومة والمركزيات النقابية و”الباطرونا”، على مباشرة إصلاح منظومة التقاعد من خلال إصلاح شمولي يرمي إلى إرساء منظومة للتقاعد في شكل قطبين “عمومي وخاص”، كما تم الاتفاق على إخراج القانون التنظيمي للإضراب، من خلال الاتفاق على مبادئه الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *