منتدى العمق

اليوسفية.. إقليم الاستثناء

اليوسفية بتضاريسها وخريطتها الجغرافية التي يغلب عليها الطابع القروي لازالت تبحث عن نفسها وسط الاقاليم التي أحدثت سنة 2009 لتفك الحصار عن نفسها وعن ابنائها الذين تأكلهم البطالة والتهميش ،هي مدينة فوسفاطية يخرج منها في كل يوم اطنان من هذه المادة الثمينة في حين ان مواطنها يموت حسرة وكمدا على مدينة لا تعترف بابنائها.

اليوسفية هي مدينة الاستثناء في كل شيء لاشيء يشبهها ،وجهها اشبع بالضربات واللكمات والصفعات الواحدة تلو الاخرى ولازالت الجروح غائرة لماذا ؟

ففي الوقت الذي بدات الأقاليم الاخرى القريبة منا كبنجرير وسيدي بنور تتحرك ارتأى مسؤولو هذا الإقليم ان يبقى مقعدا ولا تقوم له قائمة .

المكتب الشريف للفوسفاط كمؤسسة حيوية وطنية بالمدينة وبعد نهجها لسياسة تشغيلية بعد حراك شبابي سنة 2011 وماشابها من خروقات وادحال الشباب الى السجون ، هي اليوم اقفلت كل الابواب واحكمت تطويق مؤسساتها بسور سماه بعض ابناء المدينة بجدار الفصل العنصري .فعوض ان تحمي هذه المؤسسة نفسها بامتصاص احتقان الشباب العاطل، او على الاقل فئة عريضة منه، ارتات ان تحمي نفسها امنيا بواسطة هذا الجدار.

وفي الوقت ايضا الذي كان ابناء الاقليم ينتظرون ان تشيد المؤسسات والمعاهد ،كان الجواب من وزارة التكوين المهني بان اليوسفية لا تحتاج الى مؤسسات، وان مافيها يكفيها ،في حين ان مدينة سيدي بنور القريبة منا سيشيد بها معهد للتكوين من المستوى العالي ،وبنجرير شيدت بها جامعة دولية ، ومدينتنا لا تستحق سوى المقاهي المضروبة في كل شارع وفي كل زقاق وفي كل جانب انها مدينة الاستثناء

في الوقت ايضا الذي كان البعض ينتظر توسيع وتقوية مركز التكوين التابع للمكتب الشريف للفوسفاط بالمدينة، سمعنا مؤخرا ان المشروع اقبر وتم ترحيله لبنجرير خلسة ومدينتنا لا تستحق سوى الجدران العازلة .

في الوقت الذي كان فيه سكان المدينة ينتظرون ان يفتح مشروع مركب للالعاب بغابة العروك كمتنفس طبيعي للساكنة فهو الان توقفت الاشغال به لماذا ؟الله اعلم..

في الوقت الذي تم تحويل المجزرة البلدية الى مجزرة جهوية باليوسفية واصبحت تدر مداخيل مهمة على المجلس الجماعي ، من راى حالها واحوال العمل بها سيتاكد له انها بعيدة كل البعد عن مواصفات مجزرة جهوية .

وفي الوقت الذي يترقب المواطن ان يمشي على الطريق بكل امان، لا تمر من طريق الا والحفر تملاها ومجلسنا الموقر لا يكلف نفسه عناء حتى ترقيعها .

وفي الوقت الذي تنصب العمالات بالمدن من اجل خدمة المواطن،وتسهيل الولوج اليها ،فانها بمدينتنا الموقرة مسيجة بسياج حديدي لاتلج الى خدماتها الا بعد سؤال وجواب من طرف الامنين الموجودين خلف السور الحديدي .

لماذا كل هذا الوجع وهذا الالم الذي يعتصرنا كلما خرجنا من بيوتنا لنطل على مدينتا واقليمنا ولا نجد التغيير قد سرى في اوصالهما بالشكل الذي ترتاح له انفسنا ؟ هل تعطلت عقول المسؤولين وعميت ابصارهم عن ان يبصروا حجم الدمار والفوضى والتهميش بالمدينة والاقليم؟ اليس من حق اليوسفية ان تتغير ؟ ام ان اطماع المسؤولين اقوى من كل هذا وفسادهم أشد ؟انها بحق مدينة الاستثناء واقليم خارج خارطة التنمية..