اقتصاد

المغرب ينضم رسميا إلى معاهدة الصداقة والتعاون “آسيان”

أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بمدينة فيينتيان عاصمة لاوس، أن انضمام المغرب إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تندرج في إطار رؤية الملك محمد السادس الهادفة إلى تنويع شراكات المغرب، على جميع المستويات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية.

وأبرز بوريطة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش توقيعه على وثائق انضمام المغرب إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا، أن الملك محمد السادس حرص، خلال السنوات الأخيرة، على أن يتبنى المغرب مبادرات للانفتاح على فضاءات سياسية واقتصادية جديدة، وأن يعمل على توطيد شراكاته الاستراتيجية وتنويعها، كإحدى المحاور الأساسية لسياسته الخارجية.

وأضاف أن الزيارات التي قام بها الملك للصين وروسيا وعدد من الدول الإفريقية ودول الخليج العربي تندرج في هذا الإطار الذي يشمل أيضا سعي المغرب إلى توطيد علاقاته مع دول جنوب شرق آسيا، مشيرا إلى أن رابطة الآسيان تعتبر سادس أكبر قوة اقتصادية في العالم بالإضافة إلى كونها نموذجا للسلم والاستقرار في المنطقة. وقال إن مسلسل انضمام المغرب لمعاهدة الآسيان انطلق منذ سنة 2014، بتوجيهات من الملك محمد السادس، عبر عمل متواصل من أجل تعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء في الرابطة، توجت بموافقة هذه الدول على انضمام المغرب، مؤكدا أن العلاقات القائمة بين المغرب ودول الآسيان جيدة ومتميزة ينظمها إطار قانوني جد متطور وتعززها رغبة في تنسيق المواقف في عدد من المحافل الدولية كقمة دول حركة عدم الانحياز وقمة الدول الفرنكفونية ومجموعة ال77.

وأوضح الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الآسيان نجح في تطوير آليات داخلية للتعاون والتوافق حول المواضيع الاستراتيجية وخاصة عبر ترجيحه لكفة الحوار والسلم في التعامل مع القضايا المطروحة، مبرزا أن هذه الرابطة تتبنى في معاهدتها عدة مبادئ تؤكد على ضرورة العمل على حل النزاعات سلميا وعدم التدخل في الشؤون الداخليه للدول الأعضاء واحترام الاستقلال والسلامة الإقليميه لهذه الدول والحرص على السلم والاستقرار الدائم في المنطقة والسعي إلى تنمية التعاون في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية والعلمية والإدارية.

وأكد أن هذه المبادئ تتفق والنهج الذي يسير عليه المغرب في سياسته الخارجية، مشيرا إلى أن دول الرابطة تبنت، كلها، مواقف بناءة بخصوص قضية الصحراء المغربية حيث أكدت، في عدة مناسبات، تفهمها للموقف المغربي ودعمها للجهود التي تبذلها المملكة للتوصل إلى حل نهائي ودائم لهذه القضية. وقال بوريطة إن المغرب يتطلع إلى تعزيز التعاون مع رابطة الآسيان عبر عدة محاور، من بينها مواجهة التحدي الأمني ومحاربة الإرهاب ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وكذا تطوير التعاون الاقتصادي عبر الرفع من المبادلات التجارية باعتبار الفرص التي تتيحها السوق المشتركة للآسيان (650 مليون نسمة) أمام المنتوجات المغربية والمشاورات السياسية بالإضافة إلى تطوير برنامج عمل مشترك لتنسيق التعاون بين المغرب والرابطة كنموذج للتعاون جنوب جنوب.

وشدد على أن المغرب أضحى، بفضل السياسة التي ينهجها الملك محمد السادس لتعزيز التعاون جنوب جنوب، يتمتع بمصداقية كبيرة ويحتل مكانة مهمة على الصعيد الدولي مكنته من أن يكون أول بلد إفريقي معتمد لدى منظمة دول شرق البحر الكاريبي، ويحظى بصفة عضو مراقب في نظام التكامل لأمريكا الوسطى (سيكا) وبمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي ومن انضمامه اليوم إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي انضمت إليها في السابق عدة دول مهمة من بينها الولايات المتحدة واليابان والصين.