مجتمع

الركود يصيب مهنا موسمية قبيل عيد الأضحى بسلا وممارسوها يشتكون الكساد والغلاء (فيديو)

تصوير ومونتاج: فاطمة الزهراء الماضي

في زقاق ضيق داخل سوق سلا الشعبي، تعج الأجواء بالحركة والنشاط مع اقتراب عيد الأضحى، ولكن خلف هذه الحيوية تختبئ ملامح التذمر واليأس. تتردد الشكاوى في كل زاوية “كاين لغلا”، “الفقير مايعيدش”. أصبح الحلم باقتناء الأضحية بعيد المنال للكثيرين، ومعاناة الحرفيين وبائعي التبن والفحم تضاعفت بتراجع مبيعاتهم وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.

في ورشته الصغيرة، يجلس الحرفي حميد المصلوحي الذي يعمل في تمضية السكاكين منذ أكثر من 50 عاماً، ويعبر عن استيائه قائلا في حديث مع “العمق”: “هناك تراجع في العمل مقابل الأعوام الماضية وذلك راجع إلى ارتفاع تكلفة أسعار الحديد بحيث اشتري ‘الطولة’ قديماً بثمن 4 دراهم للكيلو ولكن الآن أخذها بـ 18 أو 20 درهمًا”.

ويضيف المصلوحي: “كنا قديما نصنع مايقارب ثلاثون ألف ‘فرينة’ أي المجمر ونربح 8 دراهم أو 10 دراهم على كل منها، وتباع، ولكن الآن نصنع 160 ولا نتمكن من بيعها”. ويضيف بعيون حزينة تفيض بالدموع: “سأترك الأمر لله، اقدر مانعيدش ولكن اقدر واحد الساعة يفيض الله تعالى الرزق”.

من جانبه، يقول حسن، وهو شحاد سكاكين متمرس في نفس السوق: “أعمالنا تأثرت بشكل كبير بسبب غلاء الأسعار، حيث هناك تراجع في إقبال الزبائن على بضائعنا ولم يعد الإقبال كما كان”، مضيفا وهو يمعن النظر إلى بضاعته: “خمسة أيام وبضاعتي هنا معلقة، وخمسة دراهم لا أحصل عليها في دخلي اليومي”. ويختم حديثه بيأس: “الأغلبية في هذا العام لن تقتني الأضاحي”.

“ثلاث سنوات لم أتمكن من شراء الأضحية”، يقول رشيد، أب لطفلين يشتغل في بيع السمك ومع اقتراب العيد يمارس مهنة تمضية السكاكين وبيع الفحم بهدف توفير مقدار من المدخول، مبرزا في حديث لجريدة “العمق”، “بضاعتي هي كما هي ليس هناك إقبال على الفحم وعلى تمضية سكاكين. بسبب هذا الغلاء أصبح الناس تنظر ولا تشتري”.

وسجل المتحدث، أن أسعار الفحم تلهب جيوب المواطنين، مضيفا أن “هذا السوق الذي يسمى بسوق سبتة يقتني فيه فقط الفقير، أما الميسورون فيلجؤون إلى المحلات الكبرى. ونحن هنا في هذه الحومة نمتص دم بعضنا البعض من أجل العيش وسط هذا الغلاء الفاحش”، وفق تعبيره.

وفي طرف السوق يجلس عمر داخل خيمة يبيع فيها التبن، هو طالب في السنة الثانية بالجامعة، ويقول في حديث للجريدة: “سعر التبن مكلف هذه السنة، خصوصا الذي يحتوي على ‘الفصة’ أو ما يسمى الدريس، بحيث كلفنا ما يقارب 50 درهما البالة و10 دراهم بالكيلو، أما الأعوام الماضية كنا نشتريه بـ 8 دراهم، وهناك إقبال كبير عليه يوميا، مقارنة بما هو عليه هذا العام نقص وتراجع ومدخولنا اليومي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *