مجتمع

مصدر لـ”العمق”: الحرارة ليست وحدها وراء وفيات الحجاج والتقصير رفع الحصيلة

كشفت مصادر جيدة الاطلاع لجريدة “العمق” عن معطيات جديدة بخصوص ارتفاع وفيات الحجاج بسبب الإجهاد الحراري الذي تشهده المملكة العربية السعودية. لم يكن هذا السبب الوحيد وراء ارتفاع عدد الوفيات بين صفوف الحجاج، إذ أشارت المصادر إلى أن النسبة الكبيرة من الوفيات سُجلت في صفوف الحجاج غير المسجلين، خاصة من مصر، الذين يتم إيواؤهم في ظروف غير ملائمة لمواجهة آثار الحرارة المرتفعة هذا العام، والتي بلغت 51 درجة تحت الظل.

تجاوز عدد حالات الوفاة في صفوف الحجاج هذا العام الألف، حسب حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين، أشار أحدهم إلى أن أكثر من نصف الضحايا كانوا من دون تصاريح للحج، وقد أدوا الفريضة في ظل طقس حار جداً.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إنه خلال أداء الحج افترش آلاف الحجاج الشوارع مُعرّضين لأشعة الشمس خلال وقفة عرفات. وقال: “مع كل وفاة لحالة بين الحجاج، كان المارة يقومون بتغطيتها بلباس الإحرام لحين وصول سيارات طبية لنقل الجثث”.

بالنسبة للحجاج المغاربة، أوضحت مصادر من عين المكان للجريدة أن العدد قليل مقارنة مع إجمالي الوفيات التي تجاوزت 20 حالة حتى الآن، في انتظار إحصائيات رسمية جديدة بهذا الشأن. وسجلت المصادر أن الوضع كان يمكن أن يكون كارثياً لولا تكاثف الناس ومساعدة بعضهم البعض، خصوصاً الحجاج الشباب الذين لعبوا دوراً كبيراً في إنقاذ أرواح زوار بيت الله من المسنين.

وسجلت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، غياب التوعية بخطورة الحرارة وكيفية الوقاية منها، وحقوق الحجاج النظاميين المتوفرين على بطاقة “نسك” في الاستفادة من التطبيب والأدوية مجاناً. كما نبهت المصادر إلى عدم التواصل معهم حول الجهات التي يجب الاتصال بها في حال وقوع أي مشكلة، بالإضافة إلى أن العديد منهم لم يفعل لديهم “الرومينغ” ولم يتحصلوا على بطاقة اتصالات محلية.

وقالت مصادر “العمق”: “صحيح أن ضربات الشمس في ظل موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها الديار المقدسة تزامناً مع موسم الحج لهذا العام هي السبب المباشر في الوفيات، لكن السبب الحقيقي وراء وقوع وفيات في صفوف حجاج بيت الله يتمثل في تقصير متعهدي النقل في نقل الأشخاص إلى المشاعر”.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجمعة، أنه لا توجد حالة وفاة “غير عادية” في صفوف الحجاج المغاربة برسم موسم الحج الحالي، مضيفة أنه تم، إلى غاية اليوم، تسجيل 20 حالة وفاة. وأوضح بلاغ للوزارة حول “الوفيات في صفوف الحجاج المغاربة” أن هذه الحالات سُجلت ما بين التنظيم الرسمي وتنظيم وكالات الأسفار، وهو نفس العدد تقريباً مقارنة بنفس الفترة من موسم الحج للسنة الماضية.

وأضاف المصدر ذاته أنه خلال العشرين سنة الماضية كان عدد الوفيات في صفوف الحجاج المغاربة كل عام ما بين 30 و45 حالة. أما بخصوص وفيات هذه السنة، أكد البلاغ أنها “وفيات طبيعية”، مذكراً بأن 15 في المائة من الحجاج المغاربة هذا العام تزيد أعمارهم عن ثمانين عاماً.

وتزامن موسم الحج، وهو من أكبر التجمعات الدينية في العالم، هذا العام مع طقس حار للغاية، إذ بلغت الحرارة مطلع الأسبوع الحالي 51.8 درجة مئوية في الظل في مكة المكرمة.

واستناداً إلى أعداد وفرتها نحو 10 دول، عبر بيانات رسمية أو دبلوماسيين منخرطين في عمليات البحث عن الضحايا، بلغ عدد الوفيات في موسم الحج هذا العام 1081، بدون تحديد في معظم الأحيان الأسباب. ويشمل العدد 658 مصرياً، و183 إندونيسياً، و68 هندياً، و60 أردنياً، و35 تونسياً، و13 من كردستان العراق، و11 إيرانياً، و3 سنغاليين، و58 باكستانياً، و14 ماليزياً، وسودانياً واحداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Mao
    منذ 5 أيام

    مقالة مليئة بالأخطاء الإملائية. أين المراجعة اللغوية قبل النشر؟