مجتمع

أزيد من 320 مدانا بقضايا والإرهاب يعلنون “التوبة” عبر برنامج “مصالحة”

اختتمت صباح اليوم الثلاثاء، في السجن المحلي بسلا فعاليات الدورة الرابعة عشرة من برنامج مصالحة، الذي استفاد منه خلال هذه الدورة 21 نزيلاً محكومًا في قضايا التطرف والإرهاب، ليصل إجمالي عدد المستفيدين منذ بدء البرنامج إلى 322 نزيلاً.

وتأسس برنامج مصالحة بموجب اتفاقية شراكة تم توقيعها في 2 نونبر 2023، تنفيذا للتعليمات الملكية، بهدف الوقاية من التطرف العنيف وإعادة تأهيل وإدماج المحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب. يستهدف البرنامج تطوير أداء المستفيدين، ودعمهم بعد الإفراج عنهم، وصياغة برامج للوقاية من مخاطر التطرف.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، شدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ورئيس مركز مصالحة، أحمد عبادي، على أن برنامج مصالحة يعمل على ثلاثة مستويات رئيسية، هي المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع المجتمع بكافة قوانينه وتشريعاته ونظمه ومؤسساته.

وأوضح أن المصالحة مع الذات تشمل جميع أبعاد الشخص، بما في ذلك البعد الوجودي، الفكري، الوجداني، الاجتماعي، السيكوحركي، والذاكرة. تُعالج هذه الأبعاد بطريقة تكاملية لضمان تحقيق التوازن الشخصي.

أما بالنسبة للمصالحة مع النص الديني، فأول ما يتم توضيحه للنزلاء، وفق عبادي، هو أن النصوص الدينية تزيد عن 140 ألف نص مؤسس، وهذه النصوص لا بد من حقيبة عدة لفهمها بطريقة فيها نوع من العضوية والتكامل، وهي تتغيا إسعاد الإنسان في العاجل والآجل.

ولفت المتحدث إلى أنه تم تقاسم بعض مكونات حقيبة العدة المذكورة مع النزلاء، وهو الأمر الذي تم تقبله بشغف كبير من لدن المستفيدين من البرنامج، الذين كانوا يستشعرون مدى أهمية تملك هذه العدة لفهم النص الديني، مشيرًا إلى أن التقبل والتلقي بهذه الشاكلة يمكن من استيعاب الهندسة الكلية للدين، وتمثل دور الإنسان في العبور بالدين إلى ذاته وإلى مجتمعه من حوله.

واستمرت الدورة الرابعة عشرة لمدة أربعة أشهر ونصف، وشملت 232 ساعة من التكوين والتأهيل الديني والقانوني والحقوقي والسوسيو اقتصادي والنفسي، بالإضافة إلى الأنشطة الموازية مثل المسرح، الرسم، البستنة، ودعم القدرات في القراءة والكتابة والحساب.

وتميزت الدورة بتنظيم مناظرات بين المشاركين لبناء وتفكيك خطابات متطرفة، إلى جانب عرض شهادات عائلات ضحايا الأحداث الإرهابية، فيما عرف اللقاء الختامي حضور عدد من الشخصيات البارزة، من ضمنهم المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ورئيس مركز مصالحة، أحمد عبادي، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش.

يُذكر أن برنامج مصالحة انطلق في 2017، واستهدف السجناء المحكومين نهائيًا في قضايا التطرف والإرهاب ممن يبدون رغبتهم في المشاركة. وقد أُفرج عن 235 سجينًا، منهم 170 نزيلاً بعفو ملكي سامٍ، لتصل نسبة الاستفادة من العفو إلى 66.76% من مجموع المشاركين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *