اقتصاد

هل تجبر المنافسة شركة “العربية للطيران” على خفض أسعارها؟

قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إن دخول الشركة الإيرلندية “ريان إير” السوق المغربية وتوقيعها لاتفاق مع المملكة في عام 2023 شكل هاجسا أمام شركة العربية للطيران التي ظلت تحتكر الرحلات الداخلية لفترة طويلة.

وأوضحت أنه في الوقت الذي لا يشكل دخول شركة الطيران، منخفضة التكلفة والمصنفة الأولى أوروبياً، أي مشكل بالنسبة للخطوط الملكية المغربية، بالنظر إلى دورها في تطوير السياحة في البلاد، فإن لدى العربية للطيران الكثير لتخسره في مواجهة الشركة الإيرلندية.

وقالت المجلة إن “ريان إير” تخطط لبرنامجها الصيفي بما لا يقل عن 14 طائرة، بما في ذلك 7 طائرات في مراكش، ورحلات داخلية تربط أكادير والرشيدية والصويرة وفاس ومراكش ورزازات ووجدة وطنجة وتطوان، يتم تسويقها ابتداء من 330 درهما.

وفي دجنبر الماضي، ذكرت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، خلال حضورها لأشغال منتدى السياحة “سمارت”، المنظم بأحد فنادق مدينة أكادير، بأن برنامج شركة الطيران “رايان إير” سيتضمن ابتداءً من صيف 2024، افتتاح 11 خطاً جوياً داخلياً جديداً، نحو 9 وجهات مغربية.

وسيركز برنامج رحلات الشركة بالمغرب، على ثلاثة محاور رئيسية، ابتداء من صيف 2024، ويتعلق الأمر بإطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا، ووضع طائرتين مخصصتين لمدينة طنجة، وإطلاق خطوط جوية داخلية تربط بين 9 مدن مغربية.

وأضافت الوزيرة في كلمتها، بأن الوجهات تشمل كلا من أكادير، الرشيدية، الصويرة، فاس، مراكش، ورزازات، وجدة، طنجة، وتطوان؛ “وسيكون هذا العرض، الذي سيعطي دفعة غير مسبوقة للنقل الجوي الداخلي، إضافةً للحضور التاريخي للخطوط الملكية المغربية في هذا القطاع، بالإضافة إلى شركة العربية للطيران.

ونقلت المجلة الفرنسية عن فوزي زمراني، وهو منظم الرحلات السياحية ونائب الرئيس السابق للكونفدرالية الوطنية للسياحة قوله إن ريان إير وصلت إلى المغرب بفكرة الاستيلاء على مغاربة العالم، بالإضافة إلى السياح. وليس في المدن السياحية، مثل مراكش أو أكادير، ولكن في الوجهات التي كانت مهملة مثل وجدة وفاس وورزازاتز

وبما أن الاسواق التي تستهدفها ريان إير هي أسواق العربية للطيران التي تأسست عام 2009، فإن الأخيرة ستجد نفسها مجبرة على مقاومة حرب الأسعار التي “تشنها” الشركة الإيرلندية في أسواقها التقليدية.

وأوردت “جون أفريك” أنه على العربية للطيران مطابقة أسعار منافستها بأفضل ما تستطيع. “لكن الأمر ليس سهلا، بالنظر إلى قوة شركة Ryanair”، ومثلت لهذه الصعوبة بعرض شركة الطيران الأيرلندية لتذكرة ذهاب فقط من أكادير إلى فاس في 11 يوليوز بسعر 380 درهما (وفقا لمحاكاة أجريت في 8 يوليو)، مقابل عرض تقدمت به العربية للطيران لنفس الرحلة في 12 يوليو بسعر 464 درهما (43.46 يورو). وتتسع الفجوة أكثر بالنسبة للرحلات الأخرى، مثل الرحلة بين مراكش وفاس التي تكلف 228 درهما لريان مقابل ضعف هذا المبلغ للعربية للطيران”.

فرص واعدة للسياحة

وكان الخبير في القطاع السياحي، الزوبير بوحوت، قد أوضح ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن تعزيز النقل الجوي الوطني، عبر دخول شركات جديدة، مؤشر سيعزز النقل بين مدن المملكة كما سيمنح فرص واعدة للسياحة الداخلية، معتبرا أن الخطوة ستلعب دورا هاما في جعل الشركات الوطنية تقدم خدمات ذات جودة أكبر بتكلفة أقل، مع السماح للسياح بالسفر لوجهات داخلية ذات مؤهلات كبيرة، يصعب التوجه إليها بسبب صعوبة النقل الجوي وغلاء التذاكر ما يجعل نسبة كبيرة من المواطنين غير قادرين على زيارتها.

وشدد بوحوت على أن توزيع الرحلات الجديدة لهذه الشركة بشكل أفضل سيضمن عدالة مجالية في توزيع النشاط السياحي لمجموعة من المناطق وعدم جعلها محصورة في مناطق بعينها. لافتا إلى أن السياحة الدولية ستستفيد بدورها من تنوع شركات النقل الجوي داخل المغرب. وقال إن السفر “السلس” داخل مختلف المناطق المغربية، سيمكن الأجانب بدورهم من زيارة مجموعة من المناطق في إطار الخطوط الداخلية ذات التكلفة المنخفضة، ما يشجع السياحة الخارجية أيضا.

وأردف الخبير في المجال السياحي، أن قبول طلب شركة “ريان إير” من طرف الجهات المعنية، يتماشى وخارطة الطريق الموضوعة من قبل الحكومة لتعزيز المجال السياحي خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2026، مضيفا أن إشعاع المملكة كوجهة سياحية يستوجب توفر ناقلات قادرة على جلب السياح من مختلف دول العالم، لتحويل سائح محتمل إلى سائح حقيقي.

وقال بوحوت إن الاشتغال الآن يجب أن يرتكز على ضمان أثمنة مناسبة وعدالة مجالية لتستفيد كل مناطق المغرب من التطور المحقق. وبالتالي سيشكل هذا التطور فرصة للعديد من المناطق كدرعة تافيلالت وغيرها من المناطق الجنوبية، للاستفادة من هذا الازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • رشيد
    منذ سنة واحدة

    كلام غير دقيق لانه بملاحظة بسيطة ستجد ان خطوط رحلات العربية للطيران داخل المغرب ليست هي تماما وجهات رايان اير، و المنافسة غير كبيرة، اضافة إلى أن مداخيل العربية للطيران معتمدة على وجهات أوروبية و رحلات نحو تركيا.

  • Lemoine
    منذ سنة واحدة

    نتمنى من وزارة السياحة خلق خط يربط بين مطار بياريتز جنوب فرنسا بمطارات مغربية لان هناك جالية مغربية مهمة تتكبد عناء السفر إلى بوردو او تولوز او بلباو للذهاب إلى المغرب. سواءا كانت تعيش في الجنوب الغربي الفرنسي او الشمال الغربي الإسباني .

  • الصم- لاول
    منذ سنة واحدة

    ماد عني القنيطرة الرحلة من القنيطرة الى. القلعة السراغنة او من من السلا الى القلعة السرغنة

  • Saadi Hicham
    منذ سنة واحدة

    لما لا يتم ادراج كل من مدينة الداخلة والعيون

  • Moroccan
    منذ سنة واحدة

    الناظور والحسيمة، لايحق لهم الإستفادة من من هذا العرض، أم أن هذه المدينتين ليست مغربيتين؟ لماذا المنتخب المغربي يلجأ إلى أبناء هذه المناطق للعب معه، والدولة نفسها لا تهتم بمدنهم؟

  • حكيم
    منذ سنة واحدة

    العربية للطيران شركة ممتازة ولابد من المنافسة لتخفيض الاسعار نتمنى من رءيس الحگومة خلق شركة وتسميتها افريقيا للطيران

  • Hicham
    منذ سنة واحدة

    لابد لمريم بن صالح ان تخفض اسعار رحلاتها

  • Asmaa
    منذ سنة واحدة

    اتمنى ان يعيدوا النظر في أنظمتهم لم أجد أي شركة طيران تقوم بوزن الحقيبه الشخصية ولا حقيبة اللابتوب شيء مخزي فعلا