اقتصاد، مجتمع

فلاحون يرفضون زارعة الأصناف الجديدة من “الهندية”.. ومهني يوضح الأسباب

تشهد زراعة التين الشوكي المقاوم للحشرة القرمزية، التي تم تطويرها من قبل وزارة الفلاحة ضمن جهودها لمكافحة هذه الآفة، تحديات جديدة، وعلى الرغم مما تقدمه هذه الأصناف من حلول جديدة لمكافحة الحشرة والتقلبات المناخية، إلا أنها تواجه صعوبة في الانتشار كون أنها تحتوي على بذور كبيرة وسميكة ما يجعلها صعبة الاستهلاك بالنسبة للمواطنين.

ونتيجة لذلك، يُبدي بعض المزارعين تخوفهم من زراعة هذه الأصناف، خوفًا من عدم إقبال المستهلكين عليها، معتبرين أن الأصناف الجديدة موجهة للقطاع الصناعي، وليس للاستهلاك.

عبد الوافي، مزارع بمنطقة دكالة أكد أن أنواع التين الشوكي المقدمة من طرف الوزارة تحتوي على كميات كبيرة من البذور “العظام”، ما أدى إلى عزوف المزارعين عن زراعتها، مفضلين زراعة التين الشوكي التقليدي مع العمل على علاجه لمحاربة الحشرة القرمزية.

وأوضح المهني، أن الأصناف الجديدة يتم زراعتها في بعض المناطق المحددة، إذ يتم توزيعه على بعض التعاونيات التي تعمل بدورها على توزيعه داخل العديد من المناطق.

وأشار المتحدث ضمن تريحه لـ “العمق” إلى أن التعاونيات المعنية تهدف من خلال زراعة هذه الأصناف إلى توجيه المنتوج نحو قطاع صناعة الزيت، ما يؤكد أنها موجهة للقطاع الصناعي وليس للاستهلاك.

وخلص الوافي بالتأكيد، على أن المزارعين بمنطقة دكالة قاموا باقتلاع هذه الأصناف بعد زراعتها، كون أنها غير موجهة للاستهلاك.

تعليقا حول هذا الموضوع، أوضح خبير المجال الفلاحي، رياض وحتيتا، إلى أن طرح الأصناف الجديدة تأتي في إطار البحث العلمي، مشيرا إلى أن المعهد الوطني للبحث الزراعي هو من عمل على استخلاص أصناف جديدة من التين الشوكي، مقاومة للظروف المناخية القاسية التي أضحى يعيشها المغرب، بالإضافة إلى مقاومة الحشرة القرمزية.

وأضاف الخبير أن هذه الأصناف الجديدة المطورة موجهة للقطاع الصناعي، أكثر من الاستهلاك، معتبرا أن هذا المعطى من بين أهم المؤشرات التي تفسر ارتفاع الثمن، خاصة وأن الإنتاج مازال في بداية والقطاع الصناعي مربح أكثر، إذ أن البذور الكثيفة التي تحتوي عليها الفاكهة توجه لصناعة الزيوت والباقي يوجه لصناعات أخرى مثل صناعة المربى وبعض مستخلصات التجميل.

وأشار المتحدث في تصريح لـ “العمق” إلى أن الأصناف الأصناف الجديدة تم تطويرها حديثا، ما يستوجب وقت أطول للترويج والتسويق، وبالتالي الاستفادة من هذه الأصناف لن يتم إلا بعد ثلاثة أو خمس سنوات.

واعتبر وحتيتا، أن هذه الأصناف موجهة للاستهلاك أيضا بيد أنها في الفترة الحالية توجد هيمنة من قبل المجال الصناعي، غير أن وفرة الإنتاج في المستقبل ستجعل الفاكهة موجهة للاستهلاك أيضا.

وشدد المختص على أن إقناع المزارع من أجل زراعة هذا الأصناف سيأخذ وقتا أطول، إذ من الممكن أن يقوم الفلاح في القادم من الأيام بشراكة مع وحدات للتصنيع والتثمين.

وسجل خبير المجال الفلاحي، أن السياسة المعتمدة مبرمجة منذ سنوات، حيث أننا اليوم نفقد المنتوج الوطني الأصلي لصلاح أصناف جديدة، خاصة وأن الأمر لا يتعلق فقط بالتين الشوكي، إذ يصل أيضا للبطيخ الأحمر، والطماطم وغيرها.

وختم رياض وحتيتا، بالتأكيد على أن تخوفات المهنيين معقولة، كون أن البذور الكثيفة داخل هذه الفاكهة يصعب هضمها.

جدير بالذكر أن الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أكد فيما سبق، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تمكنت من تطوير 8 أصناف جديدة من التين الشوكي المقاوم للحشرة القرمزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حميمز
    منذ سنة واحدة

    عوض زراعة أصناف هجينة كان الأولى البحث عن دواء لمقاومة الحشرة القرمزية.حتى حاجة ما بقات طبيعية لا حول ولا قوة الا بالله

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    إنهم في الطريق الصحيح لي تجويع المغرب القضاء علي كل ماهو طبعي علي الشعب المغربي أن يستفيق قبل فوات الأوان مخططات تنفذ بعد سنين طويلة المغرب رحمة الله عليه

  • عائشة
    منذ سنة واحدة

    هدف إسرائيل أن يقضي على كل ماهو طبيعي وإدخال مايود تجارته لذا ومساعدة من الخونة استبدلوا ماهو طبيعي بماهو متلاعب به جينيا

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    تنسو اخنوش يجيب ليكم المرض غي زرعوها

  • جديدي
    منذ سنة واحدة

    على المزارعين أنفسهم أخد القرار المناسب لهم . فاذا كان هدفهم انتاج التين لصناعة الزيوت فهذا النوع يوافقهم 100 ٪ . اما اذا كان هدفهم انتاج فاكهة للاستهلاك اليومي فهي لا تصلح لهم بتاتا ما دامت تحتوي على نسبة عالية من البدور . و لا يخفى عليكم الضرر الذي يسببه بذور التين الشوكي للمستهلك .

  • مواطن
    منذ سنة واحدة

    الحشرة القرمزية كانت الآفة التي جاء بها أخنوش صمن مخططه الأخطر ليقضي على التين الشوكي البلدي فاكهة الفقراء. واستبذالها بأخرى تم التلاعب فيها جينيا. كما فعلوا مع المنتوجات الزراعية المحلية ذات الجودة العالية كالقمح والطماطم والبطيخ الأحمر...لتضع وزارة الفلاحة أمننا الغذائي تحت رحمة الشركات العالمية.

  • يوسف
    منذ سنة واحدة

    لا بديل للهندية للاصلية لا في المداق ولا في الشكل ولا في المنفعة التي يحربونها بعد مخطط الأسواد عفوا الاخضر بإعدامها بواسطة حشرة التي استوردوها من امريكا اللاتينية