الحرارة تهدد المحاصيل الزراعية بالمغرب وخبير يحذر من مخاطرها على الإنسان

نبه خبراء في المناخ إلى أن المغرب سيشهد موجة حرارة استثنائية وعالية خلال فصل الصيف الذي يتميز بانتهاء ظاهرة “النينيو” (ارتفاع في درجة حرارة المياه السطحية) وتبعاتها، التي ستتسبب في سنة أخرى حارة كما هو الشأن بالنسبة لسنة 2023 التي سجلت أرقامًا قياسية في درجة الحرارة.
وحذروا من انعكاسات سلبية على الزراعات الصيفية، خاصة بعض الخضروات كالطماطم، وتأثيرات قد تصل إلى السلامة الصحية للإنسان، وأخرى تنعكس على البيئة، بسبب الارتفاع المستمر في درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
هذا الارتفاع في درجة الحرارة، بحسب محمد بنعبو، الخبير في المناخ، ينتج عنه عدة آثار سلبية على الإنسان، وعلى المحاصيل الزراعية، من خضر وفواكه وأشجار مثمرة تصبح في حالة منهكة ومستنزفة، ناهيك عن وضع المغرب خلال السنوات الأخيرة المتسم بالجفاف وسنة ثالثة على التوالي من الإجهاد المائي، وما يترتب عن ذلك من تهديد على حياة الزراعات والمنظومة البيئية بصفة عامة.
هذه السنة ستكون أقل إنتاجًا لأشجار الزيتون، يقول بنعبو في تصريح لجريدة “العمق”، موضحًا أن الصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك كبير في الحالة الفسيولوجية للنباتات، وهو أمر ناتج عن الاختلاف المفاجئ في الشحنات الحرارية، حيث تمر تارة من درجات حرارة دنيا إلى أخرى قصوى.
واعتبر أن ذلك “سيؤثر بشكل كبير على النمو السريع والمفاجئ لعدد كبير من المزروعات، وهو النمو الذي ينعكس على الجودة والكمية وعلى شكل عدد كبير من الخضر والفواكه، ويتسبب في ظهور الأمراض والحشرات التي تؤثر على جودة المنتج”.
هذا الارتفاع الذي يؤدي إلى سرعة في إنضاج الثمار، سواء تعلق الأمر بالخضروات أو الفواكه، يؤثر سلبًا على صحة المواطن عند تناولها، لكونها لم تمر من المراحل الطبيعية للنضج ولم تأخذ الوقت الكافي لنموها، يتابع بنعبو، موضحًا أن الظروف المناخية المواتية للزراعة هي حيث تتوفر الرطوبة والأرضية الكافية.
ومن بين الحلول المستعجلة لمعالجة تداعيات درجات الحرارة المرتفعة، ينصح الخبراء بأن يتم ري المزروعات والخضروات والفواكه في الفترات الصباحية المبكرة، مؤكدين أن في هذه الفترة التربة والخضروات تكون في حالة طلب للماء وتستفيد منه، عكس وسط وآخر النهار حيث تكون التربة مشبعة بطاقة حرارية مفرطة لا تسمح بالاستفادة من السقي، مشيرين إلى أن فصل الصيف يكون منهكًا للمزروعات وينتج منتجات كالطماطم، التي تجهز بكميات كبيرة في وقت وجيز ويتم إتلافها من قبل المزارعين.
وتؤثر درجة الحرارة على الإنسان، الذي لا تتجاوز درجة حرارته في مستوياتها العادية 37 درجة مئوية، وفي هذا الإطار قال الخبير “سلوك الإنسان يتأثر بشكل لا إرادي، وتواجه الفئات الهشة كالأطفال والمسنين ومن يعاني من أمراض مزمنة صعوبات في التنفس”.
وتابع في ذات السياق، أن الحرارة المرتفعة تتسبب في تأثيرات سلبية على تركيز الإنسان ودماغه، وعلى الأوعية الدموية، وحركية الجسم، منبها إلى ضرورة أخذ الحيطة كي لا يفقد الجسم نسبة كبيرة من الرطوبة، الشيء الذي يؤدي إلى آلام على مستوى المفاصل والعضلات وغيرها من الأعراض الجانبية.
اترك تعليقاً