
تطالب ساكنة “كاريان كوميرا” بمقاطعة الحي الحسني في العاصمة الاقتصادية للمغرب، بالتدخل بشكل عاجل لإيجاد حلول تنقذها من الظروف “الكارثية والمزرية” التي تعيش فيها منذ أكثر من 23 سنة، “دون أي التفاتة من طرف السلطات المختصة”.
إحدى المتضررات قالت في تصريح لجريدة “العمق”، إن ساكنة “كاريان كوميرا” تعيش وسط “مزبلة حقيقية، وهم عرضة لمختلف أنواع الحشرات السامة”، مشيرة إلى أن وضعية الساكنة “مزرية وكارثية” نظرًا لحرارة الطقس في الصيف وتعرضهم للفيضانات في الشتاء.
متضرر آخر أفاد لجريدة “العمق” أن الساكنة تتلقى بشكل متكرر ومستمر وعودًا لتحسين وتسوية وضعيتهم عبر خلق ملاعب قرب ومدارس ومرافق حيوية، إلا أنها تبقى “وعودًا كاذبة”، على حد تعبيره.
وأضاف أن المنتخبين يزورون “كاريان كوميرا” فقط في فترات الانتخابات، مشيرًا إلى أن “السلطات المحلية هي من تتدخل بين الفينة والأخرى لمساعدة ساكنة الكاريان، خاصة في حالات الفيضانات”.
متضرر آخر قال أيضًا في تصريح لـ”العمق” إن الساكنة تعاني باستمرار من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وأن من بين الساكنة من يستعمل آلات التنفس الاصطناعي، مشيرًا كذلك إلى مشكلة أخرى تتعلق بضيق الأزقة، التي لا تكاد مساحتها تتجاوز 30 أو 40 سنتيمترًا.
وأشار المتحدثون الذين صادفتهم الجريدة إلى أن مطالبهم لا تتعدى ضمان مسكن وعيش كريم وخلق مدارس وملاعب للأطفال، وأن هذه المطالب تستدعي تدخلاً سريعًا للقضاء على دور الصفيح بصفة نهائية، تماشيًا مع مقتضيات برنامج “مدن بدون صفيح” الذي أعطيت انطلاقته يوم 24 يوليوز 2004 من طرف الملك محمد السادس.
الوزارة توضح
في هذا الإطار، أوضح الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف الحسني، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الإحصائيات الأخيرة توصلت إلى وجود 120 ألف أسرة معنية ببرنامج توزيع الشقق الجاهزة، منها 62 ألف بجهة الدار البيضاء والباقي موزع على جهات المغرب.
وأشار الحسني إلى أن 22 ألف أسرة استفادت من المشروع المذكور بكل من الصخيرات وتمارة في غضون سنتين فقط، مشيرًا إلى أن المقاربة المعتمدة سابقًا بتوزيع أراضٍ على الأسر المعنية أبانت أنها تستنزف العقار وتؤخر عملية ترحيل ساكنة دور الصفيح، لذلك تم التفكير في مقاربة جديدة تمنح المستفيدين شققًا جاهزة.
إقرأ أيضا.. يتراوح بين 15 و20 مليون..أخنوش يعلن إقرار دعم مباشر للقضاء على دور الصفيح
وأضاف المتحدث أن وزارة الإسكان قد قررت اقتناء شقق جاهزة، مشيرًا إلى أن الدعم الذي خصصته الدولة بلغت قيمته 150 ألف درهم بالنسبة للسكن الذي يبلغ ثمنه 250 ألف درهم، و200 ألف درهم بالنسبة للسكن الذي تبلغ قيمته 300 ألف درهم.
جدير بالذكر أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش أعلن بداية الشهر الجاري إقرار دعم خاص بإعادة إيواء قاطني دور الصفيح تتراوح قيمته ما بين 15 و20 مليون سنتيم لكل أسرة تقطن بدور الصفيح، والذي يروم معالجة الوحدات السكنية المتبقية في إطار برنامج “مدن بدون صفيح”.
وكشف أخنوش ضمن منشور وجهه للوزراء والوزراء المنتدبين والمندوبين السامين والمندوب العام أن الإحصاء الأولي الذي أجرته الوزارة المكلفة بالإسكان بخصوص العدد المتبقي من دور الصفيح، مكن من حصر حوالي 120 ألف وحدة سكنية موزعة على مختلف ربوع التراب الوطني، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وبهدف القضاء على السكن غير اللائق.
إقرأ أيضا.. رصد 18 مليار درهم لترحيل 62 ألف أسرة تقطن بدور الصفيح بالبيضاء قبيل 2030
في سياق متصل، سبق أن صادق مجلس جهة الدار البيضاء-سطات على مشروع اتفاقية شراكة تهدف إلى القضاء على دور الصفيح في عمالة الدار البيضاء وأقاليم النواصر ومديونة وعمالة المحمدية. تنص الاتفاقية على ترحيل قاطني “الكاريانات” إلى شقق سكنية، توفيرًا لظروف حياة كريمة لهم، وتسريعًا لوتيرة إعادة الإيواء.
تشارك في تمويل هذا المشروع الضخم مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير ووزارة الاقتصاد والمالية ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، إلى جانب ممثلين عن الجماعات الترابية المعنية.
التزم مجلس جهة الدار البيضاء-سطات بتمويل قدره 500 مليون درهم، بينما التزمت وزارة الاقتصاد والمالية بمبلغ 3.753 مليار درهم، في حين تعهدت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بتمويل عبر دفعتين تبلغ كلفة الأولى 2.480 مليار درهم ثم 5.013 مليار درهم. كما ستساهم مديرية أملاك الدولة بكلفة مالية قدرها 700 مليون درهم.
اترك تعليقاً