مجتمع

نبهوا إلى خطر اندثار الواحات.. فلاحون ونشطاء بيئيون يطالبون بإعلان زاكورة منطقة منكوبة (فيديو)

تعاني واحات زاكورة وضعا صعبا سببه التغيرات المناخية القاسية التي يمر بها المغرب. فارتفاع درجات الحرارة وقلة التساقطات المطرية، ساهما في الموت البطيء لآلاف أشجار النخيل المثمرة في المنطقة، التي كانت تشكل مصدر رزق أساسي للآلاف من الأسر.

فالجفاف يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، ما يُؤثر سلبًا على اقتصاد المنطقة ويُهدد سبل عيش السكان، ناهيك عما يتسبب فيه من أزمات اقتصادية واجتماعية وبيئية، وهو ما دفع العديد من السكان للهجرة نحو المدن.

هذا الواقع المرير دفع ساكنة المنطقة إلى اللجوء للفضاء الرقمي وإطلاق هاشتاك تحت عنوان “أنقدوا واحات المغرب قبل فوات الأوان” عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعون فيه إلى إنقاذ هذه الواحات من الاندثار.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال صالح الداودي، وهو فلاح بمنطقة أسرير المشان زاكورة، “نحن متضررون جدًا، أنا واحد من 20 ألف متضرر، كان لدينا الكثير من الإنتاج وفجأة لم نعد نجد ما نأكله”.

ودعا إلى تضافر جهود الجميع “لإيجاد حلول لهذه المعضلة”، مسجلا أنه في الثمانينات كانت المنطقة تحقق الاكتفاء الذاتي، إلا أن الجفاف أدى انعدام المحصول، كما أن غالبية السكان شرعوا في هجرة المنطقة، خصوصا الشباب، بحثا عن حياة أفضل رفقة عائلاتهم.

وذكر المتحدث أن الجفاف تسبب في موت 99% من أشجار النخيل، وعلى الرغم من صمود بعض الأشجار إلا أصحابها بذلوا مجهودات كبيرة في الحفر للبحث عن المياه وكافحوا من أجل إبقائها على قيد الحياة.

وتابع: “في الثمانينات كان الجفاف لكن حاولنا التصدي له بحفر الآبار، فأنا شخصيا لدي ستة آبار لكن الوضع لم يسؤ الى درجة ما وصلنا اليه اليوم، فأشجار النخيل أغلبها ماتت بسبب الجفاف ولم يبق لنا شيء”.

ونبه المتحدث إلى خطر الحرائق، فالجريد اليابس المتراكم بتسبب في اندلاع حريق في المنطقةيصعب السيطرة عليه، مشيرا إلى أن عدم وجود الطرقات لمرور سيارات الإطفاء يعقد الوضع أكثر، “فمؤخرا نشب حريق ولم نستطع إخماده إلا بصعوبة بالغة، فلا نتوفر إلا على سطول ملأناها بالمياه ولم تجد نفعا، لكن حالفنا الحظ لعدم وجود رياح”.

ودعا الداودي إلى إيجاد حلول لإنقاذ المنطقة وسكانها، قائلا إن “أنقذنا سكان المنطقة فهذا بمثابة إنقاذ استقرار الوطن في جميع واحات المغرب”، مضيفا “نتمنى أن يتم سماع صوتنا”.

من جهته، أكد عبد الوهاب نجيب، عضو في جمعية أصدقاء البيئة في زاكورة، أن الواحات اليوم في وضع صعب وتعيش مجموعة من الإكراهات بسبب توالي سنوات الجفاف منذ 2014 إلى يومنا هذا، مما أثر بشكل كبير على الخزان المائي سواء تعلق الأمر بالمياه السطحية أو الباطنية.

لقد تراجعت المياه الجوفية بعدة أمتار سنة بعد سنة، يقول المتحدث، ما أثر بشكل كبير على قطاع النخيل الذي يشكل المورد الأساسي للعيش عند ساكني الواحات، بالإضافة إلى التأثير السلبي للتغيرات المناخية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل مهول.

وأشار المتحدث، في تصريح لـ”العمق”، إلى ارتفاع درجة الحرارة في في فصل الصيف تصل  ما يزيد عن 50 درجة مئوية، منبها إلى ظاهرة زحف الرمال التي تزايدت بشكل كبير، فقد كانت تقدر بـ 200 هكتار، واليوم وصلت إلى ما يزيد عن 1000 هكتار، ناهيك عن الحرائق التي ساهمت بشكل كبير في تدهور الوضع داخل الواحة، إذ أنه منذ بداية الحرائق تم خسارة ما يفوق 40 ألف نخلة.

وأضاف نجيب: “بعدما كانت الواحات خضراء تتميز بتنوع في الموارد الطبيعية، اليوم أصبحت مهددة بالانقراض بسبب العوامل المناخية وأيضًا السياسات العمومية التي كانت خاطئة في المجال التنموي للواحات: وعلى هذا الأساس تم إطلاق هاشتاغ تحت عنوان ‘أنقذوا واحات المغرب قبل فوات الأوان’.

وتابع أنه هذه الحملة بمثابة “نداء لجميع الضمائر الحية والغيورين على المنطقة والمجال الواحي، وأيضا للفت الانتباه للمسؤولين والجهات الحكومية من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لإعداد برنامج تنموي خاص بالواحات والوقوف على حلول آنية واستعجالية لإنقاذ هذا الإرث الحضاري والإنساني، لأنه سيكون بمثابة وصمة عار في جبين كل من يستطيع المساعدة ولم يفعل. ففي ظل الوضع الكارثي للواحة، فقد تحولت لمقابر وأطلال”.

وأشار إلى مطالبة جمعيته بإعلان زاكورة منطقة منكوبة، في ملتمس للسلطات، داعية إلى خلق إطار مؤسساتي يعنى بتدبير الشأن المائي داخل مجال الواحة، وكذا خلق وكالة خاصة بتنمية الواحات وتحقيق العدالة المجالية، “فمجموعة من السدود المنشأة لم تستفد منها الواحة رغم حاجتها الماسة للسدود، وذهبت لمناطق ليست لها الأولوية وصغيرة في الحجم مقارنة مع واحات فزواطة وترناتة والمحاميد وكتاوة”.

وشدد على وجوب إعداد برنامج تنموي خاص بإقليم زاكورة ومنطقة الواحات يراعي خصوصيات المنطقة والوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة، لتحقيق الأمن المائي والغذائي لسكان المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • المصطفى تشاحMOSTAFA TOUCHAH
    منذ سنة واحدة

    مؤسف أن ينتظر المسؤولون.حتى اندثار 99/° من أشجار النخيل بزاكورة.دون التحرك والتفكير ولو في حلول مؤقتة.وأعني استغلال الفرشات المائية الباطنية،foragesDes احداث ثقوب .في انتظار تساقطت مطربة مهمة.هذا الفعل سيجنب الهجرة.إلى مدن أخرى مجاورة.مع مايقرب على ذلك من تداعيات،امنية،واقتصادية،واجتماعية وبيئية. لا أعتقد أن هنالك حل آخر لمعضلة الجفاف. إلا تعبئة الامطار،على قلتها،بناء سدود تلية. ...أو "مطفيات" كبيرة قادرة على احتواء كمية كبيرة من المياه،يمكن اللجوء إليها وقت الحاجة،والضرورة.وفي ذلك حلحلة مؤقتة لمشكل الندرة،وشكرا

  • المصطفى تشاحMOSTAFA TOUCHAH
    منذ سنة واحدة

    مؤسف أن ينتظر المسؤولون.حتى انظار 99/° من اسجار النخيل بزاكورة.دون التحرك والتفكير ولو في حلول مؤقتة.وأعني استغلال الفرشات المائية الباطنية،foragesDes احداث ثقوب .في انتظار تساقطت مطربة مهمة.هذا الفعل سيجنب الهجرة.إلى مدن أخرى مجاورة.مع مايقرب على ذلك من تداعيات،امنية،واقتصادية،واجتماعية وبيئية. لا أعتقد أن هنالك حل آخر لمعضلة الجفاف. إلا تعبئة الامطار،على قلتها،بناء سدود تلية. ...أو "مطفيات" كبيرة قادرة على احتواء كمية كبيرة من المياه،يمكن اللجوء إليها وقت الحاجة،والضرورة.وفي ذلك حلحلة مؤقتة لمشكل الندرة،وشكرا