سياسة

“البوليساريو” تصعد ضد المغرب و”تتحرش” بدرك المملكة في “قندهار”

أثارت تحركات السلطات المغربية قرب الحدود مع موريتانيا من أجل تطهير المنطقة الحدودية من عمليات التهريب غضب “البوليساريو”، مما دفع الانفصاليين إلى وضع وحدات عسكرية في نقاط أشغال تعبيد الطريق التي تقوم بها السلطات المغربية في منطقة “الكركرات” التي تعرف باسم “قندهار” أيضا.

وقال عضو الأمانة الوطنية لـ”البوليساريو” عبد الله لحبيب، إن أي توتر بمنطقة “الكركرات” بعد قرار المغرب الذي يدعي أنه “خطير وينتهك الاتفاق العسكري (اتفاق وقف النار)، والذي ستكون تأثيراته خطيرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار القائم بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب”.

وأشار لحبيب، لموقع “المستقبل الصحراوي” التابع لـ”البوليساريو” إلى أن قوات مسلحة تابعة للجمهورية الوهمية انتشرت بالمنطقة لمنع أي نشاط مغربي بما فيه منع مواصلة تعبيد الطريق التي شرع فيها بهدف تعديل الوضع القائم منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأضاف القائد الانفصالي أن فرقة عسكرية تتكون من أكثر من 10 سيارات، وصلت في الساعة السادسة والنصف صباحا، على بعد 200 متر من الطريق التي تجري فيها أشغال تعبيده بحماية من الدرك الملكي، في حين لم تقدم أي جهة رسمية توضيحا حول الموضوع.

وكانت ولاية الداخلة أعلنت، في بلاغ لها، عن الشروع في تعبيد مقطع طرقي يربط التراب المغربي بالمركز الحدودي مع موريتانيا، في خطوة تقارب ضمن سياق موسوم بالتوتر بين البلدين، بغرض تسهيل عمليات تبادل السلع بين البلدين ومحاربة ظاهرة التهريب عبر الحدود، وهي الخطوة التي قامت السلطات الجمركية باستباقها قبل أيام قليلة من خلال شن حملة تطهيرية بمنطقة “قندهار” على التهريب بالمنطقة.

من جهتها، أفادت مصادر مطلعة لـ”العمق المغربي” أنه ما لا يقل عن عشرين انفصاليا يحملون السلاح من نوع “كلاشينكوف” يتواجدون بمنطقة “قندهار” على بعد مسافة قليلة من رجال الدرك، كما أفادت منابر إعلامية موريتانية أن نواكشوط هي الأخرى رفعت حالة التأهب على حدودها الشمالية ونقلت عتادها الحربي من العاصمة إلى نواذيبو.

موقف “كيمون”

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حث أمس الإثنين، المغرب وجبهة “البوليساريو” على “وقف أي عمل يمكن أن يغير الوضع القائم في الصحراء أو يؤدي إلى التصعيد بينهما”، وفق بيان صادر عنه.

وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فقد دعا الأمين العام، الجانبين إلى “السماح لبعثة الأمم المتحدة “مينورسو” بإجراء مناقشات مع كل منهما حول الوضع الحالي في أقصى جنوب الصحراء، قرب حدود موريتانيا، معربا عن “القلق البالغ إزاء الوضع المتوتر في الشريط الضيق الواقع أقصى الجنوب الغربي للصحراء، بين الساتر الترابي المغربي والحدود الموريتانية”.

وعزى بيان “بان كي مون”، التوتر الحالي بين الجانبين إلى “تغيير الوضع القائم، ونشر وحدات مسلحة من المغرب والبوليساريو على مسافة قريبة من بعضهما” مؤكدا على ضرورة “احترام نص وروح اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين (الموقع بينهما عام 1991)”.

وكان المغرب، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أنه شرع في رصف محور طرق بمنطقة في أقصى جنوب إقليم الصحراء، قرب حدود موريتانيا، بهدف “الحد من الأنشطة غير القانونية التي تشهدها المنطقة، وتسهيل العملية التجارية بين البلدين”، وذلك بعد أيام من اتهامات جبهة “البوليساريو” للرباط بالقيام بتحركات عسكرية بالمنطقة.

كما نددت جبهة “البوليساريو”، عبر رسالة بعثت بها إلى الأمم المتحدة، بـ”تحركات عسكرية للقوات المغربية في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء”.