المغرب يبدع في إدماج الموضة والرياضة بأولمبياد باريس

ظهرت المغربية آية أسقاس، لاعبة التزلج على اللوح، بالألعاب الأولمبية باريس 2024، بشكل لافت، في زي مغربي، ارْتَأَت الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية، والمصممة سميرة حمدوشي، من خلاله إدماج الموضة والرياضة وتسليط الضوء على الثقافة المغربية، في هذه التظاهرة العالمية.
واختارت الجامعة، اللاعبة آية أسقاس، التي حققت إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق كأول لاعبة إفريقية وعربية تتأهل للمشاركة في منافسات التزلج على اللوح «Skateboard-Park» للسيدات، بالألعاب الأولمبية، لتكون الوجه الإعلاني لرياضتها وأيضا لتجسد بعض مظاهر التراث الثقافي الوطني الأصيل، الذي يمثله كل من الزليج والقفطان المغربيين، من خلال زيها المازج بين الثراث المغربي والرياضة المعاصرة.
واتجهت الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة إلى التعاون مع مصممة الأزياء سميرة حدوشي، لتصميم ألواح تزلج حصرية لآية أسقاس، مزينة بأنماط تقليدية مغربية مثل الزليج والقفطان، لتجسد التكامل المغربي التام، من خلال المزج بين التراث المغربي العريق والتصاميم العصرية، مما يوفر رؤية عالمية جديدة للفن والموضة المغربية ويعزز مكانة المغرب كبلد يجمع بين الأصالة والحداثة.
ويجسد هذا التعاون بين الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة وسميرة حدوشي روح الرياضة والثقافة في المغرب، بالإضافة إلى الابتكار والإبداع الذي يميز المملكة، وتعكس جهودهما المشتركة تنوع التراث المغربي، وتمهد لإمكانية إدماج الفنون التقليدية في سياقات حديثة وعالمية، كما يسهم هذا التعاون بين الرياضة والفن في تعزيز صورة المغرب كبلد تتناغم فيه الأصالة مع الحداثة، مما يبرز قدرة الثقافة المغربية على التكيف والازدهار على الصعيد الدولي.
وفي هذا الصدد صرح رئيس الجامعة: “نحن نثق في قدرات الرياضيين الشباب ونسعى جاهدين لتوفير أفضل الظروف لهم للتفوق. لقد أولت الجامعة اهتمامًا خاصًا برياضة التزلج على اللوح، حيث قدمت الدعم اللازم للاعبين منذ البداية، وهذا الإنجاز هو ثمرة هذا الاستثمار. سنواصل دعم هذه الرياضة وتعزيز بنيتنا التحتية لتمكين مواهب أخرى من التألق على الساحة الدولية. نطمح إلى تعزيز مكانة المغرب في المنافسات الدولية كخطوة قادمة، من خلال ضمان وجود قوي ومستمر في عالم الرياضات الحضرية.”
في السياق ذاته، صرحت سميرة حدوشي: “ستكون مشاركة آية بإبداعاتي بمثابة تجربة لا تُنسى. مساهمتي في هذه المغامرة الأولمبية من خلال تعزيز ثراء ثقافتنا للعالم فخر عظيم. كان التعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة أمرًا حاسمًا لترويج ثقافتنا ودعم الرياضين الشباب في الساحة الدولية.”
ويذكر أن آية أسقاس البالغة من العمر21 سنة، حققت إنجازا رياضيا كأول لاعبة إفريقية وعربية تتأهل للألعاب الأولمبية في رياضة التزلج على اللوح، فبعد تألقها في التصفيات التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة والصين وهانغاريا، بصمت إسمها في سجل الرياضة المغربية والإفريقية والعربية، حيث تعتبر مشاركتها في دورة باريس 2024 رمزًا للعزيمة، ملهمة بذلك الأجيال الشابة على الصعيدين الإفريقي والعربي. إن إنجاز آية لا يعكس فقط موهبتها الفردية، بل يعكس أيضًا تقدم الرياضة النسائية في إفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة في المستقبل.
وتعمل الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة تعمل على الارتقاء برياضة التزلج على اللوح منذ إحداثها و تلتزم بتطويرها وإشاعتها بين الأطفال والشباب، كما تسعى إلى تعزيز وهيكلة هذا الفرع الرياضي من خلال تنظيم مسابقات وطنية ودولية ومعسكرات رياضية، ودورات تدريبية وتكوينية في مجالي التحكيم والتدريب. وتُعتبر رياضة التزلج على اللوح، التي تجمع بين المهارة الفنية والإبداع، رياضة حضرية ناشئة في المغرب.
حدير بالذكر أن الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة جمعية رياضية تهدف إلى النهوض بالرياضات الحضرية وجميع التخصصات المرتبطة بها في جميع أنحاء المملكة، من أجل الدفاع عن ألوان المغرب على الصعيد الدولي. وتأسست الجامعة في عام 2017 تحت إشراف الوزارة الوصية على قطاع الرياضة، وتتمثل مهمتها في تطوير وتنظيم وتأطير الرياضات الحضرية في المغرب من أجل الارتقاء بها. وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، تنظم هذه الجامعة العديد من الفعاليات والمسابقات لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضات الحضرية مثل التزلج على اللوح. كما تلتزم بدمج هذه الرياضات في المؤسسات التعليمية لتوسيع قاعدة الرياضيين الممارسين والتوعية بأهمية هذه التخصصات.
اترك تعليقاً