سياسة

هل يخفف اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ضغط المعارضة على بيدرو سانشيز؟

يشكل إعلان فرنسا دعمها لمغربية الصحراء في الرسالة التي وجهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، منعطفًا هامًا في مصير هذا النزاع المفتعل، وقد يحمل في طياته تأثيرات مباشرة على الساحة السياسية في إسبانيا، حيث يُعتبر هذا الإعلان فرصة ثمينة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، لتخفيف الضغوطات المتزايدة التي تعرض لها منذ اتخاذه نفس الخطوة في عام 2022.

حينذاك، واجه سانشيز سيلاً من الانتقادات من قبل أحزاب المعارضة وحتى من بعض حلفائه في الحكومة، وبالتالي من الممكن أن يسهم الموقف الفرنسي الجديد في تخفيف تلك الضغوط، وإعادة توجيه النقاش السياسي نحو دعم أكبر لحل نزاع الصحراء بما يتماشى مع المصالح الإقليمية والدولية، مما يعزز من فرص تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

في هذا السياق يرى خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء بإمكانه التخفيف من الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الإسباني، بيدرو سانشيز من قبل أحزاب المعارضة والجبهات الخارجية.

واعتبر معتضد، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”،  أن دعم فرنسا كواحدة من أكبر القوى الأوروبية، يعزز من مصداقية الموقف الإسباني ويدعم موقف الحكومة الإسبانية في مواجهة الانتقادات الداخلية والخارجية، كما يمنح سانشيز مساحة أكبر للمناورة السياسية ويقلل من حدة الانتقادات من قبل الأحزاب المعارضة التي تعارض تغيير الموقف التقليدي لإسبانيا.

وأوضح المتحدث ذاته، أن الاعتراف الفرنسي يعزز أيضاً من موقف إسبانيا على المستوى الأوروبي، إذ أنه وبفضل دعم فرنسا، يمكن أن يتشكل توافق أوروبي أوسع حول القضية، مما يسهم في تقليل الضغوط الخارجية التي يتعرض لها سانشيز، علاوة على ذلك فإن هذا التوافق يمكن أن يساعد في تعزيز موقف الحكومة الإسبانية وتخفيف الانتقادات من الجبهات الدولية التي تعارض المخطط المغربي للحكم الذاتي.

وأضاف المحلل السياسي، أن دعم فرنسا يمكن أن يكون له تأثير مباشر على السياسات الداخلية في إسبانيا، إذ أنه وبفضل هذا الدعم، يمكن لسانشيز أن يقدم حججاً أقوى أمام الأحزاب المعارضة بأن موقفه يتماشى مع التوجهات الدولية والأوروبية، ما يمكن من تقليل الضغوط السياسية الداخلية ويعزز من استقرار حكومته.

وحسب المصدر ذاته، فإن هذا الاعتراف يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا بشكل أكبر، خاصة وأن الخطوة الفرنسية من شأنها تعزيز الثقة بين مدريد والرباط، مما يسهم في تحقيق تعاون أكبر في مجالات الأمن والهجرة والاقتصاد.

وضمن حديثه عن مدى قوة الاعتراف الفرنسي، أكد معتضد، أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يختلف عن نظيره الإسباني من حيث السياق التاريخي والدبلوماسي، خاصة مع استحضار الدور التاريخي لإسبانيا في المنطقة والتي تعد القوة الاستعمارية السابقة للصحراء الغربية، وبالتالي فإن موقفها يحمل ثقلاً تاريخياً كبيراً.

وتابع: “عند اعترف بيدرو سانشيز بمغربية الصحراء، كان ذلك بمثابة تغيير كبير في السياسة الإسبانية التقليدية التي كانت تتبع نهجاً أكثر حيادية، وعلى النقيض، لم تكن فرنسا مستعمرة للصحراء، مما يجعل اعترافها أقل تعقيداً من الناحية التاريخية ولكنه لا يقل أهمية دبلوماسياً”.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لـ “العمق” أن الاعتراف الإسباني جاء بعد فترة من التوتر بين مدريد والرباط، حيث سعى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى إعادة ضبط العلاقات مع المغرب وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل الهجرة والأمن والاقتصاد، وبالتالي الاعتراف كان محاولة لاستعادة الثقة وتعزيز الاستقرار في العلاقات بين البلدين.

في المقابل، الاعتراف الفرنسي يعكس تحولاً استراتيجياً على مستوى أوسع، نظراً لدور فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن وتأثيرها الكبير في السياسة الدولية، يقول خبير الشؤون الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الاعتراف الفرنسي، يتميز أيضاً بتأثيره على المستوى الأوروبي والدولي، كون أن فرنسا، إحدى الدول المركزية في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على مواقف الدول الأوروبية الأخرى وتشكيل توافق أوروبي حول القضية، ما سيساهم في تعزيز الموقف المغربي دولياً ويزيد من فرص التوصل إلى حل سياسي مستدام للنزاع.

وخلص هشام معتضد حديثه بالتركيز على توقيت الاعتراف الفرنسي، كون أنه جاء بعد فترة من الفتور الدبلوماسي بين باريس والرباط، مما يضفي على الخطوة أهمية خاصة في سياق العلاقات الثنائية، عكس الاعتراف الإسباني الذي جاء في وقت كانت العلاقات فيه متوترة بالفعل، مما جعل الخطوة ضرورة لإعادة بناء الثقة وتحقيق استقرار في العلاقات الثنائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غـزاوي
    منذ سنة واحدة

    عندما يتخلص ماكرون نفسه من ضغط اليسار، وترامب من تجاهل الديمقراطيين، سيتخلص سانشيز من ضغط المعارضة.

  • زاكورة
    منذ سنة واحدة

    أسبانيا هي الام الغير الشرعية للانفصاليين، و ليس حياد إيجابي، و تدعم ماديا و معنويا : لماذا نخاف من الحقيقة _ فرنسا الام الغير الشرعية للجيران : احتجوا كما احتج الحزب الاشتراكي الفرنسي، و الا فلماذا لم يحرك احد ساكنا عند اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء !!!!!! _ القوة المغربية ، في شخص رباننا :اللهم شافيه، القوة الصاعدة : اقتصاديا، امنيا و استراتيجيا، و ان شاء الله بعد حين سيصل إلى المكون الاجتماعي ، _ نلاحظ ان السياسات العامة للدولة ناجحة جدا جدا جدا، و لكن السياسات العمومية، لم تجد طريقها، بعد، للازدهار ، الا ان تحريك الملفات القضائية للمفسدين، و نحن نعم نحن طرف من، و في الفساد المستشري في المنتخبين لأننا نحن من اختارهم، ثم نضيف عبئ ثقيل للدولة في تقديمهم للقضاء، و يدخل السجن، و يستفيد من اموالنا في السجن : لا على المواطن ان يشارك في تنمية، و إصلاح البيت الداخلي للوطن. و الا سنبقي، اجتماعيا، دون المستوى، لابد من ألمشاركة الفعالة، في اختيار من يمثلنا، و ليس في من يمنحنا 200 درهم و يسرق منا التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية و و