الغموض يلف مهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون.. ومخاوف من هدر أموال الدعم
أثار إعلان لجنة دعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية عن قائمة المهرجانات المستفيدة من الدعم برسم دورة يوليوز 2024 التساؤل حول مصير مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون الذي استفاد من منحة مالية برسم دورة مارس 2024.
وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني، أحمد سيجلماسي، إن اللجنة “سبق لها برسم الدورة الأولى لسنة 2024 أن دعمت 21 مهرجانا وتظاهرة، نظمت كلها خلال النصف الأول من السنة الجارية باستثناء مهرجانين إثنين هما: المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، الذي أجل تنظيم دورته إلى 13 أكتوبر القادم، ومهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون، الذي استفاذ من دعم مالي بلغ 2.000.000 درهم، ولم يعلن حتى الآن عن تاريخ تنظيم دورته السابعة”.
وتساءل سيجلماسي، في تصريح لـ”العمق”، عما إذا كان المهرجان سينظم في الشهور المتبقية من السنة الجارية أم أن تنظيمه سيظل معلقا إلى أجل غير مسمى؟، وعن سبب عدم تقديم المركز السينمائي المغربي، – وهي الجهة المنظمة- لأي توضيح بخصوص الموضوع إلى حد الآن”.
واعتبر سيجلماسي، أنه تحقق منذ تعليق نتائج الدورة السادسة لهذا المهرجان في آواخر سنة 2022، تراكم لا بأس به من الأفلام الوثائقية الحسانية المنتوجة بفضل الدعم العمومي المخصص لها دون أن يشاهدها أحد، مضيفا “لماذا تصرف الأموال على أفلام تظل حبيسة رفوف مكاتب الجهات المنفذة لإنتاجها؟”.
ودعا ذات المتحدث، الجهات المختصة إلى تخصيص فقرات لعرض عينات من هذه الأفلام في برامج المهرجانات المنظمة في الأقاليم الجنوبية، وعرض الجيد منها في القنوات الوطنية التلفزية، وكذا إحداث منصات من أجل الترويج لهذا الكم الفيلموغرافي وما يزخر به الأرشيف من أفلام قصيرة وطويلة وغيرها، وفق تعبيره.
يشار إلى أن والي جهة العيون الساقية الحمراء، قد أمر بوقف أشغال الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون التي عقدت في آواخر عام 2022، بعدما تمت الإشارة في فيلم “زوايا الصحراء زوايا وطن” للمخرجة مجيدة بنكيران، إلى أن الشيخ “سيدي أحمد الركيبي” ليس مغربيا وليس من من أولياء الله الصالحين لأنه عاقر.
وأثار ما تضمنه الفيلم حالة غليان وسخط وعدم الرضى عبر عنه شيوخ وأعيان ووجهاء وفعاليات قبيلة الشرفاء الركيبات، وهو ما دفع بوالي العيون، عبد السلام بكرات، إلى الأمر بوقف فعاليات المهرجان وإلغاء الحفل الختامي للمهرجان.
واعتبرت الفعاليات الصحراوية الحاضرة أثناء عرض الفيلم، وخصوصا من منتسبي قبيلة الركيبات، أن ما تضمنه الوثائقي هو “طعنٌ في نسب جدهم الأكبر”، حيث سادت الفوضى في القاعة، معتبرين أن مضمون الفيلم “محرف للتاريخ ويمس بنسب قبيلة عريقة بالصحراء، وهي قبيلة الشرفاء الرقيبات”.
وكانت لجنة دعم تنظيم المهرجانات قد اجتمعت في الفترة ما بين 23 و25 يوليوز الجاري بمقر المركز السينمائي المغربي تحت رئاسة خديجة العلمي العروسي، وبحضور ليلى التريكي، شناز العكريشي، موهيم فاطمة الزهرة، مراد لطيفي، إدريس القري، محمد، فاضل الجماني وهشام الإبراهيمي.
وقامت اللجنة بدراسة 44 ملف طلب مرشح للدعم واستقبلت منظمي المهرجانات والتظاهرات الذين عرضوا مشاريع مهرجاناتهم ورافعوا حولها أمامها، قبل أن يتقرر دعم 41 مهرجانا وتظاهرة بمبلغ 25.970.000 درهم.
وتصدر المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قائمة المهرجانات المستفيدة بحصوله على 12 مليون درهم، يليه المهرجان الوطني للفيلم بطنجة بـ7 ملايين و500 ألف درهم، والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بمليون درهم، ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف 800 ألف درهم، والمهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة 450 ألف درهم.
اترك تعليقاً