سياسة، مجتمع

أصوات إسبانية تخطب ود المغرب لمواجهة التدفق الكبير للمهاجرين

تشير تقارير صحفية إسبانية إلى احتمالية زيارة وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى المغرب في المستقبل القريب، وذلك في ظل تصاعد الهجرة غير النظامية، ودعوات بعض الأصوات الإسبانية إلى مطالبة المغرب بالتعاون لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين.

جاء هذا بعد دعوة من جمعية (JUCIL) ذات الصلة بالحرس المدني الإسباني، التي حثت الوزير على التوجه فوراً إلى المغرب لمناقشة الوضع المتأزم الناجم عن تدفق المهاجرين إلى مدينة سبتة، والذي بات يؤثر على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.

وأبدت رابطة “JUCIL” قلقها من تأثير هذه الأزمة على قوات حرس الحدود، الذين يعملون تحت ضغط كبير وبموارد محدودة لحماية حدود إسبانيا، مشيرة إلى أن غياب الدعم من الحكومة الإسبانية ومن السلطات الدولية يزيد من تعقيد الوضع.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الرابطة، ميلا سيفيكو، إن “الوضع أصبح غير قابل للتحمل”، وأن “الحكومة الإسبانية يجب أن تتحمل مسؤولياتها وتطالب السلطات المغربية بالتعاون لوقف هذا التدفق”. مضيفة أن هذا الوضع ليس فقط خطيراً على المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم، ولكنه أيضاً يضع عبئاً كبيراً على قوات حرس الحدود.

في سياق متصل، أعربت الجمعية عن استيائها من عدم وجود دعم كافٍ من الإدارة الإسبانية ومن الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هناك حاجة ماسة لإجراءات فعالة لحل الأزمة قبل تفاقمها. ودعت إلى تعاون أوثق بين إسبانيا والمغرب، وإلى تعزيز الحوار الدبلوماسي بين البلدين للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الاستقرار الأمني في المنطقة.

من جانبه، لفت مرصد الشمال لحقوق الإنسان إلى أن محاولات الهجرة غير النظامية بالسواحل الغربية للمغرب ارتفعت بنسبة 300% خلال شهري مايو ويونيو 2024، مشيراً إلى نجاح ما بين 1200 و1300 مهاجر غير نظامي، جلهم من الشباب في الفئة العمرية بين 15 و24 سنة، في الوصول إلى سبتة المحتلة، وأغلبهم مغاربة.

وأشار المرصد إلى أن 90% من هؤلاء عبروا الحدود البحرية مع الفنيدق، و5% منهم عبروا حدود المدينة البحرية مع بليونش، و5% عبروا السياج الحدودي، في حين تمكن حوالي 15 مهاجراً مغربياً من دخول مدينة مليلية المحتلة. كما سجل المرصد هجرة غير نظامية لمنتخبين تابعين لجماعات ترابية بإقليم الناظور.

وسجل مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب استمرار تفضيل أغلب المهاجرين غير النظاميين، من بينهم قاصرون غير مصحوبين، الوصول إلى مدينة سبتة سباحةً. كما لاحظ تحولاً نوعياً في الهجرة سباحة من الشكل الفردي إلى الشكل الجماعي عبر استغلال نزول الضباب الذي يعوق المراقبة الأمنية عبر الحدود البحرية.

كما سجل المرصد ارتفاع محاولات هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاقاً من شواطئ الفنيدق، بمسافة تصل إلى أكثر من 10 كيلومترات، تستغرق ما بين 10 إلى 15 ساعة في المقطع البحري بين الفنيدق وسبتة، أو بين بليونش وسبتة الذي يستغرق حوالي ساعتين في المتوسط ويعرف تيارات بحرية. وتزداد خطورة هذا المقطع بسبب الصخور الموجودة على شواطئه.

ولفت المرصد إلى أنه قام بتجميع البيانات والمعطيات بعد فحص وتدقيق، بناءً على شبكة علاقات وتواصل مباشر مع أطراف متعددة، ورصد ما يُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي بعد التأكد من المعطيات الواردة فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *