خارج الحدود

يباح فيها “الخمر والتبرج”.. ألبانيا تستعد لإقامة “دولة إسلامية” جديدة بقلب أوروبا

خاصة بأتباع الطائفة البكتاشية، وهي طريقة صوفية شيعية تعتمد "طقوسا غريبة"

تستعد دولة ألبانيا الواقعة وسط أوروبا، لتأسيس “دولة إسلامية” جديدة وسط عاصمتها تيرانا، على غرار دولة الفاتيكان الكاثوليكية وسط العاصمة الإيطالية روما، وفق ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلا عن رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن راما أعلن أنه يعتزم منح أتباع الطائفة البكتاشية، وهي طريقة صوفية شيعية، جيبا من الأرض داخل العاصمة تيرانا، وذلك “في إطار سعيه لتعزيز التسامح الديني في البلاد” وفق تعبيره.

وكشف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما عن أنه سيعلن في المستقبل القريب خططا متعلقة بالكيان الجديد، الذي سيُطلق عليه اسم “الدولة ذات السيادة للطريقة البكتاشية”.

وقال المصدر ذاته، إن أكبر أئمة الطائفة البكتاشية، إدموند براهيماي، المعروف باسم قداسة بابا مندي، يتأهب لقيادة ما ستصبح أصغر دولة في العالم إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط له.

وأضافت أن لإمام هذه الطريقة خططا غير رسمية لدولته “الإسلامية” الصغيرة الجديدة، التي من المأمول أن تكون جيبا مستقلا على غرار الفاتيكان يتحكم في منطقة بحجم 5 من أحياء مدينة نيويورك الأميركية.

وأوضحت الصحيفة أن إمام هذه الطائفة أشار إلى أن دولته الجديدة ستعرف إباحة بيع الكحول وشربه، ويُسمح فيها للنساء بارتداء ما يروقهن من ملابس من دون فرض أي قيود على أنماط الحياة.

ونسبت الصحيفة لبابا مندي زعمه بأن “الرب لا يُحرِّم شيئا”، مبينا كيف أنه ينوي حكم قطعة أرض مساحتها 27 فدانا، والتي تريد ألبانيا تحويلها إلى دولة ذات سيادة بإدارتها وجوازات سفرها وحدودها الخاصة.

وقال بابا مندي (65 عاما) -وهو ضابط سابق في الجيش الألباني يعرفه الناس بلقبه الرسمي، قداسة حاجي ديدي بابا- إن “كل القرارات ستُتخذ بحب وعطف”.

ووفقا لنيويورك تايمز، فإن مندي هو الزعيم “الأرفع” للطريقة البكتاشية الصوفية الشيعية التي تأسست في القرن الـ13 في تركيا، ولكن مقرها في الآن ألبانيا.

ويرى جمهور البكتاشية أنهم أقرب إلى أهل السنة، بينما يعتبرهم آخرون من غلاة الشيعة، وكثيرون يرونهم خليطا بين هذا وذاك، مع إضافات أخرى من أديان وعقائد سابقة ولاحقة.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس وزراء ألبانيا، في مقابلة، أن هدف الدولة الجديدة هو الترويج لنسخة متسامحة من “الإسلام” تفخر بها ألبانيا، موضحا: “يجب علينا أن نعتني بهذا الكنز، وهو التسامح الديني والذي ينبغي عدم الاستخفاف به أبدا”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن أراضي “الدولة الإسلامية” الجديدة المقترحة عبارة عن مجمع سكني شعبي منخفض الإيجار في شرق تيرانا، وهي ربع مساحة مدينة الفاتيكان التي تعد حاليا أصغر دولة في العالم ويحكمها البابا حكما مطلقا.

ونقلت عن بابا مندي القول إن “الحجم لا يهم”، مضيفا: “لست مضطرا لأن أكون دكتاتورا”، لكنه أقر بأن الرب وحده هو المُقيِّد لسلطته، على حد تعبير الصحيفة.

ووفق المصدر ذاته، فستضم مباني الدولة الجديدة قاعة اجتماعات ومصلى بقبة، ومتحفا يعرض تاريخ الطريقة، وعيادة، وأرشيفا، ومكاتب إدارية لبابا موندي، الذي تصفه نيويورك تايمز بأنه رجل مرح ذو لحية بيضاء، وكاره للتشدد.

ونسبت الصحيفة لشيخ البكتاشية القول إن “المتطرفين المسلمين” الذين يفجرون القنابل ويستخدمون “العنف” لنشر تصورهم للدين “ليسوا سوى رعاة بقر”.

ولفتت إلى أن عديدا من الشيعة والسنة المحافظين يعدون أتباع الطريقة البكتاشية زنادقة، زاعمة أنهم تعرضوا للاضطهاد طيلة قرون من الزمن.

وقال شيخ الطريقة إن دولته الجديدة قد تحتاج إلى جهاز استخبارات صغير، “لأن لدينا أعداء أيضًا، ولكن لن يكون لدينا جيش أو حرس حدود أو محاكم”.

وبالرغم من أن أتباع البكتاشية يقولون إنهم من أهل السنّة، إلا أن واقعهم يخالف ذلك، فهم يؤلّهون عليّاً رضي الله عنه ويضعونه ضمن ثالوث “الله، محمد، علي”، ويعترفون بالأئمة الاثني عشر، ويبجّلون منهم خاصة الإمام جعفر الصادق”.

واعتنق البكتاشية مذهب التصوف في الأعداد ولاسيما عقيدتهم في العدد أربعة، وهو مذهب متأثر بالفيثاغورية، وقد نقلوا ذلك عن كتاب “جاويدان»” لفضل الله الحروفي، فيما ترتبطة البِكْتاشيَّة بعلاقة وطيدة مع الانكشارية، حيث كان لكل ثكنة انكشارية مرشدها البكتاشي، وعليه تسلطت البكتاشية على الانكشارية تسلطا تاما.

* “نيويورك تايمز” / الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *