أخبار الساعة

خمسيني يصر على الوظيفة ويواصل احتجاجاته ضمن “10 آلاف إطار”

عبد الحافظ العمري، شاب خمسيني من دوار سيدي عياش بإقليم القنيطرة، والمعيل الوحيد لأسرته المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة، وأبوه وإخوته، ولج المدرسة العليا للأساتدة ضمن البرنامج الحكومي 10000 إطار تربوي، أملا في العودة إلى الوظيفة من جديد بعدما “طُرد” من عمله السابق في إحدى الشركات التي خوصصتها الدولة سابقا، كما يقول.

جريدة “العمق المغربي”، أجرت حوار مع العمري، لمعرفة سبب رغبته في التكوين والدراسة رغم سنه المتقدم، وكيف يحاول بإصرار تحقيق وظيفة ليعيل أسرته، حيث يطالب الدولة بـ”إنصافه” مبديا استعداده لخدمة أبناء الشعب لمدة 30 سنة، وفق تعبيره.

لم فكرت في العودة إلى التكوين والدراسة بعد اجتياز سن الخمسين ؟

لما حصلت على الباكلوريا 1983 ودرست سنتين في شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في سنة 1991 اشتغلت في إطار البرنامج الوطني للشباب والمستقبل حاملي الشهادات، واشتغلت في تعاونية التنمية الفلاحية بالغرب بالمراكز الجهوية للاستثمار الفلاحي كوسيط بين الفلاح والمعمل، إلى حدود 2010، وإثر سياسة الخوصصة التي نهجتها الدولة تم توقيفنا وطردنا من المعمل، حيث تخوصصت معامل السكر وتم تفويت نشاط التعاونية لصالح المعمل وإلغاء الوساطة بحثا عن الربح السريع، هكذا أصبحنا عرضة للشارع بدون عمل وتوقيف صندوق الضمان الاجتماعي، والتغطية الصحية، ومن هنا بدأت الفكرة في متابعة الدراسة للحصول على الإجازة في الأدب العربي، وزاد إصراري لتسجيل نفسي بكلية ابن طفيل بالقنيطرة بالباكلوريا القديمة 1983، واخترت شعبة الدراسات الإسلامية.

وجاءت هذه الرغبة لرد الاعتبار وتنمية الذات أملا في الحصول على عمل قار ومشرف، وفي سنة 2014 تمكنت من الحصول بميزة مستحسن، وترشحت للماستر لكن أخفقت في الامتحان الشفوي، وكان خيرا.

لم تجد عملا طيلة السنوات الماضية؟

لم أجد عملا قارا إلى الآن راسلت العديد من الشركات كشركة “كيازاكي” التي تعمل كوسيط لحل مشاكل الشباب سواء في المدارس الخصوصية أو في غيرها، كما قمت بدفع وثائقي للمدارس الخصوصية بالقنيطرة وسلا، لكن لا نتيجة وحتى بعد حصولي على الإجازة المهنية بالمدرسة العليا للأساتدة البرنامج الحكومي 10000 إطار تربوي، قمت بعدة محاولات أخرى دون جدوى.

 لم اخترت بالضبط تكوين 10000 إطار تربوي ؟

لأنها تزكيك مباشرة لولوج القطاع الخاص الذي يشترط التكوين، كما أن لها مصداقية رسمية معترف بها من طرف الدولة، وأنها تابعة للمدارس العليا للأساتذة التي كانت تخرج أساتذة مباشرة. تكوننا كأطر تربوية إلا أن القطاع الخاص يتعامل مع أساتذة التعليم العمومي عند مزاولة مهنة التدريس أو عند التقاعد للحصول على وظائفه.

بما تطالب الدولة ؟

بالتوظيف لصون كرامتي الإنسانية والحق في الإدماج الفوري في أقرب الآجال وأن تنصفني بغض النظر عن السن وأنا مستعد لخدمة أبناء الشعب لمدة 30 سنة. فأين المشكل؟؟

هل يعتبر مجال التعليم هو آخر حل لك ولماذا؟

بإعتبار الشواهد المحصلة لدي وعلى رأسها الإجازة المهنية التي تخول الولوج إلى سلك التمدرس، بعدما طرقت كل الأبواب، تبقى هذه الشهادة هي الأنسب لي في شخصيتي المهنية.

كلمة أخيرة 

خير ما أختم به أن تستجيب الحكومة لهذه الأطر المعطلة والتي أنتمي إليها “فوج الأمل” 10000 إطار تربوي الذي يقدر عدده بحوالي 5000 إطار، والتي ناضلت وتناضل لأزيد من 5 أشهر على حقها العادل والمشروع بطريقة سلمية وحضارية، إلا أن الحكومة ما تزال تنهج ضددنا سياسة الآذان الصماء دون فتح باب الحوار.

أقول نحن أبناء الشعب المغربي أبناء هذا الوطن في ظل السياسة الملكية الرشيدة وفي ظل دولة الحق والقانون، أتمنى الاستجابة الفورية لمطالب التنسيقية الوطنية لأطر البرنامج الحكومي 10000 إطار تربوي –أساتذة وإداريين- وهو المطلب المتمثل في الإدماج في سلك الوظيفة العمومية وأن تكون الحكومة الحالية خير فأل لإنقاذ هذه الأطر التي تدافع عن حقها، وحفظ مكانة المدرسة العمومية وهي فرصة لاتعوض بيد الدولة ونحن متفائلون إن شاء الله. والسلام