وجهة نظر

هل يمكن أن يتورط المغرب .. بلد دعم حركات التحرر الوطني .. في خطة ترامب القاضية بترحيل أهل غزة ؟؟؟

هل يمكن أن يتورط المغرب ؛ بلد دعم حركات التحرر الوطني الإسهام في خطة ترامب القاضية بترحيل أهل غزة ؟؟؟

– 1-

تهجير الفلسطينين واخراجهم من ديارهم إلى بلاد عربية مسلمة من قبيل نصر والأردن كما جاء على لسان الرئيس الامريكي ترامب الذي قد يكون المغرب مرشحا لهذا التهحير يتعارض مع مبادئ العقيدة وصريح النص القرآني كما ورد في قوله تعالى :
” إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ”
.كما أنه وهم يتعارض مع قيم المغرب وتاريخه الناصع في دعم حركات المقاومة والمناهض للعدوان
و بناؤ على ذلك فهو تصرف لا يمكن أن يقبله المغرب الرسمي والشعبي بمنطق العقيدة ومنطق السياسية وبمنطق تاريخه ومواقفه من حركات التحرر
وبناء على ذلك فإنه لا يجوز تحت أية ذريعة الخضوع لأي مساومة حتى لو تعلق الأمر بتعزيز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية .

-2-
القضية الفلسطينية وقضية الصحراء لهما نفس المكانة لدى المغرب

ونتذكر بهذه المناسبة التي يمكن للبعض أن يتصور أن المغرب يمكن أن يساير هلوسات الرئيس العائد للبيت الأبيض ، أن ملك البلاد كان قد أكد لأبي مازن عند استئناف العلاقات مع الكيان الصهيوني ، أنه يضع على نفس المستوى من الاهتمام القضية الفلسطينية وقضية الصحراء …
وكما أن تعامل المغرب مع هذا الملف قد انطلق وينطلق من الحقائق التاريخية التي تؤكد أن تلك الأقاليم الصحراوية وسكانها كانوا جزءا لا يتجزأ من الملكة الشريفة يدينون لملوكها بالولاء والبيعة ..ومن ثم لا يمكن أن ينزل عن هذا الموقف ويخضع فيها لأي المساومة رخيصة ومنطق البيع والشراء..
فإنه وبنفس المستوى من الالتزام لا يمكن أن يقبل أن تكتب في صحيفته قبول مخطط ” التراتسفير،” أو أنه يمكن أن يسهم في تنفيذ ما أطلقه الرئيس الأمريكي الراجع مؤخرا من للبيت الأبيض والخاضع لضغط اللوبي الصهيوني .
الموقف من القضية الفلسطينية غير قابل للمساومة

موقف المغرب من القضية الفلسطينية وفي هذا الموقف عمقه الموقف من قضية القدس الشريف والانتهاكات الصهيونية للمسجد الاقصى والاعتداء المتواصل على حرمته وعلى ساكنة القدس .. موقف لا يمكن أن يخضع لمساومة رخيصة .. ناهيك أن يتورط المغرب في تزكية والمشاركة في مخطط ردئ جوهره تهجير الفلسطينيين من أرضهم .. الى بلاد عربية منها المغرب .

المغرب وحركات التحرر الوطني : وذكر إن نفعت الذكرى

يتعين التذكير أن المغرب كان دوما سندا لحركات التحرر الوطني ما يتضح في مؤازة حركات التحرر الوطني في عدد من البلدان .وفي هذا الصدد نذكر بالخائق التالية :

1_ احتَضَان المغرب على أراضيه الحكومة الجزائرية المؤقَّتة التي كان يرأسها المناضل فرحات عبّاس،
كما وضَع إمكانياته رهْن إشارة الأمم المتّحدة لحلِّ النزاع في الكونغو، ونظم لمؤتمرَ الإفريقيَّ بالدار البيضاء ما بين 3 – 6 يناير 196 ، والذي شارك فيه جمال عبد الناصر عن مصر،، وقْـوامِي نكْروما عن غانا، وموديبوكايتا عن مالي، وسِيكا توري عن غينيا، وفرحات عباس عن الحكومة المؤقتة للجزائر الثورية.
و كان مِن أهمّ التوصيات والقرارات التي أعْقَبت تنظيم مؤتمر الدار البيضاء لدَعْم الدول الإفريقية التقدمية؛ تكوين “لجنة التنسيق لتحرير إفريقيا”، أُسنِدت إليها مهمة تنسيق الـمَعونات لحركات التحرير
وفي المرحلة التي تَلَت اندلاع معارك جيش التحرير بالمغرب ومعارك جبهة التحرير الوطني بالجزائر؛

2- ‘تخصيص مَركَزٍ لصناعة الأسلحة وتخزينها لفائدة قادَة جبهة التّحرير الجزائرية، وكان مقرّه بمدينة الخميسات “حيث كانت هذه الورشة عبارة عن مَصنع تحت الأرض حتى لا تُكتَشَف من طرف عُيون الفرنسيين”.

3- استقبال المغرب لبعض مسؤولي جبهة التحرير الوطني الجزائرية بمدينة الناظور منذ مارس 1955 لتَلقّي الأسلحة عبر البواخر ونقْلها إلى الجزائر. حِين التّحضيرِ لانطلاق الثورة الجزائريةو احتضان قيادة الولاية الخامسة لجيش التحرير الجزائري بمدينة وجدة، وتسلّيم المغرب جوازيْ سفَر مغربيين استخدمهما محمد بن بلة في تنقّلاته إلى الخارج.

4- احتضَنان مدينة طنجة الندوة المغاربية الهامة التي حضَرتها قيادات حزب الاستقلال المغربي، وحزب الدستور الجديد التونسي، وجبهة التحرير الجزائرية، فيما بين 27 و30 أبريل 1958.

5- شارَك المغرب بكثافة في فعاليات “مؤتمر الشُّعوب الإفريقية” الذي احتضنته غانا في دجنبر 1958، من خلال أحزابه السياسية ونقاباته العُمالية وشخصياته البارزة، وعلى رأسها الأستاذ المهدي بن بركة.

6- الإمداد المُتواصل والإسناد الكامل لحركات التحرر الافريقية كما يتضح من خلال المعطيات التالية
ظلت علاقة المغرب بالزعامات الإفريقية التحررية، علاقة تعاون ودعم واحتضان كامادل .
وبادر : م الملك الحسن الثاني رحمه الله بعد شهور من تسلُّمِه الحُكم؛ إلى تأسيس وزارة جديدة باسم “وزارة الشؤون الإفريقية”، أُسنِدت إلى الشخصية السياسية البارزة التي كان لها باعٌ طويل في المقاومة المسلحة وفي دعم حركات التحرر الإفريقي، المقاوم عبد الكريم الـخطيب (تــ 2008).

7- أمر الملكُ الراحل الحسن الثاني بتخصيص إقامة دائمة لقادة حركات التّحرر الإفريقية في العاصمة الرباط، وألقى كلمة في الحفل الافتتاحي للإقامة التي كان مقرُّها خلْفَ فندق “باليما“ الشهير وسط شارع محمد الخامس بالرباط، جاء فيها:
“إنّ المملكة المغربية لَـتَسْعَد بتخصيص هذه الإقامة لحركاتكم التحريرية مجتمِعةً، لِتَمْكِينِكم من القيام بمسؤولياتكم ومهامكم بكل حرية، للانتصار لقضاياكم المشروعة، وآمل أن تُصبِح هذه الإقامة _ عندما تحقِّقون استِقلالكم _ مقرا لسفاراتكم”،

8-,أضْحى المغرب قاعدة خلفية رسمية للشّباب من مختلف الدول الإفريقية، الذين كانوا يَـخْضَعُـون للتّدريب والتّـأطير العسكري والتّكوين النّـضالي في مراكز متعدّدة (حوالي 2160 شاب)[7]، بإشراف من القوات المسلحة الملكية، في مدة ناهزت 380 يوماً، أبرزها مركز باب بودير نواحي مدينة تازة ومركز مدينة بركان.

9- استَـقْبَل المغرب في سنة 1962 مُوفَدَ حزب “المؤتمر الوطني الإفريقي” بجنوب إفريقيا، ممثِّــلا للقائد نيلسون مانديلا (تــ 2013)، وزَوَّده بما يَلزم من الدّعم اللوجيستي والمالي لدعْم حركة التحرر…..

10-, ترتيب لقاء تاريخي في مدينة وجدة بين قيادة وفْـد المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي ومنظمة التحرير الجزائريةحضره نيلسون مانديلا ورئيس القسم السياسي لجيش التحرير الوطني.

وفي منطقة الزّغــنْـغن التابعة إداريا لمدينة الناظور حاليا؛ تَلَقّى الزعيم نيلسون مانديلا تدريبا عسكريا على التعامل مع الأسلحة وكيفية استعمالها، حسب شهادة ليندي روفوسراديبي.

11-تحية لصديق قديم في النضال من أجل التحرر”
هي عبارة ترحيبية رددها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وهو يستقبل الدكتور عبد الكريم الخطيب وزير الشؤون الإفريقية في حكومة 1961، ومؤسس حزب العدالة والتنمية أمام حشود غفيرة من الناس، يوم 27 أبريل 1995 في إحدى خطاباته احتفالا بتحرير بلاده، مبرزا الدور الذي لعبه الدكتور عبد الكريم الخطيب في تحرير جنوب افريقيا.
ولا يمكن فهم علاقة مانديلا بالمغرب دون أن نفهم صداقته وعلاقته بالدكتور للخطيب، حيث خصه بأسمى عبارات الشكر والتقدير أثناء خطابه ليتوقف عن الخطاب ليعانقه فوق المنصة ويطلب من الحشود أن تقوم تقديرا لما قام به من أجل تحرير جنوب افريقيا.

وتعود أطوار هذه العلاقة حين التقى الزعيم الافريقي بالدكتور الخطيب في زيارة له إلى المغرب سنة 1962 وقال له إنه يريد لقاء الملك “الراحل” الحسن الثاني ورد عليه لأجل ماذا ؟
فأجابه مانديلا : لقد أنشأنا جيشا ونريد أن ندرب جنودنا، نريد أسلحة، نريد المال،
فرد عليه الخطيب قائلا : نحن نتفهم مهمتك جيدا؛ لأننا كنا في نفس وضعيتكم، وأضاف: اجلب رجالك إلى دار السلام (تانزانيا) وسوف أبعث بطائرة لجلبهم إلى المغرب لندربهم،
ثم سأله الدكتور الخطيب: ما نوع السلاح الذي تريدون؟ وأين تريد أن تتسلمه؟ أجابه مانديلا بإعطائه التفاصيل، وقال له أن يجلب الأسلحة إلى دار السلام.

وسأل الخطيب الزعيم، كم تريدون من المال ؟ أجاب مانديلا: نريد 5000 باوند بريطاني (1000 باوند يكافىء بضعة ملايين من الدولارات اليوم)؛ فقال الخطيب: عد إلى هنا غدا في الساعة التاسعة صباحا (مانديلا مازحا كنت هناك منذ الثامنة)،
ثم سلمه الخطيب الأموال التي طلبها ليضعها في حسابه البنكي في لندن وسأله: أما زلت تريد لقاء الملك؟ أجاب مانديلا: لا، لا أريد.

12-،كلمة نيلسون ما نديلا في حق الدكتور الخطيب

وفي زيارة للدكتور الخطيب لجنوب اريقيا قبل بضع سنوات . خاطب الزعيم الافريقي الحشود الغفيرة منوها بدور الدكتور الخطيب في دعم حركة التحرر الوطني بجنوب إفريقيا قائلا :
” كان لمجموعة من القادة الدور الأكبر في تحرير البلاد، واطلاق سراحنا، ولكن هذا الرجل كان له الدور الأبرز في تحرير بلادنا،
هذا الرجل الذي جاءنا من المغرب ليقطع مسافة طويلة لينضم إلينا في هذا الحفل، تحية لصديق قديم في النضال من أجل التحرر؛ تحية للدكتور عبد الكريم الخطيب، اليوم نحن جميعا ممتنون له”.
ومما ورد في شهادة نيلسون مانديلا خلال زيارة للدكتور الخطيب لجنوب إفريقيا؛
“خشية أن تُنسى الجذور الحقيقية لتحررنا، أود دائما أن أتحدث عن الزعماء الذين دون مساندتهم، لم يكن بإمكاننا أن نخوض الكفاح المسلح (…) وإن من بين هؤلاء الزعماء من رحل عنا مثل نكروما وعبد الناصر وهايلي سيلاسي، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، وأخص بالذكر جليوس نيريري وكينيث كواندا، والرجل الذي نتحدث عنه اليوم
، هذا الرجل الذي مارس الكفاح المسلح في وطنه ضد الاستعمار، وأصبح عضوا في حكومة بلاده بعد الاستقلال، وتقلد منصب وزير الشؤون الإفريقية (…) إن هذا الرجل هو الدكتور عبد الكريم الخطيب من المملكة المغربية، إننا مدينون لكل الزعماء الذين ذكرناهم، وتشكراتنا الحارة لهذا المؤمن الشجاع الذي يعتبر من مهندسي كفاحنا المسلح”.
13-احتضنت المملكة المغربية الزعيمَ الأنكولي نيتو أوجستينو وأسرتَه، ووفّرت لهم اللجوء السياسي بَعد فرارهم من الاعتقال في البرتغال سنة 1962. ومن مُستقرِّه _ لاحقاً _ بمدينة طنجة، نَسَّق وقاد الزعيم الأنغولي نيتو أعمال الحركة التحريرية الأنغولية “إمبيلا”.
وفي مدينة الدار البيضاء نظَّم المغربُ اللقاءَ الهام الذي أفْرَز تأسيس مؤتمر المنظّمات القومية للمستعمرات البرتغالية.

14- تواصَلت هذه الجهود وتعزَّزت طيلة عقد الستينات،بانعِقادِ اجتماعات الطَّلبة الموزنبيقيين ضِمْن إطار “مؤتمر منظمات الحركات القومية للمستعمرات البرتغالية” في الرباط، أطّر أغلبيتها الزعيم أكينو دي باراغانسا الكاتب الخاص للأستاذ المهدي بن بركة. وأَحْدَثت مجموعة من الدّول الإفريقية الخاضعة آنذاك للاحتلال البرتغالي منظّماتٍ للتّنسيق في مجال سياسة النضال من أجل الاستقلال وسكرتارية دائمة، كان مقرها بمدينة الدّار البيضاء

15- واصل الدكتور الخطيب اسهامهالكبير للدكتور باعتباره قائدات من قادة جسش التحرير ، في دعم حركات التحرير ..
ومن منطلق نصرته المبدئية لحركات التحرر في العاام فقد كان من مؤسسي الجمعية المغربية لدعم الكفاح الفلسطيني و “الجمعية المغربية لمساندة للجهاد الأفغاني” بعد الغزو السوفييتي، وخلال الحرب في البوسنة والهرسك سنة 1992

هذه شذرات من التاريخ النضالي للمغرب ولبعض رجالاته ومنهم الدكتور الخطيب
والمغرب الذييحر وراءه هذا التاريخ المجيد في مقاومة الاستعمار ودعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا لا يمكن أن ينهي مساره النضالي الموسوم بنصرة الشعوب التي تخوض معركة التحرر الوطني …
هذا المغرب لا يمكن أن يكون طرفا في تصفية القضية الفلسطينية ويقع في فخ خدمة المخططات الصهيونية ومنها ما تفتقت عنه مخيلة الرئيس الأمريكي المخترق فكريا من قبل اللوبيات الداعمة للكيان الصهيوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *