خارج الحدود

واشنطن توافق على أكبر اتفاق سلاح في تاريخها مع السعودية بقيمة 142 مليار دولار

أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء عن موافقة الولايات المتحدة على بيع حزمة أسلحة ضخمة للمملكة العربية السعودية بقيمة تقارب 142 مليار دولار، واصفا هذه الصفقة بأنها “أكبر اتفاق للتعاون الدفاعي” في تاريخ الولايات المتحدة. وجاء هذا الإعلان عقب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث تم إبرام الاتفاق الذي يشمل صفقات مع أكثر من 12 شركة دفاع أمريكية رائدة.

وأوضح البيان الصادر أن الحزمة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية السعودية في مجالات حيوية، تشمل الدفاع الجوي والصاروخي، وتطوير القوات الجوية ومجال الفضاء، بالإضافة إلى تعزيز الأمن البحري والاتصالات. وأكد البيت الأبيض أن “الحزمة التي وُقعت اليوم، وهي الأكبر في تاريخ التعاون الدفاعي الأمريكي، تمثل دليلا واضحا على التزامنا بتعزيز شراكتنا” مع المملكة. وكانت وكالة رويترز قد أشارت في وقت سابق إلى أن قيمة الصفقة ستتجاوز 100 مليار دولار بكثير، وهو ما تأكد الآن. وتُعد السعودية أكبر مستورد للأسلحة من الولايات المتحدة.

ويأتي هذا الاتفاق في وقت أخفقت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في إبرام اتفاق دفاعي مماثل مع الرياض، كان من المأمول أن يكون جزءا من صفقة أوسع تشمل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

ورغم ضخامة الصفقة المعلنة، لم يتطرق بيان البيت الأبيض بشكل صريح إلى مسألة تزويد السعودية بمقاتلات “إف-35” الشبحية المتطورة، والتي أبدت المملكة اهتماما بالحصول عليها منذ سنوات. إلا أن مصدرين مطلعين كشفا لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة والسعودية ناقشتا بالفعل إمكانية شراء الرياض لهذه الطائرات.

ومع ذلك، أشار أحد المصدرين إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستسمح للمملكة بالمضي قدما في عملية الشراء، نظرا لأن ذلك سيمنح السعودية سلاحا متطورا تستخدمه إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة. وأكد المصدر الثاني أن مسألة “التفوق العسكري النوعي لإسرائيل” قد طُرحت بالفعل خلال المباحثات، في إشارة إلى التزام الولايات المتحدة بضمان حصول إسرائيل على أسلحة أمريكية أكثر تقدما من تلك التي تحصل عليها الدول العربية الأخرى. وقد طلب المصدران عدم الكشف عن هويتهما.

يُذكر أن إسرائيل تمتلك طائرات “إف-35” منذ تسع سنوات، وقامت ببناء أسراب متعددة منها. وتسعى دول الخليج منذ فترة طويلة إلى امتلاك أحدث الطائرات المقاتلة المزودة بتقنية التخفي التي تتيح لها تجنب الرصد من قبل رادارات العدو. وفي حال وافقت الولايات المتحدة على تزويد السعودية بهذه المقاتلات، فستصبح المملكة ثاني دولة في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل، تشغل هذا الطراز المتطور من الطائرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *