خارج الحدود

انطلاق قمة ترامب وبوتين بألاسكا وسط آمال بوقف حرب أوكرانيا ومخاوف أوروبية من تسوية مفروضة

انطلقت، مساء الجمعة، في ولاية ألاسكا الأميركية، أعمال القمة التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط ترقب دولي لما قد تسفر عنه من نتائج بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، في ظل إصرار كييف وحلفائها الأوروبيين على عدم استبعادهم من أي تسوية محتملة.

وجلس الرئيسان جنبا إلى جنب أمام خلفية زرقاء كتب عليها “السعي إلى السلام”، دون الإدلاء بتصريحات أو الرد على أسئلة الصحفيين، بعد أن تبادلا المصافحة في مطار ألاسكا تمهيدا للاجتماع.

وذكر الكرملين أن المباحثات انطلقت بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمستشار الرئاسي يوري أوشاكوف، إلى جانب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف.

وقبيل القمة، قال ترامب في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” إنه يسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، مؤكدا أنه سينسحب من الاجتماع إذا لم يكن مثمرا، وأنه “لن يكون سعيدا” في حال الفشل في تحقيق ذلك.

وأضاف أن نجاح المباحثات قد يمهد لعقد اجتماع ثان، أما في حال الإخفاق “فلن تُعقد اجتماعات أخرى”.

وخلال رحلته إلى ألاسكا على متن طائرة الرئاسة، أوضح ترامب أنه لا يعرف ما إذا كانت القمة ستنجح، لكنه عبر عن “مستوى جيد من الاحترام” المتبادل مع بوتين، واصفا إياه بـ”الرجل الذكي” وصاحب الخبرة الطويلة في السياسة. وكتب على منصة “تروث سوشيال” أن “الكثير على المحك” في هذا اللقاء.

في المقابل، توقع الكرملين أن تستمر القمة بين ست وسبع ساعات، تشمل اجتماعا ثنائيا ومؤتمرا صحفيا مشتركا.

وأشاد بوتين، عشية اللقاء، بما وصفه بـ”الجهود الأميركية النشطة والصادقة” لإنهاء النزاع، معربا عن أمله في أن تفتح المفاوضات الباب أمام اتفاقات جديدة للحد من انتشار الأسلحة النووية.

ويأتي هذا اللقاء في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسب ميدانية على الأرض، ما يثير قلق القادة الأوروبيين من إمكانية دفع واشنطن نحو قبول تسوية تفرض على أوكرانيا.

وتعد هذه أول زيارة لبوتين إلى دولة غربية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، كما أنها الأولى إلى الأراضي الأميركية التي كانت روسيا قد باعتها للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.

وكان ترامب قد واجه انتقادات حادة في الداخل الأميركي عقب قمة هلسنكي عام 2018، عندما أبدى تقاربا مع موقف بوتين ونفى اتهامات الاستخبارات الأميركية لروسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة لعام 2016.

ومع ذلك، تعهد هذه المرة بعدم إبرام أي اتفاق ثنائي نهائي مع موسكو بشأن أوكرانيا، مؤكدا أن أي تسوية ستُناقش في قمة ثلاثية تضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماع ألاسكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *