أدب وفنون

رغم الأحكام القضائية.. طوطو يواصل الاستفزاز وسط تساؤلات عن غياب المحاسبة

عاد مغني الراب المغربي طه فحصي، المعروف فنيا بـ”الغراندي طوطو” ليشعل الجدل مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره عبارة “نابية” في حق الحكومة والبلد، في تدوينة أثارت موجة من الانتقادات والجدل القانوني والاجتماعي.

وجاء ذلك في سياق سلسلة من “الستوريات” التي عبر فيها “”طوطو” عن غضبه من الشكاية التي تقدمت بها إحدى الجمعيات ضده، بتهمة “الإخلال العلني بالحياء”، حيث خاطب الجمعية بأسلوب وصفه كثيرون بـ”المتعجرف والاستقواء” قائلا:”لن تنالي مني شيئا حتى لو توجهت إلى أعلى منصب”.

وأثار هذا التصرف ردود فعل واسعة، إذ اعتبر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن “طوطو” تجاوز جميع الخطوط الحمراء بتوجيه السب بألفاظ  “بذيئة” للبلد ومؤسسة الحكومة بعد سفره لفرنسا، وبإصراره على توظيف الكلمات النابية في أغانيه وخرجاته العلنية، وهو ما يشكل في نظر كثيرين خطرا على المراهقين الذين يتابعونه بكثافة ويعتبرونه نموذجا للجرأة وحرية التعبير.

وطرح المنتقدون أسئلة ملحة حول سبب عدم تدخل النيابة العامة لفتح متابعة قضائية ضده، في وقت ينص فيه القانون المغربي على معاقبة السب العلني والإخلال بالحياء العام، خاصة إذا تعلق الأمر بمؤسسات الدولة.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التصريحات الغاضبة، بل تجاوزها إلى تهديد صريح، حيث لمح الرابور المثير للجدل إلى أنه سيصعد من الأمور إذا استمرت الحملة الشعبية ضده، بل وذهب أبعد حين قال إنه سيمنح خصومه “حجة أكبر” لتقوية شكاياتهم، وهو ما اعتبره متابعون تحديا مباشرا للقانون واستعراضا للقوة الجماهيرية التي يستند إليها.

ورغم الضجة التي يثيرها الرابور لدى فئة واسعة من الرأي العام، ما زال يتلقى الدعوات للمشاركة في المهرجانات الرسمية والصعود إلى منصاتها، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول من أين يستمد قوته؟ ولماذا تصر مؤسسات فنية وثقافية ممولة من أموال دافعي الضرائب على استدعائه؟، في وقت يعتبره جزء واسع من المغاربة رمزا للسلوك المرفوض.

ويعتبر طوطو حالة استثنائية داخل المشهد الفني المغربي، فينما يختار العديد من المغنيين في مختلف الأنماط الموسيقية ممارسة بعض العادات في حياتهم الخاصة بما فيها التدخين وشرب الكحول بعيدا عن أعين الجمهور وعدم تحويلها إلى جزء من صورتهم العلنية أو تبريرها باعتبارها “حرية شخصية”، يذهب “طوطو” في الاتجاه المعاكس تماما فهو يصر على المجاهرة بتصرفاته، ويحولها إلى مادة استفزازية للرأي العام، بل ويقدمها كجزء من هويته الفنية التي يبني عليها حضوره وشخصيته أمام الجمهور.

يشار إلى أن هيئة الحكم بالغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أصدرت في أبريل الماضي، حكما غيابيا ضد مغني الراب فحصي المعروف بـ”إلغراندي طوطو”، يقضي بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حقه والقاضي بثمانية أشهر حبسا موقوف التنفيذ.

وجاء هذا الحكم بعد تخلف الفنان عن حضور جميع جلسات محاكمته، ما دفع المحكمة إلى إصدار قرارها غيابيا، كما قضت بتحميله الصائر مع الإكراه في الأدنى.

وتوبع “الغراندي طوطو” في هذا الملف بناء على شكايتين تقدم بهما الصحافي محمد التيجيني ورجل أمن، وذلك بعد تنازل أربعة فنانين آخرين عن شكاواهم ضده، عقب فيديو أثار جدلا واسعًا ووجهت له بسببه اتهامات ثقيلة، من بينها السب والقذف، التشهير، التهديد، الإخلال العلني بالحياء، استهلاك المخدرات، التحريض على ذلك، إلى جانب توثيق ونشر محتوى مخل بالحياء عبر الوسائط الرقمية.

وكانت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء قد أصدرت في يناير 2023، حكما مماثلا يقضي بحبسه 8 أشهر موقوف التنفيذ، إلى جانب غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، وتعويض مدني لفائدة المشتكين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *