المؤبد لقاتل أمه بطنجة.. والوكيل العام للملك: “لا مبرر لقتل الأم”

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة،مساء اليوم الثلاثاء،حكمها بالمؤبد في قضية شاب متهم بالتسبب في وفاة والدته داخل منزل الأسرة بحي مسنانة، في جريمة هزت الرأي العام المحلي، وخلفت صدمة كبيرة في صفوف الحضور بقاعة المحكمة لبشاعتها.
واستهل قاضي الجلسة مناقشة الملف باستنطاق المتهم “أ.ه”، الذي لميعترف بإقدامه على الفعل الإجرامي، مبرراً ذلك بكونه كان تحت تأثير المخدرات بعد استهلاكه حوالي غرامين من “البوفا” و”السيليسيون”، مضيفاً أنه لا يتذكر تفاصيل الواقعة، وأنه كان يتابع علاجه لدى طبيب نفسي بسبب معاناته من اضطرابات عقلية.
كما استمعت هيئة الحكم إلى أشقاء المتهم الخمسة، الذين تم استدعاؤهم كمصرحين في الملف، وقد نفى أربعة منهم حضورهم أثناء وقوع الجريمة، مؤكدين أنهم متزوجون ويقطنون في منازل مستقلة، فيما تم استنطاق أحد أشقاء الضحية الذي كان متواجداً بالمنزل لحظة الجريمة، حيث صرح بأنه لم يسمع أي صراخ أو أصوات صادرة عن والدته أثناء الواقعة، ولم يشاهد ما حدث تحديداً، نافياً حضوره أثناء تنفيذ الجريمة.
القاضي واجه أحد الأشقاء بتناقض أقواله بين ما أدلى به أمام الضابطة القضائية وما صرح به خلال الجلسة، ما أثار شكوك هيئة الحكم التي لاحظت مؤشرات على احتمال مسامحة الإخوة للجاني، خاصة وأنهم لم يتقدموا بأي مطالب مدنية ضد شقيقهم المتهم.
وفي مرافعته، كشف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف أن المتهم أقدم على قتل والدته باستعمال أداة حادة كبيرة الحجم (سكين “ميدية”) يبلغ طولها حوالي 49 سنتيمتراً، موجهاً لها 13 طعنة متفرقة، ليحاول تقطيعها بسلاح الجريمة بعمق يتراوح بين 6 و25 سنتيمتراً، وفق ما ورد في تقرير الطب الشرعي، كما حاول سلخ وجهها بطريقة وحشية.
وأضاف ممثل النيابة العامة أن الجريمة كانت متبوعة بسرقة مبلغ مالي من غرفة الضحية، حيث عُثر على خزانة الملابس في حالة فوضى، ما عزز فرضية ارتكاب الجريمة بدافع السرقة.
وأشار الوكيل العام إلى أن تصريحات الشهود أمام الضابطة القضائية تُدين المتهم بوضوح، خاصة بعد تراجع بعضهم عن أقوالهم أثناء الجلسة، مطالباً بإحالتهم على الشرطة القضائية للتحقيق معهم بشبهة الإدلاء بشهادة زور.
وختم الوكيل العام مرافعته بالتأكيد على أن هذه الجريمة “تثير الاستغراب والاشمئزاز”، مشدداً على أنه “لا يمكن لأي إنسان أن يجد مبرراً لقتل والدته”، مضيفاً أن المتهم أبدى استخفافاً واضحاً بسير العدالة بتكراره عبارة “ما عقلتش” أثناء استنطاقه.
وتابع قاضي التحقيق المتهم بتهم تتعلق ب”جناية القتل العمد في أحد الأصول مع سبق الإصرار والتهديد بارتكاب جناية والحيازة والاتجار في المخدرات واستهلاكها”.
وفي نهاية شهر ماي الماضي، أوقفت مصالح الأمن بمدينة طنجة شابًا يبلغ من العمر 26 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح المؤدي إلى الوفاة، راحت ضحيته والدته البالغة من العمر 52 سنة، بحي مسنانة.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن المشتبه فيه حديث الخروج من السجن، وقد أقدم على الاعتداء العنيف على والدته، مما تسبب في وفاتها داخل منزل الأسرة. وقد أبدى مقاومة عنيفة لحظة توقيفه، حيث كان في حالة تخدير متقدمة وهيجان شديد، قبل أن تتمكن العناصر الأمنية من ضبطه واقتياده إلى المصلحة الأمنية المختصة.
اترك تعليقاً