مجتمع

الكرامة: مهما كان سبب وفاة صيكا لا يبرئ ذمة السلطة

استنكر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان تعاطي السلطة مع ملف المعطل الراحل إبراهيم صيكا، واعتبر التبرير بأن وفاته كانت بسبب التعفن لا تبرئ ذمة السلطة، كما استنكر متابعته في حالة اعتقال رغم أنه عديم السوابق، معتبرا الحادث “ليس معزولا عن اختلال المنظومة القانونية المتعلقة بالمتابعات القضائية، ويتوقف بصفة خاصة عند إشكالية الاعتقال الاحتياطي بجميع أشكاله”.

وأعلن المنتدى مؤازرته لعائلة صيكا في مساعيها الرامية إلى كشف ملابسات قرار التوقيف وظروف الاعتقال وحقيقة تعرض الفقيد للاعتداء وكذا عناصر الملف الطبي الخاص به.

وشدد المنتدى الحقوقي الذي يرأسه القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، على أن مسؤولية السلطات العمومية لا تتوقف عند حدود مراقبة الإعمال السطحي والحرفي لعبارات النص القانوني، بل إن الدستور يلزمها بالحفاظ على “سلامة أرواح المواطنين وحماية حرياتهم عند ممارساتها لمهامها الأمنية والقضائية”.

وأردف، “وفي حالة ابراهيم صيكا التي تسائل الجميع اليوم، لا يسمح بأن تبرأ ذمتها بمجرد القول إن الاعتقال جاء مطابقا للنص، أو إن الوفاة كانت طبيعية ناجمة عن تعفن ميكروبي وليس عن اعتداء جسدي”.

ودعا المنتدى المؤسسات القضائية والإدارة إلى أن تنفذ إلى “العمق الحقيقي لكيفية تدبير الاعتقال”، و”تضع على ميزان العدل الدوافع التي تجعل النيابة العامة تقرر تقديم شاب جامعي عديم السوابق، يعاني التهميش والحرمان، في حالة اعتقال وهو ليس متهما بارتكاب جرائم خطيرة ودون إعمال الآليات القانونية البديلة من قبيل فتح باب الصلح طبقا للمادة 41 من قانون المسطرة الجنائية التي تجيزه في هذا النوع من الجنح”.

وتابع “كما ينبغي أن يمحص على ضوء المادة 117 من الدستور، التي طوقت رقبة القضاة بأمانة حماية حقوق وحريات الأفراد، موقف المحكمة التي رفضت تمتيع ابراهيم بالسراح مسايرة سلطة الاتهام، بدل أن تفحص مدى حاجتها الفعلية إلى الاحتفاظ به رهن الاعتقال”.

إلى ذلك، أعلن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان استنكاره بشدة لما أسماه “الاستخفاف الذي يطبع تعاطي المؤسسات المعنية مع موضوع الاعتقال الاحتياطي”، وأعلن إطلاق حملة وطنية متواصلة طيلة السنة ضد الاستخدام المفرط للاعتقال الاحتياطي، كما دعا إلى “تكثيف الجهود في حملة واسعة للدعوة إلى مراجعة نظام الاعتقال الاحتياطي الذي تحول من آلية قانونية وقائية إلى سلطة تعسفية للتخويف والترهيب في كثير من الأحيان”.